“الواقع الجديد” الأحد 21 مارس 2021 / خاص
أكد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أن شعب الجنوب سيظل سيّداً على أرضه يبنيها ويدافع عنها، صفاً واحداً من المهرة إلى باب المندب.
وأشار الرئيس الزُبيدي، في كلمته التي ألقاها عبر الاتصال المرئي، خلال الاجتماع الاستثنائي لأعضاء الجمعية الوطنية في حضرموت، شبوة، المهرة والهيئة التنفيذية للقيادة المحلية لمحافظة حضرموت، اليوم السبت، إلى أن عزة وشموخ شعبنا الجنوبي المقدام وثباته على مبادئه، وثقته بعدالة قضيته ونبل أهدافه، تزيده عزيمة وإصراراً على مواجهة ذلك النهج العدواني، بل وتحثه على التعجيل بالخلاص من قوى الإرهاب والتطرف والمضي قدماً صوب تحقيق غاياته ونيل تطلعاته.
في ما يلي نص الكلمة كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبه نستعين، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين رسولنا الصادق الأمين، محـمد بن عبد الله .. وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخوة أعضاء هيئة رئاسة المجلس
الأخوة أعضاء الجمعية الوطنية
الأخوة رئيس وأعضاء الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية بمحافظة حضرموت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي في مستهل هذه الكلمة أن اعبر عن بالغ سروري باللقاء بكم، فلكم ولهذه الأرض التي تجتمعون اليوم فيها الكثير من الحب والتقدير في نفسي وقلبي، فسلاماً عليكم وسلاماً على حضرموت التاريخ والحضارة والكفاح، وسلاماً لشبوة الصمود ومهرة الخير.
كما يطيب لي أن أحيي شعبنا الجنوبي العظيم على صموده واستبساله وثباته في وجه سياسات العقاب الجماعي التي تمارسها القوى المعادية بهدف دفعه للتنازل عن مشروعه الوطني المتمثل في استعادة وبناء دولته المستقلة، متناسين تضحياته الجسيمة لبلوغ ذلك الهدف النبيل، فرغم ظروف الألم والمعاناة إلا إن عزة وشموخ شعبنا الجنوبي المقدام وثباته على مبادئه، وثقته بعدالة قضيته ونبل أهدافه، تزيده عزيمة وإصراراً على مواجهة ذلك النهج العدواني، بل وتحثه على التعجيل بالخلاص من قوى الإرهاب والتطرف والمضي قدماً صوب تحقيق غاياته ونيل تطلعاته، موقناً أن عهد الظلم والبغي والإرهاب إلى زوال وأن شعب الجنوب سيظل سيّداً على أرضه يبنيها ويدافع عنها، صفاً واحداً من المهرة إلى باب المندب.
ولقد تحمل المجلس الانتقالي الجنوبي المسؤولية التي أولاها إياه شعب الجنوب في مرحلة عصيبة، حتمت عليه اتخاذ قرارات صعبة والسير بخطى موزونة للدفاع عن شعب الجنوب، وحماية مكتسباته، وتمثيل قضيته الوطنية، وحمل رايته للمضي قدماً نحو استعادة وبناء دولته المستقلة، حيث بذل المجلس منذ تأسيسه الكثير من الجهود على مختلف المستويات والأصعدة في الداخل والخارج، لإيصال صوت ومطالب وتطلعات شعبنا إلى كافة مراكز صنع القرار على المستويين الإقليمي والدولي، متجاوزاً بذلك حاجز العزلة القسرية التي سعت قوى نظام صنعاء إلى فرضها على شعبنا منذ الاجتياح العسكري للجنوب عام 1994م.
الأخوات والأخوة .. الحاضرون جميعاً:
يضع المجلس الانتقالي الجنوبي متطلبات واحتياجات الشعب من أمن واستقرار وحرية وكرامة وخدمات ورواتب وعيش كريم وهانئ، وتعزيز تماسك نسيجه الاجتماعي، في صدارة اهتماماته ومحور قراراته وتفاعلاته في الداخل والخارج، انطلاقاً من موقفه المنحاز دوماً وأبداً إلى صف المواطن الجنوبي، الذي نحن منه وإليه، نتقاسم معاً ظروف المعاناة، ونحشد طاقات المقاومة معاً، بل ونتصدرها لحماية شعبنا وتأمين مكتسباته الوطنية ومواجهة التحديات، ومجابهة المشاريع التي تستهدف مستقبله وحريته وحقه في تقرير مصيره بما يرتضيه لذاته.
إذ إننا في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي نعيش لحظة بلحظة أوضاع شعبنا في كافة مدن الجنوب عامة، وفي حضرموت وشبوه والمهرة خاصة، وعلى وجه الخصوص ما يحدث في وادي حضرموت وشبوة في ظل سطوة قوى إرهابية على تلك المناطق، تستهدف شعبنا بعمليات القتل والقهر والاضطهاد، وإذ نتألم لمعاناتهم ونفخر بثباتهم، نؤكد بأن كل قطرة دم جنوبية تراق غدراً على أيدي قوى الإرهاب والتطرف، ستكون جحيماً يحرق تلك القوى ويعجل بنهاياتها.
ومن هذا المنطلق، ندعو حكومة المناصفة إلى الاضطلاع بدورها والعمل بوتيرة متسارعة لرفع معاناة شعبنا، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية، ورفع الرواتب بما يحقق التوازن مع تغيرات أسعار صرف العملة، وتوفير الخدمات، ومعالجة قضايا المبعدين قسرياً والمتقاعدين الجنوبيين، وتفعيل دور المؤسسات في تيسير وإنجاز معاملات المواطنين، وإصلاح وتطوير أداء منظومة العمل لكافة مؤسسات الدولة، وهذه الدعوة أيضاً لدول التحالف العربي والدول الراعية للعملية السياسية.
كما ندعم الدعوة لاستئناف وإكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، ومواجهة بؤر الفوضى والتصدي لمساعي المتنفذين والقوى التخريبية الساعية لإعاقة استكمال تنفيذ بنود الاتفاق، والتي باتت تمارس سلطاتها منفصلة كلياً عن سلطة الحكومة في العاصمة عدن، رافضة تنفيذ عملية نقل القوات العسكرية الموجودة في شبوه ووادي حضرموت والمهرة إلى جبهات التصدي للحوثيين، وفق ما نص عليه الاتفاق، رغم حاجة الجبهات المشتعلة في إليها، والأهم حق أبناء حضرموت وشبوة والمهرة في إدارة وحماية مناطقهم دون غيرهم، وهذا ما يجب ان نسعى لتحقيقه جميعاً.
واليوم، نؤكد بأن صبر شعب الجنوب، لن يطول في ظل استمرار هذا العبث غير المشروع، والمتمثل في نهج البسط على الأرض ونهب ثروات هذا الشعب ومقدراته، واستمرار حرمانه منها، وتسخيرها لتعزيز ترسانة أسلحتهم التي توجه لقتل أبناء الجنوب، ودعم وصناعة الإرهاب، وتهديد المدنيين في صورة واضحة من صور الاحتلال العسكري.
إن ما تحقق من مكتسبات لشعبنا في الجنوب ما كان لها أن تتحقق لولا تضحيات واستبسال الأبطال الذين بذلوا أرواحهم فداء لهذا الوطن وشعبه، منهم من التحق بركب الشهداء ومنهم من أقعدته الجراح، ومنهم من لا زال يتصدر الجبهات مستبسلاً في الدفاع عن شعب الجنوب والذود عن أرضه، نسأل الله الرحمة والمغفرة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، والثبات والنصر لأبطال قواتنا المسلحة المرابطين في كافة الثغور والجبهات، ونجدد العهد لهم بأننا على درب الحرية والاستقلال ماضون ولن نحيد عنه، كما نؤكد بأن رعاية أسر الشهداء والجرحى، وتوفير مستحقات أبطال القوات المسلحة تتصدر اهتماماتنا وأولويات عملنا، فأدوارهم الريادية ومواقفهم البطولية ستظل محل فخر وتقدير شعب الجنوب يتوارثون مآثرهم البطولية جيلاً بعد جيل.
كما نؤكد بأن حماية وصون ما تحقق من مكتسبات تستوجب على كافة قوى شعب الجنوب، العمل بروح وطنية تتسامى فوق الخلافات والتعصبات، وتضع المصلحة الوطنية العليا لشعب الجنوب فوق كل مصلحة أو اعتبار، وأن تحافظ على ما تجذر من سلوك وقيم مستندة على ركيزة التصالح والتسامح الجنوبي، وتسعى لتعزيزها بما يلبي مقتضيات التوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويحقق شراكة جامعة لكافة أبناء الجنوب، تحت شعار الجنوب لكل وبكل أبناءه.
الأخوات والأخوة
أود التأكيد على أننا نسير بخطى ثابته نحو هدفنا وتطلعات شعبنا، وقد قلت لكم في فبراير 2019م في المكلا الغالية، ان طريقنا لن يكون سهلاً، لكننا سوف نسلكه ونجتاز كل الصعاب، وهذا ما نفعله اليوم، وليدرك الجميع أن ما نواجهه ويواجهه شعبنا اليوم هو ثمن لحريتنا وفكاكنا ومستقبلنا الآمن الذي يجب ان نستمر بالسير نحوه.
لذلك، يجب أن تستمروا في التعبير عما يريد الشعب تحقيقه وإنجازه فهذا الشعب الذي يستحق منا الكثير، وهذه الأرض تستحق منا الكثير، ومهمتنا استثنائية، واستثنائية جداً، نحن جميعاً قد قررنـا استعادة الوطـن الجنوبي من خاطفيه، وسنمضي قُدُماً متمسكين بثوابت القضية وطموح الشعب وآماله وأهدافه.
اليوم وأنتم تقودون تطلعات أبناء الجنوب في حضرموت وشبوة والمهرة، تمثلون نضالات وتضحيات قدمها الشعب الجنوبي العظيم، تمثلون تاريخاً من الكفاح والصبر والآمال والتطلعات، لذا أوصيكم بأن تكونوا قريبين من الناس، داعياً الله تعالى لكم جميعاً بالتوفيق والسداد في مسؤولياتكم ومهامكم الوطنية، وانا على ثقة كبيرة بكم.
وختاماً، نجدد العهد لشعبنا بأننا في المجلس الانتقالي الجنوبي، ماضون لتعزيز مكتسباته، والارتقاء به صوب أهدافه وتطلعاته في استعادة وبناء دولته المستقلة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
20 مارس، 2021م