“الواقع الجديد” الثلاثاء 22 ديسمبر 2020 / متابعات
يشهد اليمن تطورات ميدانية يراها كثيرون شديدة الخطورة على هذا البلد الذي يحاول استعادة استقرار غائب لقرابة عقد من الزمن.
ومع تصاعد الجهود الخليجية وتحديدا السعودية والامارتية لتوحيد صفوف اليمنيين من خلال إنجاح مشاورات تشكيل حكومة جديدة تنهي الخلافات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية والاهتمام أكثر بمواجهة خطر الحوثيين الموالين لإيران تقوم جبهة الإصلاح الذراع الاخواني في اليمن بخطوات مناقضة لتلك التوجهات عبر إدماج فلول تنظيم القاعدة المنهزم في الحرب التي دارت ضدّه خلال السنوات الأخيرة في عدد من مناطق جنوب اليمن.
ونبهت شخصيات سياسية وقبلية في اليمن من مساع تقوم بها جبهة الإصلاح الاخوانية بادماج مقاتلين سابقين في تنظيم القاعدة لهم خبرة في حرب العصابات وذلك في إطار تشكيل جيش موال للإخوان ممول من قطر ويأتمر بأمرهم.
وترى نفس الجهات ان حزب الإصلاح يستعد لشن حرب طويلة الأمد هدفها الأساسي السيطرة على مساحات شاسعة وغنية بالموارد الطبيعية من مأرب شرقي صنعاء إلى أبين وشبوة جنوبا إلى تعز غربا، مرورا بعدن التي تقع تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي العدو اللدود للاخوان والتنظيمات المتشددة في البلاد.
وتشير مصادر ميدانية مطلعة على ملف القاعدة ونشاطها خلال السنوات الماضية خاصة في حرب السيطرة على المكلا مركز محافظة حضرموت شرق اليمن سنة 2015 او القتال في البيضاء او أبين ان جبهة الإصلاح تعمل على تجنيد الشباب غير المعروفين وإقصاء القيادات الوسطى والعليا للقاعدة وهم من تلاحقهم أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية. واستغلت جبهة الإصلاح هزائم القاعدة خلال السنوات الخمس الأخيرة لاستيعاب مقاتليها الفارين والذين انقطع عليهم الدعم المادي بسبب شح التمويل لدى التنظيم المتشدد.
وكان التنظيم تمكن قبل سنوات من إضعاف القوى الأمنية واحتلال مناطق بأكملها والاستغناء عن حرب العصابات والعمليات الخاطفة حيث تمكن سنة 2015 من السيطرة على مدينة المكلا كما سيطر على مدينة زنجبار مركز محافظة أبين ومدينة جعار القريبة منها. لكن الجهود الإقليمية واليمنية أطاحت بحلم القاعدة في تشكيل نواة إمارة إسلامية في جنوب ووسط اليمن حيث تمكن التحالف العربي بقيادة السعودية وبالتعاون مع الإمارات التي ساهمت في تدريب نخب عسكرية مناطقية محليّة وأحزمة أمنية من هزيمة التنظيم وطرده من المناطق التي احتلّها. ومع هزيمة القاعدة لم يجد الآلاف من الشباب القبلي الذي انتمى للتنظيم من وسيلة لكسب المال سوى الانخراط في الجيش المستقبلي للإخوان.
وكانت تلك الأهداف المادية هي نفسها من دفعت هؤلاء الشباب الى غزو المناطق واحتلالها والاستيلاء على أموال وأملاك الأهالي والتجار زمن القاعدة بعد فرض إتاوات وضرائب كبيرة عليهم.