((الواقع الجديد)) 14 نوفمبر 2016 / واشنطن – فرانس24
عاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للتأكيد على بعض مواقفه المتشددة مثل موقفه المعارض للإجهاض والمؤيد للحق بحيازة الأسلحة النارية، واعدا بأنه سيعين قضاة مؤمنين بهذه القضايا في المحكمة العليا. وفي ظل تواصل المظاهرات المنددة بانتخابه، طلب ترامب من المتظاهرين ألا يشعروا “بالخوف” من ولايته الرئاسية محاولا تهدئة التوتر.
حض الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، المتظاهرين الأمريكيين الذين خرجوا في الأيام الماضية إلى الشوارع، على ألا يشعروا بـ”الخوف” من ولايته الرئاسية، وكرر في أول مقابلة تلفزيونية له منذفوزه بالرئاسة، موقفه المعارض للإجهاض والمؤيد لحيازة الأسلحة النارية.
وسعى ترامب خلال المقابلة التي بثتها شبكة “سي بي إس” الأحد إلى تهدئة التوترات التي تسود البلاد منذ إعلان فوزه الثلاثاء الماضي.
وقال “لا تخافوا. سنقوم بإصلاح بلادنا” وذلك ردا على المتظاهرين الذي يخشون خصوصا أن يدفع رجل الأعمال باتجاه إضعاف حقوق الأقليات، طالبا منهم “بعض الوقت”.
كذلك، أدان الرئيس الأمريكي المنتخب أي اعتداء ضد الأقليات في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن تم تسجيل عشرات الاعتداءات منذ انتخابه رئيسا بحسب ما أفادت المعارضة الديمقراطية وجمعيات مدنية.
وأضاف “أنا حزين لسماع ذلك. أقول (لمرتكبي هذه الاعتداءات الجسدية أو التهديدات) لا تفعلوا ذلك، هذا فظيع، لأنني سأعيد توحيد البلاد”، ومن ثم نظر إلى الكاميرا، قائلا “توقفوا”.
وخلال المقابلة التي أجريت في مقر إقامته في نيويورك (شمال شرق)، أكد ترامب عزمه على تسمية قضاة في المحكمة العليا يعارضون الإجهاض ويؤيدون حيازة الأسلحة النارية.
وأوضح أن القضاة سيكونون من المعارضين لسياسة الإجهاض، مشيرا من جهة ثانية إلى أنهم سيكونون أيضا “مؤيدين بشكل كبير للتعديل الثاني” للدستور الأمريكي بما يجيز الحق لكل مواطن أمريكي بحيازة سلاح ناري.
ويتعين على ترامب الآن تعيين قاض في المحكمة العليا لأن هناك مقعدا فارغا في الوقت الحالي. غير أنه يمكنه، خلال ولايته الرئاسية، إجراء تعيينات أخرى في حال وفاة قضاة أو تقاعد آخرين من بينهم.
وفي ما يتعلق بالإجهاض اعتبر ترامب أن الكلمة الفصل يجب أن تعود إلى الولايات التي من المفترض أن يختار كل منها التشريع الخاص بها.
من جهة ثانية قال الرئيس المنتخب إنه لا ينوي إعادة النظر في زواح مثليي الجنس. وذكر بأن المحكمة العليا أعطت حكمها في هذا الشأن، قائلا “إنه القانون (…) وهو مناسب”.
وسمحت المحكمة العليا في حزيران/يونيو 2015، بزواج مثليي الجنس في الولايات المتحدة.
إلى ذلك، أعلن ترامب أنه سيتنازل عن المرتب البالغ نحو 400 ألف دولار سنويا الذي يتقاضاه الرئيس الأمريكي.
وأوضح قطب العقارات، الذي قدرت مجلة “فوربز” ثروته بنحو 3,7 مليار دولار مطلع تشرين الأول/أكتوبر، أنه لن يتقاضى سوى المبلغ الذي يلزمه به القانون أي دولارا واحدا فقط سنويا.
وقال “أظن أنني يجب أن آخذ دولارا واحدا بحسب القانون، لذا سآخذ دولار واحدا في السنة”.
وخلال هذه المقابلة التي بثت أجزاء منها خلال نهاية الأسبوع الماضي، أكد ترامب نيته طرد نحو ثلاثة ملايين شخص دخلوا إلى الولايات المتحدة خلسة.
وأظهر من جهة أخرى نوعا من المرونة في تعاطيه مع ملف نظام التأمين الصحي المعروف باسم “أوباما كير” الذي يواجه انتقادات شديدة.
* ترامب يبدأ بتعيين فريقه السياسي
وكان ترامب قد أعلن الأحد أنه سمى رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس أمينا عاما للبيت الأبيض، وستيف بانون كبيرا للمخططين الإستراتيجيين وأحد كبار المستشارين.
وقال ترامب في بيان “يسرني أن يصبح لدي فريق ناجح جدا يواصل معي قيادة بلادنا”. وأضاف “ستيف ورينس قياديان مؤهلان جدا، عملا معا بشكل جيد خلال حملتنا، وقادانا إلى فوز تاريخي. الآن سيكون الاثنان معي في البيت الأبيض لنعمل على إعادة أمريكا عظيمة مجددا”.
وفي البيان نفسه وعد بريبوس بـ”العمل على خلق اقتصاد يعمل من أجل الجميع، وعلى حماية حدودنا، وإلغاء واستبدال (نظام التأمين الصحي) أوباما كير، وتدمير الإرهاب الإسلامي المتطرف”.
أما بانون فأشار من جهته إلى أنه سيعمل بشكل “مشترك” مع بريبوس على غرار ما حصل خلال الحملة الانتخابية، “من أجل المساعدة على تنفيذ برنامج الرئيس المنتخب”.
وقد يشكل بريبوس أيضا صلة الوصل بين البيت الأبيض والحزب الجمهوري الذي خرج منقسما من حملة الانتخابات الرئاسية بعد أن رفضت بعض الشخصيات المنتمية إليه ترشيح ترامب لمنصب الرئيس.
المكسيك تبدأ بالاستعداد لمساعدة مواطنيها في أمريكا عقب فوز ترامب
طلبت وزيرة الخارجية المكسيكية كلوديا رويز ماسيو من دبلوماسييها العاملين في الولايات المتحدة إعداد برامج دعم للمهاجرين المكسيكيين الموجودين على الأراضي الأمريكية، وذلك بعد أن تم انتخاب دونالد ترامب رئيسا، بحسب ما أفادت الوزارة.
والتقت الوزيرة خلال اجتماع عمل السبت موظفي الوزارة المكلفين ملف منطقة أمريكا الشمالية، من أجل “تحليل نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة” و”مناقشة الإجراءات الملموسة الواجب النظر بها على مستوى العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة”، وفق ما أوضحت الخارجية المكسيكية في بيان الأحد.
وفي هذا الإطار، طلبت الوزيرة خصوصا من جميع الدبلوماسيين المكسيكيين أن يبقوا قريبين من الجالية المكسيكية في الولايات المتحدة وأن يعدوا “خطط حماية ومساعدة قنصلية”، ويبعثوا “رسائل تدعو إلى الثقة والهدوء وتجنب الاستفزازات و(عمليات) الاحتيال المحتملة والمتعلقة بالهجرة”.
وأكد بيان الوزارة أن “حقوق المكسيكيين في المكسيك وخارج البلاد لن تكون أبدا موضع مساومة”. ويقدر عدد المهاجرين المسجلين رسميا في الولايات المتحدة بـ11 مليون نسمة، معظمهم مكسيكيون.
وخلال حملته الانتخابية الرئاسية، كان المرشح الجمهوري دونالد ترامب قد هدد بإعادة جميع المهاجرين غير الشرعيين إلى المكسيك، وببناء جدار على الحدود بين البلدين يتم تمويله على حساب الحكومة المكسيكية، وهو ما رفضته الأخيرة. وفي أول مقابلة تلفزيونية له منذ فوزه بالرئاسة، أكد ترامب الأحد مجددا نيته طرد نحو ثلاثة ملايين شخص دخلوا إلى الولايات المتحدة خلسة.
* الرئيس الصيني يتصل بترامب مؤكدا على أن التعاون هو الخيار الوحيد للبلدين
قالت وسائل الإعلام الرسمية الصينية إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أبلغ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال اتصال هاتفي اليوم الاثنين أن التعاون هو الخيار الوحيد للعلاقات بين البلدين.
وكان ترامب قد هاجم الصين طوال حملته الانتخابية وتصدرت عناوين الصحف تعهداته بفرض تعريفات جمركية تبلغ 45% على السلع الصينية المستوردة .
وأثار انتخاب ترامب غموضا في العلاقات الثنائية في وقت تأمل فيه بكين بالاستقرار مع مواجهتها لتحديات إصلاحية صعبة في الداخل وتباطؤ الاقتصاد وتغيير في القيادة من شأنها وضع نخبة حزبية جديدة في أواخر 2017.
ونقلت محطة(سي.سي.تي.في) الصينية عن شي قوله لترامب إن”الحقائق تثبت أن التعاون هو الخيار السليم الوحيد للصين وللولايات المتحدة”.
وأضاف “يجب على الجانبين تعزيز التنسيق وتشجيع النمو الاقتصادي للبلدين والنمو الاقتصادي العالمي وتوسيع كل مجالات التبادل والتعاون وضمان حصول شعبي البلدين على مزايا ملموسة أكبر والدفع من أجل مزيد من النمو في العلاقات الصينية الأمريكية”.
وقالت المحطة إن ترامب أبلغ شي استعداده للعمل مع الصين لتعزيز التعاون الأمريكي الصيني وإنه يعتقد أنه يمكن للعلاقات الأمريكية الصينية “أن تحقق قطعا نموا أكبر”.
وقالت إن الرجلين اتفقا على الحفاظ على الاتصالات بشكل وثيق والاجتماع قريبا وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا التي تهم الجانبين.