((الواقع الجديد)) 13 نوفمبر 2016 / افغانستان – فرانس برس
قتل اربعة اميركيين، جنديان ومتعاقدان، السبت في تفجير تبنته حركة طالبان، استهدف قاعدة باغرام، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في أفغانستان، وسط مناخ من تنامي انعدام الامن.
وياتي الاعتداء الذي نفذ فجرا داخل قاعدة باغرام شمالي العاصمة كابول، في وقت كثفت فيه حركة طالبان هجماتها منذ بداية الصيف وخصوصا مع اقتراب فصل الشتاء الذي يفرض فيه تساقط الثلوج وقفا للمعارك.
وقال وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر في بيان ان “انتحاريا قتل جنديين اميركيين ومتعاقدين اميركيين في قاعدة باغرام” مضيفا ان “الانفجار اصاب 16 جنديا اميركيا اخرين بجروح، كما جرح ايضا جندي بولندي من عناصر قوة الحلف الاطلسي”.
واضاف ان الهجومات “لن تحملنا على التراجع في مهمتنا التي تقضي بحماية بلادنا ومساعدة افغانستان على تأمين مستقبلها”.
وأعلن وحيد صديقي المتحدث باسم مكتب حاكم ولاية باروان حيث تقع باغرام، أن منفذ العملية الانتحارية هو عامل افغاني في مطعم القاعدة.
وتبنى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد الاعتداء الذي استهدف القاعدة المحاطة بتدابير أمنية مشددة، مؤكدا سقوط “العديد من الضحايا في صفوف الغازي الأميركي”.
وبعد الهجوم مباشرة، وضعت القاعدة في حالة استنفار قصوى ومنع الدخول اليها او الخروج منها.
ويشير الانفجار الى تدهور الوضع الأمني في أفغانستان بعد حوالى عامين على اعلان الحلف الاطلسي نهاية العمليات القتالية في أفغانستان، وفي وقت تواجه القوات الأفغانية صعوبة في قتالها مع المتمردين الاسلاميين.
كما يشكل تحديا حقيقيا للاميركيين في عقر قاعدتهم الاشد تحصينا في البلاد.
* عودة الهجومات
ولطالما تعرضت قاعدة باغرام ومطارها لاعتداءات.
ومنذ انسحاب القسم الاكبر من القوات الغربية اواخر 2014، ما زال ينتشر اكثر من 12 الف جندي غربي نحو عشرة الاف منهم اميركيون في افغانستان في اطار عملية “الدعم الحازم” لتدريب ودعم القوات الافغانية في مواجهة المتمردين الاسلاميين، وخصوصا في شرق البلاد.
ووجه الجنرال جون نيكولسون الذي يقود عملية الحلف الاطلسي في افغانستان، “تعازيه الحارة” الى عائلات الضحايا.
وهجوم باغرام هو الاشد دموية منذ كانون الاول/ديسمبر 2015 حين فجر انتحاري على دراجة نارية نفسه قرب القاعدة ما أدى إلى مقتل ستة جنود أميركيين.
وفي 19 تشرين الاول/اكتوبر قتل جندي ومدني اميركي تابعين للحلف الاطلسي واصيب ثلاثة اميركيين بجروح بيد رجل يحمل الزي العسكري الافغاني في قاعدة افغانية بكابول.
ومساء الخميس، قتل ستة اشخاص واصيب اكثر من مئة آخرين في هجوم تبنته حركة طالبان على القنصلية الاميركية في مزار الشريف، شمال افغانستان، “ردا” على مقتل مدنيين في قصف قام به الحلف الاطلسي الاسبوع الماضي.
وقد ازدادت كثافة هذه الهجومات بعد ايام على الانتخابات الرئاسية الاميركية.
وبالكاد تطرق المتنافسون في الانتخابات الرئاسية الاميركية الى الوضع في افغانستان، حتى لو انها تشكل احد الملفات الملحة التي يتعين على الرئيس الجديد الاهتمام بها.
وسيرث الرئيس المنتخب دونالد ترامب اطول حرب تخوضها الولايات المتحدة ولا يظهر في الافق اي حل لها.
واذا كان التدخل العسكري الكبير الذي بدأ بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة قد انتهى رسميا اواخر 2014، فقد اضطر باراك اوباما الذي انتخب في 2008 بناء على وعد بانهاء حربي العراق وافغانستان، الى تصحيح الجدول الزمني لانسحاب القوات، مرارا.