“الواقع الجديد” الأربعاء 6 يناير 2021 / خاص
بغداد – عبر مسؤولون عراقيون عن مخاوفهم من انجرار البلاد الى صراعات داخلية وذلك بسبب التدخلات الأجنبية ونفوذ دول إقليمية خاصة ايران.
وفي هذا الصدد قال وزير الدفاع العراقي جمعة عناد اليوم الأربعاء في تصريح صحفي ان هنالك مخاوف من اندلاع حرب اهلية في البلاد.
وحذر وزير الدفاع العراقي من ان استهداف البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد قد يؤدي في النهاية الى اضطرابات تجر البلاد الى حروب اهلية تمكنت الدولة العراقية من تجنبها في السنوات الماضية.
واكد جمعة عناد ان الشعب العراقي سيكون ضحية لتلك الصراعات داعيا السياسيين الى ان يعطوا أولوية للمصلحة الوطنية قبل الولاء للاجنبي.
وشدد وزير الدفاع العراقي على حاجة بلاده الى التحالف الدولي لدعم القوات المسلحة العراقية التي تواجه خطر عودة تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتشددة مؤكدا تصاعد الجهود لتاميين المنشات والبعثات الدبلوماسية.
وقال جمعة عناد ان هنالك اطرافا دون ان يسميها تريد جر القوات العراقية الى حروب وصدامات مسلحة مضيفا ” لن نقبل بذلك وسنواجه الامر بعقلانية”.
ويعيش العراق حاليا أكثر من أي وقت مضى تحت نفوذ واسع لمؤيدين لإيران باتوا لا يترددون في تهديد الحكومة في ظل غياب سلطة سياسية أو قوة عسكرية لمواجهتهم.
وتورطت الميليشيات في شن هجمات ضد المصالح الأميركية حيث اتهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب طهران بالوقوف وراء هجوم صاروخي استهدف السفارة الأميركية في بغداد في 20 ديسمبر/كانون الأول.
وصعد القادة الإيرانيون من تهديداتهم في الذكرى الاولى لاغتيال القائد السابق لفيلق القدس الجنرال قاسم سليماني قرب مطار بغداد.
وتعهد جنرالات في الحرس الثوري باستهداف المصالح الاميركية في عدد من دول المنطقة من بينها العراق بل وجه السفير الإيراني في بغداد ايرج مسجدي تهديدات واضحة باستهداف الجيش الاميركي ما اثار حفيظة اطياف سياسية عراقية طالبت بحماية السيادة الوطنية.
وكان ترامب قد حمل ايران مسؤولية سقوط اي جندي اميركي في العراق بينما عمد الى ارسال غواصة نووية الى مضيق هرمز وعزز من التواجد العسكري الاميركي في الخليج.
وتزامنت تصريحات وزير الدفاع العراقي مع تصريح لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الثلاثاء، بإن مئات من القوات الأميركية فقط ستبقى لأغراض الدعم في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح.
وأضاف أن دفعات جديدة من القوات الأميركية ستنسحب من العراق، وفقا لاتفاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
جاء ذلك في كلمة للكاظمي بمناسبة الذكرى الـ100 لتأسيس الجيش العراقي، بثها التلفزيون الرسمي.
وتابع”عملنا منذ اليوم الأول على مسارات واضحة في إعادة التوازن لملف علاقاتنا الدولية، وكذلك إطلاق الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بهدف انسحاب قواتها، وهو الأمر الذي ترامب خلال زيارتنا الأخيرة إلى واشنطن”.
وفي 20 آب/ أغسطس الماضي، أجرى الكاظمي زيارة إلى الولايات المتحدة، ترأس خلالها وفد بلاده لإدارة الحوار الاستراتيجي مع واشنطن.
وتمخض عن الاجتماعات الاتفاق على أن تتولى واشنطن سحب قواتها خلال 3 سنوات، وفقا لما أعلنه ترامب آنذاك، على هامش لقائه الكاظمي.
وأوضح الكاظمي أنه ثمرة للحوار الاستراتيجي المتواصل، “تم سحب دفعات من القوات الأميركية ضمن توقيتات فنية خلال الأشهر الماضية، وسوف يكتمل في الأيام المقبلة انسحاب أكثر من نصف تلك القوات” دون تحديد عدد.
وأكمل “لن يتبقى إلا مئات منهم فقط، للتعاون في مجالات التدريب والتأهيل والتسليح والدعم الفني، ويجري جدولة إعادة انتشارهم خارج العراق بالكامل ضمن اتفاقات بين البلدين”.
وأشار إلى أن “العراق لن يكون ملعباً للصراعات الإقليمية أو الدولية بعد اليوم، ولن يسمح بأن تستخدم أراضيه لتصفية حسابات بين الدول”.
وكان الكاظمي ارسل الشهر الماضي وفدا الى طهران لحثها على التهدئة واحترام السيادة العراقية وعدم تحويل البلاد الى ساحة للصراع الدولي او الاقليمي.
وينتشر نحو 3 آلاف جندي أميركي في العراق ضمن التحالف الدولي، وفق ما أعلن الأخير في تصريحات إعلامية مؤخرا.