الأحد , 12 مايو 2024
1617097404.jpeg

كيف تمكن الانتقالي من حصد المكاسب للجنوب ؟

“الواقع الجديد” الثلاثاء 30 مارس 2021 / خاص

يرتكن المجلس الانتقالي الجنوبي على سياسية ما يعرف بـ”الصبر الإستراتيجي”، للحصول على أكبر قدر من المكاسب للجنوب وهو ما تحقق بالفعل على أرض الواقع بعد أن قاد اتفاق الرياض للتنفيذ وأضحى ممثلا في حكومة المناصفة واستطاع أن يطرح القضية الجنوبية على أجندة اهتمامات المجتمع الدولي، هذا بالإضافة لتمكنه من حماية الجنوب من المؤامرات المتتالية التي تعرض لها.

يمارس المجلس الانتقالي الجنوبي سياسية الصبر الإستراتيجي في مسألة إشراكه بمفاوضات الحل الشامل، ويتريث في اتخاذ أي مواقف معلنة انتظارا لما ستؤول إليه الأوضاع في ظل تعنت المليشيات الحوثية التي مازالت ترفض الجلوس على طاولة المفاوضات، وبالتالي فإن ما يهم الانتقالي في الوقت الحالي يتمثل في تحصين الجبهة الداخلية والحفاظ على موازين القوي كما هي عليها الآن، بل والمضي قدما في طريق الضغط من أجل تنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض.

إستراتيجية الصبر الإستراتيجي تمكن الانتقالي من دراسة جميع الخيارات المطروحة أمامه بعناية، واختيار أفضل طريق من الممكن أن يسير فيه لتحقيق مصالح الجنوب، وبالتوازي مع ذلك فإن قضية الجنوب ستكون حاضرة بقوة على المشهد من خلال التحركات الدبلوماسية للانتقالي والتي لم تتوقف على مدار الفترة الماضية، في تأكيد على أن أبناء الجنوب لن يتخلوا عن قضيتهم وأن الوصول إلى تسوية شاملة في الجنوب تعد أساس أي حل مستقبلي للأزمة اليمنية.

يرى مراقبون أن تعامل الانتقالي مع مسألة وجوده في المفاوضات يسير بخطى متوازنة، فهو من جانب يؤكد على أنه يقبل بأي حلول تضمن الوصول إلى حل نهائي وشامل وبمشاركة جميع الأطراف، وعلى الجانب الآخر فإنه يستمر في تعزيز الجبهة الداخلية وتنظيم خطواته الأمنية عبر مطالباته المتكررة بدعم الأجهزة الأمنية الجنوبية، هذا بالإضافة إلى تنظيم أدواته الإدارية من خلال تعيين مدراء جدد للوحدات المحلية في المديريات والمحافظات الجنوبية المختلفة، بما يجعله قادرا على اتخاذ القرار المناسب في نهاية الأمر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.