“الواقع الجديد” الأحد 21 مارس 2021 / صحيفة الأيام
أصدرت وزارة الداخلية في حكومة صنعاء غير المعترف بها، أمس السبت، بيانا عن المحرقة التي قتلت عشرات المهاجرين الأفارقة في مركز احتجاز رسمي في صنعاء في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، وأعلنت بعد أسبوعين من الحادثة ما سمته بنتائج التحقيق في هذه القضية، التي لاقت انتقادا دوليا واسعا ضد سلطات الحوثيين في صنعاء وحملتهم مسؤولية الجريمة.
وأرجعت وزارة داخلية الحوثيين، في بيانها المطول، تأخر إصدارها البيان إلى ما قالت إنه “تفرغها للقيام بواجبها نحو الضحايا”، مشيرة إلى أن عدد المهاجرين الذين كانوا في عنابر الإيواء 862 مهاجرا، بينما كان في العنبر رقم 1 الذي تعرض للحريق 358 نزيلاً.
وأوضح البيان أن عدد الذين قضوا نحبهم في الحريق 44 مهاجرا فقط، ولحق بهم مهاجر آخر أمس الأول الجمعة، كان ضمن 5 مصابين في العناية المركزة، وأن الذين تم إسعافهم (٢٠٢) مهاجر، بينما تمكن 111 من الفرار والنجاة من الحريق الذي التهم العنبر.وأعلن البيان أن الحريق بسبب قوة صغيرة من مكافحة الشغب التابعة للوزارة كانت قد وصلت إلى المركز، وعندما لم تتمكن من السيطرة على أعمال الشغب قام جنود برمي 3 قنابل يدوية دخانية مسيلة للدموع تحتوي على مادة Cs.
وقال البيان: “تم رمي قنابل من ذلك النوع في حادثتي شغب سابقتين تم السيطرة عليهما، إلا أنه، وبحسب مهاجرين تم أخذ أقوالهم، قد سقطت إحدى القنابل الثلاث على فرش إسفنجية، مما أدى إلى حدوث الحريق الذي انتشر بشكل سريع”.
وأضاف البيان: “حسب أقوال عدد من الجنود على صلة برمي القنابل، فإنهم لم يرجعوا إلى قيادتهم لأخذ الإذن قبل رميها، بحجة المخاوف من خروج الوضع عن السيطرة ومن أن تأثير القنابل المسيلة للدموع لا تؤدي إلى الموت بعد أن تم استخدامها في حالات مماثلة”.
وأشار البيان إلى احتجاز الوزارة 11 جنديا متهما بالقضية، منهم 4 ضباط من مصلحة الهجرة والجوازات، ولكن البيان لم يشر إلى تقديمهم إلى المحاكمة.وهاجم بيان وزارة الداخلية الحوثي المجتمع الدولي على رد فعله إزاء هذه القضية، منتقدا ما وصفه بـ “تباكي سفراء دول الاتحاد الأوربي” على محرقة المهاجرين، وقال البيان إنه “حدث ماهو أسوأ منه في أكثر من بلد أكثر ثراء واستقرارا”.
ودعت وزارة الداخلية الحوثية سفراء الاتحاد الأوروبي إلى قراءة “الكتاب الأسود” الذي يوثق في 1500 صفحة انتهاكات مريعة ومتعمدة طالت آلاف اللاجئين في أوروبا حسب البيان.
وأضافت: “نُذكّر المبعوث الأمريكي إلى اليمن، الذي تقمص دور الشيطان الواعظ في حريق مركز الإيواء، بما حصل ويحصل ضد المهاجرين واللاجئين، وبالذات الأطفال الذين تم فصلهم عن أسرهم في مراكز المهاجرين على طول الحدود الجنوبية في بلاده من معاملات قاسية وغير إنسانية”.
وكرر الحوثيون تحميل المنظمة الدولية للهجرة المسؤولية عن الحريق، وقالوا إن “السبب الرئيس الذي زاد من فداحة الخسائر يرجع إلى عدم استيفاء العنبر لأي مواصفات فنية أو مميزات لائقة بكرامة الإنسان، بالإضافة إلى خلوه من وسائل السلامة”.
وأضافت وزارة داخلية صنعاء: “كما أن التدافع الكبير ضاعف من سقوط ضحايا من ذوي البنى الضعيفة، بالإضافة إلى حصول حالات إغماء طالها الحريق”.
والأسبوع الماضي نفى المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو الادعاءات المماثلة للحوثيين، مؤكدا إن المنظمة لا تقوم بإنشاء أو إدارة أو الإشراف على مراكز الاحتجاز في اليمن أو أي مكان آخر في العالم. وقال إن فرق المنظمة قامت “بتقديم الخدمات الأساسية مثل الطعام والرعاية الصحية والمياه للمهاجرين، التي لم يكن ليحصلوا عليها لولا ذلك”.
وتابع مدير الهجرة الدولية: إنه في أعقاب الحريق كانت فرق المنظمة في المنشأة “تقدم المساعدة الصحية الطارئة وإنقاذ الأرواح، وأنها تواصل دعم الناجين اليوم حيثما يسمح الوصول”.
لكن وزارة الداخلية الحوثية اتهمت المنظمة بعدم تقديم أي مساعدة من أي نوع، وقالت في بيانها: “إننا ننفي وبشكل قاطع ما زعمه عن تقديم المنظمة مساعدات من أي نوع سواء أثناء الحادث أو بعده، إذ أن دورها اقتصر على بيان يعبر عن عميق حزنهم ومحاولة للتنصل من قصور فاضح كان أحد أسباب الفاجعة”.
وأقرت الوزارة قيامها بترحيل المئات من المهاجرين بعد الحادث، وقالت إن 504 شخصاً تم إخراجهم من العنابر الأخرى “كانوا في هياج شديد يطالبون بترحيلهم، ونظرا لاستحالة السيطرة على مشاعرهم الغاضبة عقب الحادث، لم يكن بد من الاستجابة لمطالبهم بالترحيل، باعتبار أن البديل هو مواجهة عنيفة ستؤدي إلى مزيد من الضحايا، وهو ما سيؤثر على الاهتمام بضحايا الحريق”.
وأضافت أن (170) مصابا غادروا المشافي بتاريخ 9 مارس بعد أن تأكد شفاؤهم، وتسلمتهم قياداتهم، بينما لا زال (31) مصابا يتلقون العلاج جراء إصابات مختلفة، بينهم (4) مهاجرين في العناية المركزة وحالتهم حرجة.