“الواقع الجديد” الخميس 18 فبراير 2021 / الشرق الأوسط
أكدت الولايات المتحدة أن عدم إدراج جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب لا يعني بالضرورة الموافقة على الجرائم التي ترتكبها الجماعة في اليمن، وأن السبب الحقيقي خلف هذه الخطوة التي اتخذتها الإدارة الجديدة هو رفع الضرر الإنساني الذي طال الشعب اليمني، وأصبح الأول عالمياً في أسوأ كارثة إنسانية.
وكشف تيموثي ليندركينغ المبعوث الأميركي لحل الأزمة اليمنية، عن أن الإدارة الأميركية لديها طرقها في التواصل مع الجماعة الحوثية اليمنية، عبر قنوات توصل الرسائل بين الطرفين، مستطرداً بالقول: «نحن نستخدم هذه القنوات بقوة كبيرة، أيضاً نشارك تلك الرسائل شخصياً مع قيادات الدول الرئيسية المعنية. لذلك أعتقد أن أملنا هو أن الجهد المشترك، وجلب شركاء معينين في أوقات معينة، مدعوماً بموقف أميركي قوي للغاية سيؤدي بشكل أساسي إلى تغيير الهيكل، ووضعنا في مكان أفضل للضغط من أجل تلك التسوية التفاوضية».
وقال ليندركينغ، في مؤتمر صحافي، أول من أمس، في وزارة الخارجية بعد عودته من الرياض، إن الانتقال إلى مأرب ليس تطوراً جديداً. إنه شيء كان الحوثيون يتطلعون إليه بشكل متقطع على مدار العامين الماضيين، لكن من الواضح أنهم يقومون بالدفع بذلك، ولا أعلم ما هو الهدف بالتحديد من هذه الخطوة، ربما من أجل وضع أنفسهم في وضع أفضل قبل التفاوض.
وروى المبعوث الأميركي قصة حديثه مع المسؤولين السعوديين عند وجوده في الرياض، أثناء استهداف الجماعة الحوثية مطار أبها في جنوب البلاد، وتحدّث مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان 20 دقيقة عن هذا الهجوم، ومناقشة عما كان يمكن أن يحدث لو كان هناك أشخاص على متن تلك الطائرة أصيبوا، وعلّق قائلاً: «هذه الهجمات ضد البنية التحتية المدنية ليست من فعل جماعة تدعي أنها تريد السلام، ويجب أن يتوقفوا، ما لم يغير الحوثيون سلوكهم البغيض، وإلى أن يغيروا، سيظل قادتهم تحت ضغط أميركي ودولي كبير، كما نحثهم على وقف تقدمهم في مأرب، وهي مدينة تضم نحو مليون نازح داخلي في اليمن. في العام الماضي وحده، تسبب تصاعد القتال في مأرب في فرار أكثر من 100 ألف يمني من ديارهم، يجب على الحوثيين الالتزام حقاً بالانضمام إلى هذا الجهد لإنهاء المعاناة وهذه الحرب».
وفي رد على سؤال حول التواصل مع إيران، قال ليندركينغ إنه بالنسبة للحديث مع الإيرانيين، فلا يوجد ذلك التواصل، لكنه أشار إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تحدث مع الإيرانيين، وجرت مناقشة تفاصيل اللقاء بين الطرفين، مفيداً بأنه تمكن من التحدث مع مارتن غريفيث حول لقاءاته هناك، مضيفاً: «ليس سراً، على ما أعتقد أن الإيرانيين لعبوا دوراً سلبياً للغاية في اليمن حتى الآن. أعني أن كلاً من تدريبهم وإمدادهم وتجهيزهم للحوثيين لشن هجمات ضد أهداف مدنية في المملكة، وفي أماكن أخرى في الخليج، كان ضاراً بشكل خاص».
ويرى المبعوث أن الإيرانيين لديهم فرصة لإظهار أفضل ما لديهم من حيث دعم نوع الاستجابة الدولية، لإنهاء هذا الصراع، ولا تزال العديد من التفاصيل قيد المناقشة في الوقت الحالي حول كيفية حدوث ذلك، كما أشار إلى أن الحوثيين دائماً ما يقولون إنهم منفصلون عن إيران، وهذه فرصتهم في إظهار ذلك، والتأكيد على أنهم يملكون مواقفهم، في الوقت ذاته أكد أن السعودية تحتاج إلى امتلاك القدرة على الدفاع عن نفسها، إذ إن الوضع في مأرب ليس بعيداً عن الحدود السعودية، وهو يُعد مصدر قلق.
وأضاف: «نحن نعمل الآن لتنشيط الجهود الدبلوماسية الدولية مع شركائنا في الخليج، والأمم المتحدة، وآخرين لتهيئة الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار ودفع الأطراف نحو تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب في اليمن، وأنا ملتزم بشدة بالعمل مع الشركاء في (الكونغرس) والوكالات المشتركة لضمان تقديم حل حكومي كامل لمجموعة المشاكل العاجلة هذه، ولم نستسلم بأي حال من الأحوال عن مسار الأمم المتحدة، وقد قام مارتن غريفيث بعمل رائع كقيادة هذا الجهد. والتعليمات الموجهة لي هي العمل معه عن كثب معه، ولن أطبق مواقف الأمم المتحدة في النزاعات الأخرى، سواء كانت سوريا أو ليبيا، على قضية اليمن. حالة اليمن هي حالة خاصة. هي مليئة بالتحديات والمزالق، وأنا اتفق مع غريفيث بالتأكيد، لكنني أعتقد أن ما نحاول القيام به هو بناء المزيج الصحيح من الضغوط، واستخدام النوع الصحيح من النفوذ».
وأشار تيم ليندركينغ إلى أن هناك رغبة عميقة حول المنطقة وداخل اليمن لإنهاء الصراع، وأن الجميع يتفق أنه حان الوقت الآن لإنهاء الصراع، كما أنه لمس الرغبة القوية للقيام بذلك خلال لقائه بالأطراف المعنية في الملف خلال زيارته إلى الرياض أخيراً، معتبراً أن الإدارة الجديدة تركز على اليمن كشيء مختلف، وهذا لا يعني أن الإدارة السابقة لم تفعل ذلك بحسب وصفه، بيد أنه يعتقد أن رفع الموقف الأميركي والطريقة والوتيرة التي تحدث بها الرئيس والوزير
بلينكن عن اليمن تؤكد العزم في إنهاء هذه الأزمة، والالتزام المطلق بتحسين مصير اليمنيين، «وهو أمر أعتقد أننا جميعاً يجب أن نفخر به، رغم أن هذه الحرب تبدو بعيدة جداً. لكنني أعتقد أن هذا تغيير كبير».