((الواقع الجديد)) السبت 19 نوفمبر 2016 / المكلا – خاص
ثمة حكمة أو قول مأثور شهير يقول (في المحن والشدائد تظهر معادن الرجال). بمعنى وجود من ينقذك ويسندك وقت الشدائد والمحن والظرف الصعبة ، عندما يتخلى عنك كل من حولك تاركاً إياك في محنتك مواجهاً مصيرك المجهول .
هنا وجدت نفسي مدفوعاً لإسقاط ذلك القول على موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وموقف قيادتها الحكيمة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زائد آل نهيان حفظه الله ورعاه وسمو الشيخ محمد بن زائد آل نهيان وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وحكومة دولة الإمارات وشعبها معنا نحن سكان حضرموت خاصة وأبناء اليمن كافة، فالشئ الذي لا يخفى على أحد أبداً إن الإمارات الشقيقة حضرت عسكرياً منذُ الوهلة الأولى لمساعدتنا في دحر عناصر تنظيم القاعدة، حضرت في إطار التحالف العربي وتواجدت إنسانياً في حضرموت وبحضور ملفت وفعّال عبر هلالها المنير “الهلال الأحمر الإماراتي”
تواجدت الشقيقة الإمارات في وقت لا توصف صعوبته ولا تتخيل معاناة المواطن الحضرمي خلاله، حيث كان شبح الإرهاب ماثلاً وجاثما على الجميع وفي كل ساعات اليوم الأربع والعشرون .
حينما كانت حضرموت ينكل بها ، وتدمر وتنهب وتموت في اليوم ألف مرة.. هلَ هلالها متوسطا السماء ملبداً بسحب الخير، هلَ هلالها منيراً مبدداً ظلمة سادت سنة ونيف، ناشراً ضؤه المشرق في كون المدينة المنهكة المغتصبة.
في هكذا وضع عصيب وحرج . فترة هي الأصعب في حياة وتاريخ حضرموت وأهلها الطيبين المسالمين حضرت الإمارات دولة وقيادة وشعبا وتواجدت كيدٍ حنونة منقذة، وكبلسم شافٍ لجروح غائرة انتشرت في جسدٍ مجروحٍ وقلبا مكلوم مثقلا في الأصل.
حضر هلال الإمارات الأحمر برجاله وماله وإنسانيته وحبه لحضرموت وأهلها لتقديم الخير، انار سماء حضرموت ومعه بشائر الخير من أرض زائد الخير.
جاء الهلال الأحمر الإماراتي بطواقمه الشابة المتقدة بالحب والعطاء والفداء ومعه الغذاء والدواء ومعاول البناء، فأولجت أيادي منتسبيه الطعام في أفواه أطفال ونساء وشيوخ حضرموت ولامست أناملهم ومشارطهم جروح لطالما نزفت ونزفت وتقيحت وكادت أن تتحلل فوضعت عليها الدواء الذي كان بإرادة الله ناجعاً وشافٍ.
وصلت أيادي هلال الإمارات إلى قاعات وفصول مدارسنا لترميمها وتجهيزها ومن ثم إعادة الحياة لها مجدداً، وامتدت تلك الأيادي الإنسانية إلى مستشفيات حضرموت ومرافقها الصحية المختلفة فرممتها وأعادت تأهيلها وتجهيزها بكل شي تقريباً فوضعتها جاهزة مجهزة تحت أمر مرتاديها من المرضى.
حضرت الإمارات إلى حضرموت قبل الجميع وعملت فيها أكثر من الجميع واستحقت حب الحضارم خاصة واليمنيين بشكل عام قبل وأكثر وأكبر من الجميع.
فالله درك أيتها الأرض الطيبة ولله دركم يا قادة وشعب الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ودام الله العلي القدير عزكم وأمنكم وخيركم ودام المحبة بيننا وإياكم.
تحية من أعماق قلوبنا للشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة على هذا الحضن الدافئ وهذه المشاعر الطيبة وهذه اللمسات الحنونة الجميلة.