“الواقع الجديد” الاحد 7 فبراير 2021 / خاص
تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثيين في اليمن، أزمة وقود حادة، تسببت برفع أجور النقل والمواصلات بشكل كبير، وسط اتهامات لقيادات حوثية بتحصيل مبالغ مالية ضخمة جراء بيع الوقود في السوق السوداء. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، تصاعدت أزمة انعدام المشتقات النفطية، وارتفعت أسعارها بشكل كبير في السوق السوداء ليصل سعر الـ20 لترا من مادة الديزل الى 23 ألف ريال – نحو 40 دولار، بينما سعر الـ20 لترا من البنزين وصل الى 20 ألف ريال، وهي مبالغ كبيرة بالمقارنة مع مستوى الدخل المنخفض وتوقف صرف رواتب القطاع الحكومي للعام الرابع على التوالي، وتضاؤل فرص العمل. واصطف الآلاف من السيارات والمركبات أمام محطات بيع الوقود في صنعاء والمدن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في وقت تزدحم الأرصفة والشوارع العامة ببائعي المحروقات، وهو ما يسمى بالسوق السوداء.وخلال جولة لـ(إرم نيوز) في شوارع صنعاء، شوهدت طوابير طويلة من السيارات والشاحنات أمام بعض محطات البنزين، خاصة منها المملوكة لشركة النفط اليمنية الحكومة، فيما وضعت بعض المحطات الخاصة سياجا حديديا لمنع اقتراب السيارات معلنة بذلك عدم توفر المحروقات.
واضطر الكثير من سائقي سيارات الأجرة وباصات النقل العام إلى التوقف عن العمل. وقال سائق سيارة أجرة يدعى ”مفضل“ إن محطات بيع المشتقات النفطية أغلقت أبوابها منذ عدة أيام ولم يبق لسائقي السيارات والمركبات المختلفة غير شراء ”البترول والديزل“ من السوق السوداء.
وأشار لـ(إرم نيوز) إلى أن هناك تلاعبا من قبل قيادات حوثية لدفع الناس لشراء المحروقات من السوق السوداء بأسعار مضاعفة وإغلاق المحطات بذريعة عدم وجود مشتقات نفطية.
وأوضح مفضل الذي يعمل موظفا حكوميا كذلك، أن الحوثيين ضيقوا العيش بشكل كبير على الجميع وتحولت مناطق سيطرتهم إلى سجن كبير يحتوي الملايين الذين بطش بهم الفقر والجوع.
وبحسب مصادر يمنية، إن كميات كبيرة من حمولات البواخر النفطية التي تدخل إلى ميناء الحديدة بإشراف الأمم المتحدة، تذهب الى قيادات حوثية بأسماء وهمية لملاك محطات وقود في صنعاء والمدن الخاضعة لها، لتدفع بتلك الكميات إلى السوق السوداء. وأشارت المصادر لـ(إرم نيوز) إلى أن“ الأزمات في المشتقات النفطية لم تتوقف منذ سنوات، لسيطرة قيادات حوثية على السوق السوداء ومحاولتها افتعال أزمات متكررة لتحصل على أكبر قدر من الأموال من ضخ كميات كبيرة من المشتقات النفطية إلى السوق السوداء التي تديرها“.
”يمنع الحوثي البنزين عن المواطن ليستخدمها في تحركاته العسكرية وبيعها في السوق السوداء“ هذا ما تحدث به سائق دراجة نارية في صنعاء. وقال لـ“إرم نيوز“ تنام والبترول والديزل في المحطات وتصحو على أزمة، وإذا ارتفعت أسعار المشتقات النفطية ارتفعت أسعار كل شيء. وأشار إلى أن هذه الأزمة سببت شللا في حركة أغلب المركبات في شوارع صنعاء، وضاعفت أجرة النقل بين المدن.