“الواقع الجديد” الأحد 4 ابريل 2021 / خاص
التصعيد العسكري للميليشيا الحوثية بمحاولة استهداف المنشآت في السعودية، والذي يتزامن مع تحركات أممية وأمريكية للسلام، يعطي مؤشراً واضحاً على رفضها الصريح لجهود السلام، فكل الدلائل تشير إلى عدم وجود رغبة لدى هذه الجماعة في التهدئة، أو إيجاد حل سياسي شامل.
الحوثي لا يزال يراهن قولاً وفعلاً للحيلولة دون انطلاق عملية السلام بانتهاج سياسة الابتزاز والمماطلة بالسلام الكاذب، واللجوء إلى العنف والمجازر الدموية الشنيعة، فالمسؤوليات القانونية والأخلاقية الواقعة على المجتمع الدولي تجاه اليمن وشعبه تفرض التحرك العاجل لتحقيق سلام عادل ومستدام يضمن إنهاء الانقلاب الحوثي ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، الذي أرهق من كذب الحوثيين ومن ممارساتهم في إطالة أمد الحرب.
ما يحدث اليوم في اليمن من تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية، نتيجة الانقلاب الذي قامت به الميليشيا، لم يعد شأناً يمنياً داخلياً، بل أصبح شأناً إقليمياً ودولياً، إذ أن الميليشيا تواصل العبث باقتصاد البلد، وتتمادى في الأعمال الإرهابية التخريبية ضد المنشآت السعودية الحيوية، التي لا تستهدف المقدرات الوطنية للمملكة فقط، وإنما عصب الاقتصاد العالمي، وبذلك فهي تعد تهديداً للسلم والأمن الإقليمي والدولي وتنذر بنتائج كارثية إن لم يتم تداركها.
وغني عن القول إن مبادرة السعودية في إحلال السلام في اليمن التي تنسجم وتتماشى إلى أبعد الحدود مع جهود الأمم المتحدة الخاصة في اليمن، كشفت للعالم زيف طرح الحوثيين وإفلاسهم السياسي والأخلاقي، فهم لا يجيدون إلا لغة الحرب ، ولعل إصرار الميليشيا الكبير على رفض جميع الجهود السياسية الرامية لحل الأزمة اليمنية سلمياً، جاء ليؤكد للجميع أنهم أداة تخريبية في المنطقة.