“الواقع الجديد” الاربعاء 31 مارس 2021 / خاص
تعرضت محافظة مأرب امس الثلاثاء لهجوم غادر شنّته المليشيات الحوثية، حيث أطلقت صاروخًا على المدينة ، بالتزامن مع تصاعد لعمليات استهدافها للمدنيين. يأتي هذا فيما أكّدت مصادر محلية أنّ المليشيات الحوثية الإرهابية استهدفت منطقة سكنية، نافية وجود تقديرات بسقوط ضحايا. يُضاف هذا الهجوم الإرهابي إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، في محافظة مأرب التي تتدهور فيها الأوضاع الإنسانية بشكل متصاعد. الحديث عن تردي الأوضاع على هذا النحو في جبهة مأرب لا يقتصر على ما يمارسه الحوثيون من إرهاب غاشم على الأرض، لكنّ الأمر يشمل أيضًا الخيانات التي ارتبكتها المليشيات الإخوانية فيما يتعلق بتسليم هذه الجبهة للحوثيين. وتسليم الجبهات يمثّل طعنة دأبت المليشيات الإخوانية على توجيهها في ظهر التحالف العربي، على نحوٍ قدّم دليلًا دامغًا حول علاقات التقارب بين الإخوان والحوثيين، وهو تقارب – يرى محللون – أنّه حال دون تمكن التحالف من حسم الحرب على المليشيات المدعومة من إيران على الأقل حتى الآن. إقدام المليشيات الإخوانية على تسليم الجبهات للحوثيين أمرٌ يبرهن على أنّ بوصلة نظام الشرعية تسير في الاتجاه الخاطئ، لا سيّما أنّ حزب الإصلاح الإخواني وهو مخترق للشرعية عسكريًّا وسياسيًا لا يولي أي اهتمام بالحرب على الحوثيين لكنه يصب عداءه صوب الجنوب وشعبه. المسار الذي يسلكه إخوان الشرعية يرى مراقبون أنّه يؤدي بشكل مباشر إلى تمكين المليشيات الحوثية من التمدّد بشكل أكبر على الأرض، وبالتالي تحقيق المزيد من المكاسب للأجندة الإيرانية الخبيثة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذه الخيانات تضاعف موجات الاستهداف للمدنيين باعتبار أنّ المليشيات الحوثية ترى الفرصة سانحة نحو تكثيف اعتداءاتها على المدنيين والأعيان المدنية وهو ما يضاعف من الأعباء والأزمات الإنسانية.