((الواقع الجديد)) الجمعة 23 سبتمبر 2016. عن : أ ف ب / القاهرة
ارتفعت حصيلة ضحايا زورق صيد كان ينقل 450 مهاجرا غرق قبالة الساحل المتوسطي المصري، الى 55 قتيلا وعشرات المفقودين، مع تضاؤل الامال في العثور على ناجين.
وامكن انقاذ 163 شخصا في موقع غرق المركب على بعد 12 كلم قبالة مدينة رشيد على الساحل الشمالي لمصر وهي نقطة انطلاق يتزايد الاقبال عليها لرحلة محفوفة بالمخاطر باتجاه اوروبا.
واكد مسؤول في وزارة الصحة لفرانس برس انتشال 55 جثة.
ونقلت بارجة حربية بعد ظهر الخميس جثثا الى اليابسة بينها جثة طفل وقال ضابط انها تعود لافارقة كما تعرف جد على جثة حفيده.
وتوقع مصدر طبي أن “ترتفع حصيلة القتلى”. وقال المصدر “كانت هناك ثلاجة مخصصة للسمك لم يتم فتحها بعد. لا بد ان في داخلها العديد من الاشخاص”.
وكان حوالى عشرة ناجين أفادوا ان حوالى مئة شخص كانوا يتواجدون في الثلاجة. كما أشار الناجون الى أن المركب انقلب بسبب الحمولة الزائدة.
-“اشبه بيوم الحشر” –
وقال المصري أحمد محمد (27 عاما) من على سرير المستشفى “كنا مئتي شخص على المركب، زحمة شديدة، وقلنا لننطلق، فقيل لنا، ننتظر خمسين شخصا فقط، لكن وصل 250”.
وأضاف “مال المركب على جنبه وبدأ يغرق. كان ذلك اشبه بيوم الحشر. كل واحد يحاول إنقاذ نفسه”.
وسبح أحمد حوالى عشرة كيلومترات قبل ان يتم انتشاله.
على الشاطئ شمال رشيد، تجمع صباح الخميس عشرات الاشخاص، وكان بعضهم يقرا القرآن، في انتظار معلومات عن اقاربهم المفقودين، بحسب ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس.
في القاهرة، أعلن مسؤولون في الامن والقضاء الخميس توقيف أربعة مصريين يشتبه بأنهم مهربون.
وقال مسؤول في النيابة العامة التابعة لمدينة رشيد ان الموقوفين الاربعة مصريون وكانوا بين الناجين ال163. وقد اتهموا رسميا ب”تهريب البشر” و”القتل غير العمد”.
واضاف انه تم اصدار مذكرات توقيف بحق تسعة آخرين بالتهم ذاتها.
وتحولت مصر منذ اشهر قليلة الى نقطة انطلاق لعدد متزايد من المهاجرين بشكل غير قانوني، مستعدين لدفع مبالغ طائلة من اجل القيام برحلة محفوفة بالمخاطر نحو أوروبا.
ومنذ بداية الربيع، تم إنقاذ مئات المهاجرين على متن مراكب متهالكة، أو تم اعتراض مثل هذه المراكب من جانب خفر السواحل المصريين. لكن لم يسجل في الاشهر الاخيرة حادث غرق بهذا الحجم.
– نحو إيطاليا –
وتم وضع 157 ناجيا من اصل 163 قيد الحجز في مخفر الشرطة في رشيد، غالبيتهم من المصريين. لكن بين الناجين أيضا سودانيون وصوماليون وسوريون.
وقال مسؤول في النيابة انه سيتم اخلاء سبيلهم.
وذكر مسؤول في مدينة مطبوس الواقعة شمال رشيد علي عبد الستار لوكالة فرانس برس مساء الاربعاء إن بين الناجين عشر نساء وطفل و31 شابا.
وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، تشكل الرحلات من مصر نسبة عشرة في المئة من الواصلين الى اوروبا بطريقة غير قانونية، غالبا بواسطة رحلات بحرية صعبة وخطرة.
وكانت السلطات المصرية اعلنت الثلاثاء انها اعترضت مركبا ينقل 68 مهاجرا، ثم اعترضت مركبا آخر الاربعاء ينقل 294 شخصا.
ومنذ حزيران/يونيو، عبرت الوكالة الاوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) عن قلقها من تزايد عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول الى اوروبا بحرا انطلاقا من مصر.
وقال مدير الوكالة فابريس ليجيري “هذا العام، يناهز عدد عمليات العبور بواسطة سفن ،الالف عملية باتجاه ايطاليا والعدد في ازدياد”.
وأكد أن إغلاق طريق البلقان الذي كان يسلكه المهاجرون الراغبون في الوصول الى دول شمال اوروبا وإبرام اتفاق بين الاتحاد الاوروبي وأنقرة لمكافحة الهجرة انطلاقا من السواحل التركية، دفع الراغبين في الوصول الى اوروبا الى البحث عن خيارات اخرى، أبرزها شواطئ شمال افريقيا، لا سيما ليبيا، في اتجاه إيطاليا.
وباتت ليبيا الغارقة في الفوضى منذ 2011، بسواحلها على المتوسط البالغ طولها 1770 كلم، منطلقا مهما للهجرة غير الشرعية.
وبحسب المفوضية العليا للاجئين، “تجاوز عدد اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا السواحل الأوروبية عتبة 300 ألف شخص” في 2016.
وهذا العدد أقل بكثير من أعداد الوافدين خلال الاشهر التسعة الاولى من العام 2015 (520 ألفا)، لكنه يبقى أعلى من الرقم المسجل لكامل العام 2014.
وقضى أكثر من عشرة آلاف مهاجر في البحر المتوسط منذ 2014، بينهم اكثر من 3200 منذ بداية 2016، بحسب مفوضية اللاجئين.
ويسعى المهاجرون واللاجئون الذين يعبرون المتوسط جميعهم تقريبا للوصول إلى اليونان وإيطاليا.
وبحسب المفوضية، فإن حوالى 48% من الوافدين إلى اليونان سوريون، و25% منهم وصلوا من افغانستان و15% من العراق و4% من باكستان و3% من إيران. أما الذين يقصدون إيطاليا، فبينهم 20% من نيجيريا و12% من اريتريا و7% من السودان و7% من غامبيا و7% من غينيا و7% من ساحل العاج.