((الواقع الجديد)) الاربعاء 16 نوفمبر 2016م/ المكلا
التبغ الممضوغ يعد ثالث ثلاثة في مسببات السرطان .
يباع جهاراً نهاراً وأخطره المحلي الصنع ويسبب الكثير من الأمراض .
انتشر التبغ الممضوغ في الآونة الأخيرة بشكل كبير واصبح يباع في المحلات بشكل ظاهر ، ويعد انتشار هذه الآفة من اكبر الأخطار التي قد تعرض مستهلكو هذا النوع من السموم وبدون وعي أو إدراك لما قد يؤول إليه حالهم الصحي خلال فترة ليست بالبعيدة.
ورغم الوعي المتزايد وانتشار الثقافة فإنها تُعدّ أحد المصائب التي ألمّت بالمجتمع في عصرنا هذا ، حيث قيل عنها أنها ثالث ثلاثة في الثالوث المسبب للسرطان :
(القات ـ التدخين ـ الشمة.. المضغة).
الصغار والكبار .. النساء والرجال .. الجهال والمتعلمون اشتركوا في مضغ هذه المادة الخبيثة ..
فإلى متى سنظل مرتهنين لمثل هذه الثقافة البالية .. ثقافة (المضغة) و(الشمة) ؟ بالطبع هي ليست في
الغالب الأعم مستوردة وإنما نصنعها محلياً وتباع جهاراً نهاراً في (البساط) والأكشاك والدكاكين بل وفي كل مكان، وأخطر ما فيها (المحلية الصنع) بسبب إضافة الرماد إلى مكوناتها والذي ينخر في لثة الفم حتى يسبب كثيراً من الأمراض لا سيما أن من بينها السرطان عافانا وعافاكم الله ..
أنواع «المضغة»
أطلق على «المضغة» في بعض الدول اسم التدخين بدون دخان، وتعددت أنواعها واختلفت باختلاف أماكن تواجدها فمنها «المضغة» اليمنية والسودانية والباكستانية والهندية والأفغانية، كما تتواجد في أمريكا والسويد والدول الأفريقية كالحبشة والسودان، وتنتشر في بلدان كثيرة من أنحاء العالم.
آلية عمل المضغة في الفم :
عرفنا أن «المضغة» توضع في تجويف الفم أو بين الشفة السفلى واللثة وذلك بهدف استحلاب (النيكوتين) الذي يُعد المادة الفعالة فيها، وحيث إن «المضغة» تُستعمل بلا تدخين فإن وجود مادة قلوية ومسحوق كربونات الصودا المائية (تدخل هذه المادة في الصناعات الكيميائية مثل صناعة الزجاج والصابون وصناعة الصودا الكاوية والدباغة) هو ما يساعد على امتصاص هذه المادة من الأغشية المخاطية المبطنة للفم، ومنها إلى الدم فالدماغ الذي بدوره يؤثر على أجزاء الجسم المختلفة، ويجب أن نعلم أن تأثير ( النيكوتين ) في هذه الحالة يعتبر أقوى من السجائر حيث إنه يمتص كاملاً من الفم مما يتسبب في الإدمان وهذا ما يفسر سلوك المتعاطين «للمضغة» من حيث عدم قدرتهم على الفكاك منها بسهولة بسبب الإدمان الذي يحدث لهم بسبب هذه المادة الخبيثة.
أضرار تعاطي «المضغة»
المتعاطي للمضغة يكون عُرضة للإصابة بمجموعة من الأضرار يمكن لنا إيجازها في النقاط التالية :
• تسبب تغييراً في لون الأغشية المخاطية المبطنة للفم وحدوث إصابات تعتبر نذيراً للإصابة بسرطان الفم.
• تشويه منظر الفم حيث تجعل رائحته كريهة ومستقبحة، ويلاحظ على من يتعاطونها كثرة البصق في الشوارع وغيرها من الأماكن دون مراعاة للذوق الاجتماعي.
• تؤدي إلى اصفرار الأسنان وتسوسها، ونظراً لأن «المضغة» تحتوي على مركب النيكوتين السام كاملاً فقد بينت الدراسات التي أجريت عليها على أنها من أعداء الأسنان واللثة واللسان، حيث تعمل على تشقق ميناء الأسنان إذا علمنا أن (ميناء الأسنان) تعتبر أقوى مادة في جسم الإنسان.
• تحتوي المضغة على مركب النيكوتين المتسبب في تشقق الأسنان مما يجعل ذلك عاملاً مساعداً على دخول الفطريات والبكتيريا والميكروبات بمختلف أنواعها مما يؤدي إلى تقرح اللثة، وهذا المرض شائع بين مستعملي الشمة وتسبب بؤراً صديدية تكون سببا في انتشار الميكروب إلى الجسم كله وبالأخص الكلى والقلب والجهاز الهضمي وتكون البؤر الصديدية سبباً رئيسياً للحمى الروماتيزمية التي تصيب القلب والكلى والمفاصل.
• تؤدي «المضغة» إلى الإصابة بأمراض اللثة وسرطان اللثة والفم، وقد أكدت الدراسات التي أجريت على «المضغة» احتواءها على مود سامة ومسرطنة وتسبب سرطان الفم؛ بدءاً من الشفة ومروراً باللسان والبلعوم وانتهاء بالحنجرة، كما أنها تحتوي على مطفّرات وراثية تسبب مرض السرطان، وأن نسبة عالية جداً من مرضى سرطان الفم كانت تتعاطى هذه المادة.
• وأنها تحتوي على مادة ( الفلاتكسين ) التي تُعد المسبب الرئيسي لسرطان الكبد.
• تتسبب في دمار حليمات اللسان المسؤولة عن عملية التذوق، فمن المعروف أن اللسان يحتوي على الملايين منها، ونتيجة لتعرض هذه الحليمات للمواد السامة الموجودة في «المضغة» فإنها تستطيل حتى تكون مثل الشعر الكثيف المجعد، ولا شك أن لهذا تأثيراً على تذوق الأشياء، كما أنه يؤدي إلى الغثيان في بعض الأحيان، وأورام سرطانية، وابيضاض اللثة.
• تسبب زيادة الضغط ونبضات القلب، حيث يؤدي استحلاب «المضغة» لفترات طويلة إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة النبض والدوخة وسرعة ضربات القلب.
• وتسببها في أضرار سامة لاحتواء بعضها على مواد ضارة كالفضلات الحيوانية وغيرها، وهذا بحد ذاته ضرر إضافة للمواد السامة الموجودة أصلا في هذا المسحوق.
المضغة في ميزان الشرع
الشرع لا يرتضي أن يغرق الإنسان في المآسي والهموم، ولا يسمح أن يرتهن المسلم لدقائق من اللذة الموهومة ليبقى أسيراً لسنوات من التيه والضياع.يقول الله تعالى ممتناً على المؤمنين بمبعث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ويحرم عليهم الخبائث) [سورة الأعراف: الآية 157 ، و «المضغة» من الخبائث ؟! ، ولأنها متلفة للصحة وجالبة للأمراض وتسبب الموت فإن الله تعالى يقول : (ولا تقتلوا أنفسكم) [ سورة النساء: الآية 29، وقال أيضاً: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) [ سورة البقرة: الآية 195 .
أما فيما يخص بيان الحكم الشرعي في استخدام الشمة (المضغة) وتعاطيها وترويجها، فتدخل مادة الشمة ضمن المفتّرات والمسكرات، وتعاطيها حرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” كل مسكر ومفتر حرام “، ويأثم متعاطيها، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ” الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ” ، وتلحق الشمة بفتوى هيئة كبار العلماء المتضمنة تحريمها كونها تدخل ضمن المفترات مثل القات وغيره.