الخميس , 14 نوفمبر 2024

قصة مأساة: لغم حوثي يقتل رب أسرة يعول 8 أطفال

 “بعد يومين من البحث عن زوجي وجدنا أشلائه متناثرة على الشاطئ”بهذه العبارة تذكرت “جمعة”  تفاصيل استشهاد معيل أطفالها، لتروي حكاية مأساوية لازلت تعاني منها حتى اللحظة. انفجار لغم حوثي واحد والضحايا كثر؛ رجل تمزق جسده أرباباً وعلى أثره فارق الحياة، وامرأة حائرة لا تدري من تبكي زوجها الشهيد أم تبكي نفسها المثقلة بجبال من الهموم والحزن، وفي الوسط ثمانية أطفال أضحوا يتامى منذ نعومة أظافرهم، يمضون في متاهة الحياة بأجسادهم الطرية، يقاومون قساوتها وضنكها بلا سند ولا ظهر يتكؤون عليه.  (سالم محمد علي هليبي) مواطن من أبناء قرية الحوائط الواقعة في منطقة موشج بمديرية الخوخة، متزوج وأب لثمانية منهم طفلين من البنين وستة من البنات، كان “سالم” يستيقظ مبكراً، يمسك سنارته وشبكه الصيد ويخرج كل صباح إلى البحر طلباً للرزق وما يليث في العودة إلى منزله الا وفي جيبه ويديه ما يسر أطفاله، إذ يتخذ من الصيد مهنة يمتهنها ومنها يعول أسرته.  وذات صباح خرج كعادته قاصداً البحر ولكنه هذه المرة لم يكن يعلم بأنه لن يعود مره أخرى إلى منزله ولن يتمكن من احتضان أطفاله الذين لم يشبع منهم، إذ أن قدميه وقعت على الموت الحوثي الرابض تحت الأرض، حيث انفجر به لغم حوثي زرع على الشاطئ أرداه قتيلاً، وحال بينه وبين العودة إلى منزله، إلى الأبد.  تروي “جمعة سعيد علي” بقلب يعصره الألم تفاصيل الحادثة التي أودت بحياة زوجها قائلة: خرج زوجي من المنزل فجراً طالباً الرزق وباحثاً عن لقمة عيش حلال يسد بها رمق جوع أطفاله الثمانية، وعند حلول الظهيرة شعرت بالقلق، ذلك أنه لم يعد إلى المنزل على غير عادته، مما دفعني للبحث عنه طوال اليوم بيد أني لم أجد له أي أثر. وتضيف جمعة بنبرة حزينة : في اليوم التالي واصلت رحلة البحث عن زوجي المفقود إلى أن وجدناه جثة هامدة و أشلائه متناثرة على الشاطئ جراء انفجار لغم حوثي، بعدها جمعنا ما تبقى من جسده الممزق وسقناه إلى القبر ندفنه.  بمحض كمد تختم جمعة حديثها قائلة :أحرمني الحوثيون زوجي وأحرموا أولادي من أبيهم، لقد شتتونا جميعاً، وتتسأل بحيرة وخوف على أولاده الذين باتوا بلا سند: أصبحت مسؤولة على ثمانية أطفال دفعة واحدة، وليس لدي ما يؤمن لهم مصاريف الطعام والشراب والملابس…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.