((الواقع الجديد)) 17 نوفمبر 2016 / العراق – رويترز
قال تحالف لفصائل شيعية مسلحة يوم الأربعاء إنه طرد تنظيم الدولة الإسلامية من قاعدة جوية غربي مدينة الموصل في انتصار يهدد خط إمداد التنظيم من سوريا إلى آخر معقل رئيسي له في العراق.
وقال يوسف الكلابي المتحدث الأمني باسم قوات الحشد الشعبي المؤلفة من جماعات مدعومة في أغلبها من إيران في تصريح للتلفزيون العراقي الرسمي إنه تم تحرير مطار تلعفر العسكري.
وإذا تأكد الاستيلاء على القاعدة فسيكون تطورا مهما في الحملة لاستعادة الموصل المعقل الرئيسي للجماعة المتشددة منذ أن اجتاح مقاتلوها العراق في 2014 وأعلنوا خلافة في مناطق في سوريا وشمال العراق.
وتقع تلعفر على بعد حوالي 60 كيلومترا غربي الموصل على الطريق الرئيسي إلى سوريا. والاستيلاء عليها قد يزعج أيضا تركيا القلقة من مشاركة فصائل شيعية في الحرب في سوريا.
وقال هادي العامري رئيس منظمة بدر -أكبر فصيل في الحشد الشعبي- في تعليقات في تسجيل مصور إن تلعفر ستكون نقطة الانطلاق لتحرير المنطقة كلها حتى الحدود السورية وما بعد الحدود السورية.
وبينما يقاتل التحالف الشيعي مقاتلي الدولة الاسلامية غربي الموصل يحاول الجيش النظامي ووحدات الشرطة التقدم من جهات أخرى مدعوما بمقاتلي البشمركة الأكراد الذين انتشروا في الشمال والشرق.
واخترقت قوات مكافحة الإرهاب العراقية دفاعات الدولة الإسلامية في شرق المدينة قبل أسبوعين لكنها تواجه مقاومة من المسلحين الذين ينشرون انتحاريين في سيارات ملغومة وقناصة ويشنون موجات من الهجمات المضادة.
والحملة التي بدأت في 17 أكتوبر تشرين الأول هي أكبر عملية عسكرية في العراق في أكثر من عشرة أعوام من الاضطرابات التي أطلقها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.
كانت فصائل الحشد الشعبي قالت إنها تخطط لاستخدام قاعدة تلعفر لنقل المعركة ضد الدولة الإسلامية إلى سوريا والقتال في صفوف الرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران.
ورغم أنها تتبع رسميا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلا أن إيران تولت تدريبها وتجهيزها.
وأثار تقدم قوات الحشد الشعبي باتجاه تلعفر -التي كانت تسكنها أغلبية من الشيعة وأقلية من التركمان السنة قبل استيلاء التنظيم عليها في 2014- احتمال وقوع صراع طائفي وهو ما يزعج تركيا المجاورة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الشهر الماضي إن تركيا ستعزز قواتها على الحدود مع العراق وسترد إذا تسببت الفصائل في “أي إرهاب” في تلعفر.
وسعى العبادي لتهدئة المخاوف من أن العملية لاستعادة تلعفر ستؤجج التوتر الطائفي أو ستفاقم المشاكل مع تركيا قائلا إن القوات الهجومية التي ستدخل البلدة ستكون انعكاسا لتكوين البلدة الديني والعرقي.
ويسكن محافظة نينوى وعاصمتها الموصل خليط من الأعراق والطوائف مثل العرب والتركمان والأكراد واليزيديين والمسيحيين والسنة والشيعة لكن السنة العرب يشكلون غالبية السكان.
* الأكراد قد يحتفظون بأراض
وأشارت حكومة إقليم كردستان العراق يوم الأربعاء إلى أنها ستحاول توسيع المنطقة الخاضعة لحكمها في شمال العراق لتشمل قرى مجاورة وبلدات انتزعها المقاتلون الأكراد من تنظيم الدولة الاسلامية.
وذكر تلفزيون روودوا المحلي أن رئيس الإقليم مسعود البرزاني قال يوم الأربعاء إن قوات البشمركة الكردية لن تنسحب من المناطق التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
وقد تثير تصريحات البرزاني غضب الحكومة المركزية التي تعارض خططه الهادفة لتوسيع الإقليم شبه المستقل حتى رغم انضمام الطرفين للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل.
وسمح انهيار الجيش العراقي قبل عامين أمام تنظيم الدولة الإسلامية لإقليم كردستان بتوسيع سيطرته على منطقة كركوك الغنية بالنفط.
وتخوض قوات الحكومة معارك في أكثر من عشرة أحياء من بين 60 حيا في الشطر الشرقي من الموصل التي يقسمها نهر دجلة. ولم تدخل هذه القوات بعد من الاتجاهين الشمالي والجنوبي.
ويقول مسؤولون عراقيون إن المتشددين يستغلون السكان الباقين في المدينة وعددهم أكثر من مليون كدروع بشرية ويطلقون النار من فوق أسطح منازل مأهولة ويستخدمون شبكة أنفاق لنصب كمائن في قلب أحياء سكنية.
ورغم أن وجود المدنيين أبطأ التقدم إلا أن مسؤولين عراقيين يقولون إن بعض عملياتهم حصلت على مساعدة بفضل معلومات قدمها سكان عن المواقع العسكرية لمتشددي الدولة الإسلامية.
وفي مسعى للحد من تدفق المعلومات خارج الموصل شن المتشددون حملة على الاتصالات وحظروا استخدام أجهزة الهواتف المحمولة كما صادروا أطباق الفضائيات لمنع الناس من مشاهدة التقدم الذي تحققه القوات العراقية.
وقتل التنظيم أيضا مدنيين يشتبه بأنهم ساعدوا القوات المهاجمة وعرض جثث بعضهم في أنحاء متفرقة من المدينة.
ويقدر الجيش العراقي عدد مقاتلي الدولة الاسلامية في المدينة بين خمسة آلاف وستة آلاف في مواجهتهم تحالف مؤلف من مئة ألف من جنود الحكومة والمقاتلين الأكراد ووحدات الفصائل الشيعية.
ولم تنشر السلطات العراقية رقما للقتلى والمصابين في الحملة العسكرية سواء من القوات الأمنية أو المدنيين أو مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. ويقول كل طرف إنه كبد الآخر خسائر بالمئات من القتلى والمصابين.
ونزح قرابة 57 ألف شخص بسبب المعارك من قرى وبلدات حول المدينة إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة.
ولا يشمل هذا الرقم عشرات الآلاف الذين تم جمعهم من القرى المحيطة بالموصل وأجبروا على مصاحبة مقاتلي الدولة الإسلامية لتغطية انسحابهم صوب المدينة.