((الواقع الجديد)) الثلاثاء 10 نوفمبر 2020م / متابعات
بين فكي كماشة صراع أجنحة ميليشيا «الإخوان»، فضلاً عن حصار ميليشيا الحوثي، يعيش سكان مدينة تعز أياماً من الرعب والمعاناة، مع حصار خانق، مستمر منذ ستة أعوام، وزادت شدته مع تجدد القتال شرقي المدينة، وقتال أجنحة «الإخوان» في شوارعها.
الصراع المسلح بين أجنحة الإخوان في تعز، ينذر بحرب تقضي على ما تبقى في المدينة، التي دمرت ميليشيا الحوثي أجزاء منها، ويهدد الاستقرار النسبي الذي عاشته طوال السنوات الأربع الماضية، قبل أن ينقض الإخوان على اللواء 35 مدرع، بعد اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي العام الماضي. ويزيد من خطورة الوضع هناك، عودة ميليشيا الحوثي لمهاجمة شرقي المدينة بمختلف أنواع الأسلحة، واستهداف التجمعات السكنية والمستشفيات.
وإذا كان التصعيد يفترض توجيه كل القوات نحو مواقع وجود ميليشيا الحوثي، إلا أن ما يدور منذ أيام عدة وسط المدينة، واقتسام أجنحة الإخوان شوارعها، وإثارة حالة من الرعب وسط السكان الذين تحاصرهم الاشتباكات وإغلاق الشوارع وإحراق الإطارات، يشير بوضوح إلى حجم الكارثة، التي ينتظرها سكان المدينة، إذا لم يتم وضع حد للعبث، وتوجيه القوات نحو المعركة الأساسية مع ميليشيا الحوثي، التي تخنق المدينة منذ بداية الحرب، من خلال سيطرتها على كل المنافذ المؤدية إليها.
ومن آخر مسببات التوتر في تعز بين أجنحة الإخوان، ما حدث مع الطالب في الثانوية، سعيد، وقتل بإطلاق مسلحين الرصاص عليه، أثناء عودته في باص المدرسة إلى منزله، ووالده هو المنافس الأول للقائد العسكري النافذ، عبده فرحان سالم، وكان سابقاً أمين عبده سعيد، ضمن قيادات الإخوان، التي عملت في الجنوب، في القطاع التربوي، كونه غطاء للنشاط التنظيمي للإخوان.
تصفية نجل القيادي الجديد، دفعت بخاله عمر، للتوجه إلى مستشفى الروضة، ليشتبك مع القتلة، الذين قاموا على الفور بقتل اثنين من مرافقيه، ما أشعل مواجهة لم تتوقف حتى الآن، حيث اتخذت المواجهات طابعاً مناطقياً بين أنصار القيادي الإخواني سالم، الذي يصطف خلفه المنحدرون من مناطق شرعب والمخلاف، فيما يصطف المنحدرون من مديرية جبل حبشي، خلف القيادي الآخر سعيد.
وأفاق سكان تعز على مسلحين يقطعون شوارع المدينة، والتزام قوات الأمن والجيش المتمركزة في كل أحيائها، بعدم اتخاذ أي موقف، فيما رد جناح سالم، بفتح مواجهة مع ميليشيا الحوثي، في محاولة للهروب من الضغط عليه لتسليم القتلة، حيث تبادل الطرفان القصف صباحاً حتى العصر، غير أنه يتوقف عصراً، فيما تستمر أعمال الفوضى وسط المدينة، في انتظار تدخل حاسم، يمنع الانهيار الشامل.