“الواقع الجديد” الخميس 26 نوفمبر 2020 / متابعات
تستمر مليشيات الحوثي في نشر وإطلاق وسائل وأدوات الموت المختلفة ليتجرّع الأهالي في مناطق الحديدة بالساحل الغربي صنوف متعددة من أشكال وصور العذاب، في جرائم بشعة بحق الإنسانية وانتهاكات سافرة بحق المدنيين العُزّل .
تقتل المليشيات الحوثية المدنيين مرات متعددة، تجبرهم عن النزوح حيناً وتزرع ألغام وعبوات الموت الناسفة للأرواح والأجساد والقاضية على آمال العيش الصعبة في طريقهم، في ظل عبث هائل تسببت به المليشيات منذ شنّها الحرب الظالمة على اليمنيين، وذلك في سعي منها لطمس هويتهم العربية نزولاً عند رغبة إيران .
أهالي الحديدة هم أكثر المتضررين من حرب المليشيات فقد نالوا النصيب الأكبر من تنكيلها باليمنيين، إذ يسقط كل يوم ضحايا كُثُر من المواطنين في المناطق المحررة بسبب القصف المدفعي أو زراعة الألغام والعبوات الناسفة في الطرقات مما يتسبب بسقوط ضحايا بالعشرات أسبوعياً، في ظل وجود ما يُفترض أنها هدنة أممية لوقف إطلاق النار ترفض المليشيات الإلتزام بها وتعمل على إفشالها منذ اللحظات الأولى لبدء سريانه وتستمر في مغالطاتها ومحاولة تظليل الرأي العام المحلي والدولي .
مجزرة أمس الثلاثاء الدامية التي راح ضحيتها 12 مواطناً في الخط الترابي الرابط بين مديريتي التحيتا والخوخة، هي الأكثر بشاعة بين آلاف الجرائم الوحشية بحق المدنيين العزل التي ارتكبتها ذراع إيران في اليمن، جريمة هزّت وجدان اليمنيين وعمقت الجراح في قلوب السكان من أهالي الحديدة.
ففي جُنحِ الليل تسللت عناصر المليشيات الظلامية لزرع عبوة الموت الناسفة لإعاقة حركة السكان، فبينما توجّه المواطنين لقضاء حاجاتهم وشراء أغراضهم والتسوق في مديرية الخوخة كانت أدوات الموت الحوثية لهم بالمرصاد تترقب خروجهم، وانفجرت بهم العبوة الناسفة وسفكت الدماء وتطايرت الأجساد، لتضاف جريمة أخرى إلى سجل مليشيات دموية شعارها الموت الذي تنفذه بحق اليمنيين.
بلغت حصيلة الجريمة المروعة ستة شهداء وستة جرحى بينهم امرأة وطفلتها، لترفع جرائم المليشيات الحوثية من أعداد الضحايا وتزيد من غلة الجرائم بحق الإنسانية التي ترتكبها دون أدنى اعتبار للقوانين الإنسانية واتفاقية وقف إطلاق النار .
يأتي هذا التصعيد والجرائم في ظل صمت مطبق وموقف سلبي مُخزي من جانب الأمم المتحدة ومبعوثها اللذان يتجاهلان ماتقوم به المليشيات الحوثية من جرائم، مخالفة لمزاعمها في رعاية عملية إحلال السلام ومنافية لإدعاءاتها بالإلتزام بوقف النار، إذ لم يصدر كلاً من الأمم المتحدة ومبعوثها ولجان البعثة الأممية أي إدانات لهذه الجرائم وغيرها من الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية بشكل يومي .