السبت , 23 نوفمبر 2024
fb_img_1478100711574

جامعة حضرموت .. إلى أين ؟

((الواقع الجديد)) الاربعاء 16 نوفمبر 2016م/ المكلا

بقلم : علي سالمين العوبثاني

” الحلقة الأولى  ”

 

 

زاد اللغط هذه الأيام وبرزت على السطح انتقادات لاذعة لجامعة  يفترض أنها جاءت (لخدمة حضرموت في المقام الأول )، ورأى  المنتقدون لها بأن التعامل من قبل القائمين عليها اليوم ” تحكمه الواسطة والمجاملات ” .

 

وفي الآونة الأخيرة تعالت أصوات طلاب للمطالبة بضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في أوراق تصحيح امتحانات قبول المتقدمين للجامعة هذا العام 2016-2017م  وذلك من قبل المجلس الطلابي وأكاديميين ومعلمين مختصين من الكليات كافة .. حتى يتم التأكد من قضية استبعادهم .. وعدم قبولهم بحجة أنهم لم يحظوا بدرجات القبول .

 

وما زاد الطين بلة انتشار مقالات  في أكثر من موقع حيث  جاء في قناة ( حضارم لاين )وتحت عنوان بارز( متى تنتهي الواسطات في جامعة حضرموت ) .. ذكر فيه الكثير من المعاناة التي يواجهها الطلاب المجتهدين .

 

وأشارت بعض المواقع الأخرى على صدر صفحاتها ”  بأن الكثير من الطلاب المقبولين في الأقسام المخصصة هم من محافظات أخرى  والقليل من محافظة  حضرموت فقط .

 

وطالبت جل المنشورات كل الشرفاء والغيورين على أبنائهم بالوقوف إلى جانبهم  ورفع مظلمتهم إلى أعلى المستويات بهدف انتزاع حقوقهم بدخول الأقسام التي يريدون الدراسة فيها دون معاناة .. واعتبرت تلك المنشورات  ما تقوم به الجامعة تجاه زملاء نالوا شرف التخرج بجدارة في الثانوية عملية إقصاء وتمييز بكل ما تحمله الكلمة من معنى .

وتلقيت العديد من مكالمات أصدقائي طلبوا مني حمل قلمي والكتابة عن حديث الساعة وما افرزه من تفاعلات .

 

وبطبعي لا أتعجل الأمور لهذا  لم أعطهم ( رأيا قاطعاً  ) ولكني قلت لهم : عندما أفكر بالكتابة في هذا الموضوع الحساس والشائك  فأنني لن أحابي أحداً أو أجامله .. بل سأكتب بحيادية وموضوعية بعيدا عن الشخصنة والمساس بأحد .. همي في كل ما أكتبه البحث عن الحقيقة التي هي هدف ومبتغى الرأي العام حتى ولو كلفني  الأمر الذهاب إلى رئيس الجامعة ومن يعنيهم الأمر ووضع أسئلتي الحرجة عليهم .. والتماس ردودهم التي ستحدد حقيقة الوضع برمته وعكسها  بعد ذلك  للجمهور  .

 

وأمام هذا السيل العرمرم  من الانتقادات للجامعة.. أردت التأكد من صحة كل ما ورد من اتهامات ،  وحتى لا أبقى في حيرة ، أو يظل الرأي العام مرتهن للقلق  حول قضية أخذت حيزا كبيراً على  صفحات المواقع .. قررت أن اكتب بما يمليه علي ضميري كمواطن حضرمي تهمه مصلحة حضرموت وأبنائها .

 

ودعونا بعد استعراض  ما وجه للجامعة من انتقادات ، أن نقف أمام ما جاء على لسان الطرف الآخر الذي يمثل الجامعة .. ونقرأ  رده  حول ما أثير   :

 

شاهدت كما شاهد غيري قناة حضرموت الفضائية وهي تجري مقابلة مع أ. الدكتور سالم العوبثاني نائب رئيس جامعة حضرموت لشئون الطلاب .. وقامت بعرض صيغة خبر في نشرتها الإخبارية منتصف ليل  يوم الأحد  13نوفمبر2016م.. هذا نصه  :

 

( أوضح نائب رئيس جامعة حضرموت لشئون الطلاب الدكتور سالم العوبثاني لأخبار حضرموت ما أثير حول نتائج القبول لجامعة حضرموت لهذا العام .. تفاصيل أوفى في سياق هذه المقابلة :

 

( تنافس على  القبول في تخصصات الجامعة المعروضة بكلياتها الخمس عشر (7740)  طالب وطالبة ، خاضوا اختبارات المنافسة على الرغبات الثلاث ( الرغبة الأولى والرغبة الثانية والرغبة الثالثة ) التي أتاحتها الجامعة لكل متقدم من المتقدمين ، تمت العملية بشفافية وبنزاهة تامة وصححت الأوراق بالأرقام السرية وأدخلت في ذاكرة الحاسوب في برنامج الكتروني خاص في نيابة شئون الطلاب وعلى ضوئه أتم هذا البرنامج ترتيب المقبولين وفق درجاتهم المتحصلة في امتحان القبول ووفق أيضا نتائجهم في الثانوية العامة ، وأنا أحب أن أوضح بأن البعض يتساءل بأن بعض  الطلاب  الذين تحصلوا على مقاعد في ذيل القائمة بالذات يلاحظوا أمامهم ملحوظة يا  أما سقطره أو المهرة معدلاتهم أقل من التسلسل العام لأن هذه مقاعد خاصة لهذه المناطق لأن هذا أول طالب من سقطره أو من المهرة .).

 

والآن نترك الاقتناع من عدمه حول رد أ.دكتور سالم بشأن موضوع القبول والتسجيل للمتابعين من القراء والمشاهدين لقناة حضرموت الفضائية دون أي تدخل منا فلكل مشاهد أو قارئ  رأيه الخاص به .

 

وليسمح لي القراء الأعزاء أيضا  أن أنقل لهم  ما قاله  أحد الأساتذة القريبين من صناع  القرار في الجامعة (فضل عدم ذكر اسمه ) حيث أكد فيه  بعدم صحة بعض المعلومات الواردة حول ما تناقلته بعض المواقع التي تقول  ” بأن جل المتقدمين المقبولين هم من محافظات أخرى والقلة من حضرموت ” وقال بأن أعداد المقبولين من المحافظات الأخرى أقل بكثير مما تم نشره في المواقع ، بل إن في بعض التخصصات لا يوجد أي طالب من المحافظات الأخرى .

 

وأضاف قائلا : بأن الأعداد المتقدمة لهذا العام 2016م فاقت التوقعات ولم تتواءم مع الطاقة الاستيعابية المحددة أصلا للقبول .

 

وحول سؤالنا له عن  أسباب عدم قبول الكثير من الطلاب ؟

أجاب بقوله : بأن ذلك  يعود لسببين رئيسين .. هما :

 

1)  الأعداد المقترحة من الكليات للاستيعاب كانت أقل من الأعداد التي تقدمت لامتحانات القبول .. حيث أن كل الطلاب المتقدمين  للثانوية بمحافظة حضرموت ، نجحوا نجاحا منقطع النظير وحققوا نسب كبيرة  ولم يُرسب أحدا منهم  .. وهذا شكل عبئا جديدا على الجامعة ” حسب قوله ” في ظل الطاقة الاستيعابية المحددة من المجلس الأعلى للجامعات اليمنية .. وقلة المباني .. وما سيترتب على أي زيادة لأعضاء الهيئة التدريسية تبعات مالية إضافية في جامعة تعاني أصلا  من شحة المخصصات .

 

2)  عدم قبول الكثير من الطلاب يعود إلى عدم اختيار الرغبات بشكل صحيح .. ومثال على ذلك : الطالب الذي يقوم بتسجيل ثلاثة رغبات في كلية واحدة، لو كانت نسبة قبوله لا تسمح له بالمنافسة في الرغبة الأولى معنى ذلك أنه لن يطلع اسمه ضمن المقبولين بهذه الكلية ، لأن جميع التخصصات بالكلية الواحدة يجلسون للامتحان لمرة واحدة فقط وليس ثلاث مرات .

 

وعند  تقصينا حول ما جاء في منشورات بشأن عملية تخصيص المقاعد في الجامعة الذي  أتي على حساب الطلاب المجتهدين وأبناء المغتربين .

 

علمنا من مصدر موثوق  بأن ثمة (تقرير عن إجراءات التنسيق والقبول ونتائج اختبارات المفاضلة على القبول للعام الجامعي 2016-2017م ) قدمه  مجلس شئون الطلاب لرئيس وأعضاء مجلس الجامعة في وقت سابق من هذا العام  .. احتوى على  العديد من التوصيات المنظمة لإجراءات التنسيق والقبول بكافة تخصصات كليات الجامعة .. وبأن تلك التوصيات تجيب على الكثير من التساؤلات حسب قوله .

 

ولا ندري إن كانت تلك التوصيات ستعطي إجابات شافية للمطالبين  الذين  يسعون إلى التحقيق في  إجراءات التسجيل والقبول أم لا .

 

وقد يتساءل البعض : هل العيب في المعايير التي يتم اعتمادها  للقبول ؟ أو في المصححين أو في سياسة القبول أو نظام  تخصيص المقاعد  أو في ماذا ؟ أسئلة تضع نفسها على طاولة من يتولون رئاسة الجامعة .

 

سنواصل حلقاتنا مع موضوع الساعة وما أثير حول جامعة حضرموت  كقضية من القضايا الساخنة التي تتفاعل هذه الأيام في مجتمعنا الحضرمي .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.