“الواقع الجديد” الخميس 18 فبراير 2021 / خاص
الحوثيون قابلوا إلغاءهم منظمة إرهابية بمزيد من الفوضى والقتل
> أظهر سياسيون أمريكيون انقسام المجتمع الأمريكي بين مؤيد ومعارض بشأن قرار إدارة بايدن بإلغاء تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية والذي دخل حيز التنفيذ أمس الأربعاء.
وإذ أشار المعارضون إلى أنه بمثابة غصن زيتون يقدمه الرئيس الأمريكي الجديد لطهران في رغبة منه في تهدئة القضايا الإقليمية رفض المؤيدين ربط القرار بإيران مباشرة.
وفي تصريحات نشرها موقع الجزيرة نت أمس لمعلقين أمريكيين على قرار بايدن تجاه الحوثيين أوضح المدير التنفيذي لمركز تحليلات دول الخليج بواشنطن جورجيو كافيارو أن “رفع تصنيف الحوثي من قائمة الإرهاب يأتي ضمن مساعي إدارة بايدن إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق النووي، مع رغبتها في حل حرب اليمن دبلوماسيا”.
وقال كافيارو”إن هناك ما يدعو إلى الأمل، فمن السهل نسبيا على طهران أن تفكر في تهدئة تدخلها في اليمن مقابل بعض التنازلات من واشنطن، ومقارنة بالعراق وسوريا ولبنان فإن الصراع في اليمن أقل أهمية استراتيجية بكثير بالنسبة للمصالح الجيوسياسية والأمنية لإيران”.
واعتبر أن خطوة واشنطن تمثل “مزيدا من الضغط على المملكة العربية السعودية وحكومة الرئيس هادي لتقديم تنازلات للحوثيين، لكنها لن تغير موقفهم العام تجاه المتمردين المدعومين من إيران”.
لكن ماثيو كونتينيتي الخبير في السياسة الأمريكية تجاه اليمن بمعهد “أميركان إنتربرايز” انتقد سياسة الرئيس بايدن معتبرا أنها تؤدي لمزيد من الفوضى.
وقال كونتينيتي إن “سياسة بايدن تجاه الحوثيين هي الفوضى، وعندما ألغى بايدن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية لم يردوا بالمثل، وبدلا من ذلك صعّدوا الهجمات على المدنيين وعلى مأرب وعلى أهداف في السعودية، لقد تصرفوا كإرهابيين، ومع تزايد العنف لا تزال إدارة بايدن تقول إنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في اليمن، ولا يرى الحوثيون ذلك”.
وأكد كونتينيتي أن “الحوثيين يضغطون ويستغلون خطوة بايدن، والنتيجة هي المزيد من الموت، والمزيد من الدمار، والمزيد من التمكين لإيران”.
من جانبه، اعتبر مايكل روبين المسؤول السابق في وزارة الدفاع والخبير بمعهد “أميركان إنتربرايز” أن رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب يسهل الحديث مع الحوثيين، لكن إدراجهم لم يكن ليمنع ذلك.
وقال إن واشنطن تتحدث إلى إيران على الرغم من تصنيفها دولة راعية للإرهاب، ويسمح رفع الشطب من القائمة ببساطة لواشنطن والمنظمات غير الحكومية بتقديم المساعدات الإنسانية.
وأشار روبين إلى أن “وزير الخارجية أنتوني بلينكن قد يخطئ إذا افترض أن المملكة العربية السعودية ستوقف معركتها بسبب خطوة واشنطن، فالرياض -عن حق أو خطأ- ترى اليمن أولوية للأمن القومي الخاص بها”.
وأكد القول “ذلك صراع بالوكالة بين إيران والسعودية، وواشنطن تعتقد بسذاجة أننا نهم أيا من الطرفين، كلاهما لا يكترث بنا”.
وربط روبين بين رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب ورغبة إدارة بايدن في العودة للاتفاق النووي.
وأكد أن “إدارة بايدن ترى في شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب بمثابة غصن زيتون تقدمه لإيران في السياق الأوسع المتمثل في الرغبة في العودة إلى طاولة المفاوضات، ولكن في الوقت نفسه هناك خطر إذا استمر القتال في اليمن أو حتى تفاقم، لأن ذلك سيصعب فرص الدبلوماسية مع إيران، وسيقلل أيضا أي فرص لموافقة الكونجرس على أي تنازلات أخرى”.
وأمس الأول الثلاثاء أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب وقالت إن ذلك تطبيقا لقرار وزارة الخارجية الأمريكية.