((الواقع الجديد)) الخميس 10 نوفمبر 2016م
لم تكن تعلم البريطانية مرسيدس كاسينليز، عندما سافرت لتضع طفلها في السلفادور مسقط رأسها أنها ستواجه مأساة استبدال طفلها بمولود آخر داكن البشرة، ولكن غريزة الأمومة أخبرتها منذ البداية أن هناك أمر غير طبيعي يحدث.
وكان ريتشارد كشورث وزوجته مرسيدس، قد استقبلا مولودهما في إحدى مستشفيات سان سلفادور في شهر أيار الفائت، ومنذ البداية لاحظت أن الطفل الذي تسلمته في المستشفى كان لونه أغمق من مولودها، ولكن العاملين في المستشفى أكدوا لها أنها مخطئة، وساورت الشكوك الزوجين منذ البداية أن الأمر ليس مجرد استبدال طفل بآخر، بل تعدى الأمر إلى الاختطاف، واتهم الزوجان طبيب التوليد وأمراض النساء أليخاندرو غويدز، بتدبيره هذه المؤامرة، وفقاً لمحاميهم فرانسيسكو مينيسيس، فتم إلقاء القبض عليه، إذ صرحت مرسيدس لإحدى الصحف المحلية إن طبيبها ومذ كانت في الشهر الخامس من حملها، ظل يخبرها مراراً وتكراراً أن طفلها سيكون من ذوي البشرة الداكنة، على الرغم من أن والده أبيض.
وقالت : “بدا كلامه غريباً جداً، كيف له أن يعلم ذلك عبر مسح الموجات فوق الصوتية، أظن أنه كان يخطط لذلك”، وتذكر ولادة طفلها قائلة : “كنت متوترة جداً في البداية لأن الطفل استغرق بعض الوقت لبدء التنفس، ولكني بعد ذلك حملته وأتذكر جيداً أنه كان يشبه زوجي”.
وتابعت الأم قصتها بما يثبت شكوكها: “جاء طبيب التخدير، وقال لي إني كنت متوترة جداً وسيعطيني جرعة لمساعدتي على النوم، حتى استيقظت في صباح اليوم التالي، وعندما أعطوني وليدي لاحظت على الفور أنه كان مختلفاً جداً، وعندما غيرت ملابسه، لاحظت أن أعضاءه التناسلية كانت داكنة فأخبرت الممرضة بذلك، لكنها أجابتني أن الأمر طبيعي”.
كما أن الصور التي التقطتها بعد الولادة مباشرة تثبت أن الطفل كان لونه أفتح، ورغم الشكوك عاد الزوجان إلى تكساس، وبعد مرور أشهر لاحظ لجميع أن الطفل غدا أكثر قتامة و أنه لا يشبه والديه.
وهكذا بعد مضي ثلاثة أشهر على الولادة، وجد الزوجان ما يكفي من الشجاعة لإجراء اختبار الحمض النووي، وكانت نتيجة احتمال كون هذا الطفل ابنهما 0%، فتوجه الزوجان على الفور للبحث عن ابنهما الحقيقي.
البداية رفضت إدارة مستشفى San Salvador’s Ginecologio، والذي يعد أفضل مستشفى خاص في البلاد، اتهامات الوالدين، ولكن بعد اعتقال الطبيب، والضجة الإعلامية التي أثارتها القصة أمرت إدارة المستشفى بفتح تحقيق داخلي، كما أمر النائب العام للبلاد بفتح تحقيق جنائي في قضية اختفاء الطفل، وسط تقارير عن عصابة الاتجار بالبشر، بقيادة الدكتور غويدز.
وقالت مرسيدس: “أريد منه أن يعيد لي طفلي، أن أعرف أنه لم يهرب خارج البلاد، أو لم ترتكب بحقه جريمة أخرى”.
وأكد الزوجان أنه إذا لم يعثر على العائلة الحقيقية للطفل الأسمر الذي يربيانه، سيعملان على تبنيه بالقول: “سنعتني به، وعلى الرغم من أننا نعرف أنه ليس ابننا البيولوجي، لكننا لا نزال نحبه”.