الجمعة , 15 نوفمبر 2024
9d3aed6cf1.jpeg

الغارديان: واشنطن تحتاج إلى أفعال لا أقوال لوقف حرب اليمن

“الواقع الجديد” السبت 27 فبراير 2021 / متابعات

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن اليمن غدا الآن ساحة معركة بين الفاعلين الإقليمين ووكلائهم الذين يتنافسون على الهيمنة وسط الأطلال الرملية لواحدة من أقدمالحضارات على وجه الأرض.

وطالبت الصحيفة في افتتاحيتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدفع من أجلإصدار قرار جديد عن مجلس الأمن كبديل للقرار الحالي الذي يتصور حدوث أمر غير واقعيين مثل في استسلام الحوثيين لحكومة انتقالية تمارس صلاحياتها من داخل فندق سعودي.

كما طالبت بمغادرة جميع القوات الأجنبية من اليمن. وأكدت أن المطلوب هو عمليةتفاوضية تشتمل على أصوات محلية تمثل جميع الأطراف في الصراع؛ بما في ذلك الحوثيين،والانفصاليين الجنوبيين والإخوان المسلمين.

واختتمت الصحيفة بالقول إنه “ما فتئت المكونات المتعددة والمنوعة للمجتمعفي اليمن قادرة على التوصل إلى تسويات فيما بينها. ليس بوسع السيد بايدن حل مشاكل اليمن،ولكن بإمكانه، بل ويتوجب عليه، أن يلم شمل اليمنيين حتى يقوموا هم بحل مشاكل بلدهم”.

وفيما يلي نص الافتتاحية:

“ينبغي أن تتوقف هذه الحرب.” هذه الكلمات للرئيس جو بايدن حول الصراعالمريع في اليمن مرحب بها. لكن النطق بها أسهل من ترجمتها إلى فعل. فمنذ عام 2015،خلف القتال في اليمن ربع مليون قتيل وثلاثة ملايين نازح، وارتكبت جرائم الحرب من قبلجميع الأطراف، بينما وقف العالم متفرجاً على الكارثة الإنسانية وهي تحدث. غدت البلدالآن ساحة معركة بين الفاعلين الإقليميين ووكلائهم الذين يتنافسون على الهيمنة وسطالأطلال الرملية لواحدة من أقدم الحضارات على وجه الأرض.

وعد بايدن بإنهاء مبيعات السلاح ومشاركة الولايات المتحدة في الحرب التي تقودهاالسعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن. هذا أمر يستحق الترحيب. وهو ما صوت لصالحهالديمقراطيون داخل الكونغرس. ينبغي على رئيس الولايات المتحدة ضمان ألا يتمكن أحد منالالتفاف على الحظر. مما يعاب على بريطانيا أنها لم تبادر بعد بفرض حظر مشابه. بالإضافةإلى ذلك رفع السيد بايدن تصنيف الإرهاب عن الحوثيين، المجموعة المدعومة إيرانياً والتيكان زحفها السبب في غزو الرياض وأبوظبي. هذه أخبار سارة، إذ أن المرء لا يمكنه أن يصنعالسلام إلا مع أعدائه، وفيما لو عادت الدبلوماسية، كما يزعم الرئيس الأمريكي، فإن الدبلوماسيينبحاجة لأن يتحدثوا مع خصومهم ومع أصدقائهم على حد سواء.

لربما بقي لبعض الوقت غافلاً عن الأمر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذيتعتبره المخابرات الأمريكية مشاركاً في جريمة القتل المريعة التي راح ضحيتها الصحفيجمال خاشقجي. فقد كان محمد بن سلمان ومعه حاكم الإمارات محمد بن زايد هما من أعلناالحرب، ثم شغلا الغرب وموسكو فيما بينهما لضمان تمرير قرار لمجلس الأمن يوفر لهما الغطاءللمضي قدماً في ارتكاب المذابح ثم احتلا أجزاء مهمة استراتيجياً من أراضي اليمن.

يحتاج بوريس جونسون، الذي ما فتئ يجامل الأمير السعودي خلال سنوات ترامب،إلى أن يتحرك بسرعة إذا ما أريد لبريطانيا، بدون حلفائها الاستراتيجيين في أوروبا بعدبريكسيت، أن تلعب دوراً بناء في مستعمرتها السابقة. لا يمكن لهذا الأمر أن يغفل باعتبارهوخز ضمير: فدبلوماسيو السيد جونسون في الأمم المتحدة مقررون في مجلس الأمن، وتناط بهممهمة صياغة القرارات حول اليمن.

بات واضحاً من الهجوم الجديد للحوثيين في مأرب ومن هجماتهم داخل السعوديةباستخدام الطائرات المسيرة مدى سوء تقدير الرياض وأبوظبي واستهانتهما بقوة هذه الجماعة.ينبغي على فريق السيد بايدن تصويب الخطأ لأنهم، سواء أعجبهم ذلك أم لم يعجبهم، كانوابوصفهم جزءاً من إدارة أوباما، قد وفروا غطاء عسكرياً ولوجستياً ودبلوماسياً للحملةالتي يشنها السعوديون والإماراتيون. هناك مزاعم بأن مرتزقة أمريكيين وظفوا من قبل الإماراتالعربية المتحدة للقيام باغتيال الخصوم السياسيين. سوف يواجه الدبلوماسيون الأمريكيونفي التعامل مع اليمن مشكلة مألوفة: كيف يمكن إرضاء الحلفاء الخليجيين الذين تسخطهممساعي واشنطن لضمان التعاون الإيراني بشأن البرنامج النووي.

ينبغي أن يتركز اهتمام الغرب الآن في جلب الاستقرار إلى اليمن وإطلاق عمليةسياسية قابلة للاستمرار. تقول الأمم المتحدة إن اليمن سيواجه أسوأ مجاعة شهدها العالمعلى مدى عقود ما لم يتمكن المانحون من إيجاد 3.85 مليار دولار (ما يعادل 2.8 مليارجنيه إسترليني) الأسبوع القادم. ينبغي على الدول الغنية التقدم: تقول أوكسفام إن الوعودالحالية لا تصل إلى المستوى الذي يلبي احتياجات البلد المتزايدة. وإذا لم يتم إطفاءالحرائق في اليمن فسوف تستمر في الاشتعال وتجبر مزيدا من الناس على النزوح والتشرد،ولسوف تعم الفوضى أرجاء البلاد.

يتوجب على السيد بايدن الدفع من أجل إصدار قرار جديد عن مجلس الأمن كبديلللقرار الحالي الذي يتصور حدوث أمر غير واقعي يتمثل في استسلام الحوثيين لحكومة انتقاليةتمارس صلاحياتها من داخل فندق سعودي.

يجب أن تغادر القوات الأجنبية. والمطلوب هو عملية تفاوضية تشتمل على أصواتمحلية تمثل جميع الأطراف في الصراع – بما في ذلك الحوثيين، والانفصاليين الجنوبيينوالإخوان المسلمين. تقليدياً، ما فتئت المكونات المتعددة والمنوعة للمجتمع في اليمنقادرة على التوصل إلى تسويات فيما بينها. ليس بوسع السيد بايدن حل مشاكل اليمن، ولكنبإمكانه، بل ويتوجب عليه، أن يلم شمل اليمنيين حتى يقوموا هم بحل مشاكل بلدهم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.