((الواقع الجديد)) الخميس 10 نوفمبر 2016م/المكلا
على الرغم من أن أمراض القلب غالبًا ما تعتبر مشكلة بالنسبة للرجال، ألا أن عدد النساء المتوفيات بسبب أمراض القلب يفوق عدد الرجال كل عام، واختلاف بعض أعراض أمراض القلب لدى النساء عن الأعراض التي يعاني منها الرجال يعتبر أحد أهم التحديات، ولكن لحسن الحظ، يمكن للمرأة أن تتخذ خطوات لفهم أعراض أمراض القلب المتميزة بها وتبدأ في الحد من خطر الإصابة بهذه الأمراض.
* أعراض الأزمة القلبية للنساء :
أكثر أعراض الأزمة القلبية شيوعًا لدى النساء هو نوع من الألم أو الضغط أو عدم الراحة في الصدر، ولكنه لا يكون شديدًا دائمًا أو حتى ضمن الأعراض الأكثر وضوحًا، خاصة لدى النساء.
وأحيانًا، قد تصاب المرأة بنوبة قلبية دون الشعور بآلام في الصدر، فالنساء أكثر عرضة من الرجال لأعراض الأزمة القلبية التي لا علاقة لها بألم الصدر، مثل :
– عدم الراحة في الرقبة أو الفك أو الكتف أو الجزء العلوي من الظهر أو البطن.
– ضيق التنفس.
– ألم في الذراع اليمنى.
– الغثيان أو القيء.
– التعرق.
– الدوخة أو الدوار.
– التعب غير العادي.
يمكن أن تكون هذه الأعراض طفيفة بدرجة أكبر من الألم الواضح الضاغط في الصدر والذي غالبًا ما يرتبط بالأزمات القلبية، وقد تصف النساء ألم الصدر على أنه ضغط أو ضيق، هذا لأن النساء عرضة بشكل أكبر للإصابة بانسداد ليس فقط في الشرايين الرئيسية، ولكن أيضًا في الشرايين الصغيرة التي تغذي القلب بالدم، وهي حالة يطلق عليها مرض القلب بالأوعية الدموية الدقيقة أو مرض الأوعية الدقيقة التاجية.
وقد تحدث الأعراض لدى النساء غالبًا أثناء الاسترخاء أو حتى أثناء النوم، الضغط النفسي قد يؤدي أيضًا إلى أعراض الأزمة القلبية لدى النساء.
معظم النساء يذهبن إلى غرف الطوارئ بعد تضرر القلب بالفعل لأن الأعراض ليست مشابهة للأعراض المرتبطة عادة بالأزمة القلبية، ولأن النساء قد يتهاون في الاهتمام بالأعراض، لذلك، ففي حالة المعاناة من هذه الأعراض أو الاشتباه في الإصابة بأزمة قلبية، يجب طلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور، كما يجب عدم القيادة بنفسك إلى غرفة الطوارئ إلا إذا لم يكن لديك أي خيارات أخرى.
* عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء
على الرغم من أن عوامل الخطر التقليدية لأمراض الشريان – مثل ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والسمنة – تؤثر على النساء والرجال، ألا أن عوامل أخرى قد يكون لها دور أكبر في الإصابة بأمراض القلب لدى النساء، على سبيل المثال:
1- داء السكري يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء بدرجة أكبر من الرجال.
2- متلازمة التمثيل الغذائي – مزيج من الدهون الموجودة حول البطن، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع الدهون الثلاثية – لها تأثير أكبر على النساء من الرجال.
3- الضغط النفسي والاكتئاب يؤثران على قلوب النساء أكثر من الرجال، الاكتئاب يجعل من الصعب الحفاظ على نمط حياة صحي واتباع العلاج الموصى به، لذا استشيري الطبيب في حالة مواجهة أعراض الاكتئاب.
4- التدخين من أكبر عوامل الإصابة بأمراض القلب في النساء أكثر من الرجال.
5- قلة النشاط البدني هو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب، وإجمالاً، تميل النساء إلى أن يكن أقل نشاطًا من الرجال.
6- انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث يشكل عامل خطر كبير للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في الأوعية الدموية الصغيرة (مرض الأوعية الدموية الدقيقة).
7- مضاعفات الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أثناء الحمل يمكن أن تزيد من خطر إصابة المرأة على المدى الطويل بارتفاع ضغط الدم وداء السكري وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب للأم وأطفالها.
* هل أمراض القلب يجب أن تثير قلق النساء الأكبر سنًا فقط؟
لا، فالنساء الأقل من 65 عامًا، وخاصة اللاتي لديهن تاريخ مرضي عائلي من الإصابة بأمراض القلب، بحاجة إلى إيلاء اهتمام بالغ بعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، يجب على النساء من جميع الأعمار أن يتخذن أمراض القلب على محمل الجد.
* ما الذي يمكن للنساء فعله لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب؟
توجد عدة تغييرات في نمط الحياة يمكن تنفيذها للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب:
– الإقلاع عن التدخين أو عدم البدء فيه.
– ممارسة الرياضة لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة يوميًا في معظم أيام الأسبوع، أو 60 إلى 90 دقيقة إذا كنت في حاجة لإنقاص الوزن.
– الحفاظ على وزن صحي للجسم.
– اتباع نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة والكوليسترول والملح.
يلزم أيضًا تناول الأدوية الموصوفة على نحو ملائم، مثل أدوية ضغط الدم وأدوية منع تجلط الدم والأسبرين، كما يلزم المزيد من التحكم في الحالات المرضية الأخرى التي تمثل عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وداء السكري.
* ممارسة الرياضة للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء
بشكل عام، يجب ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، مثل المشي بخطى سريعة لمدة 30 إلى 60 دقيقة معظم أيام الأسبوع، إذا لم تتمكني من ممارسة التمرين بالكامل في جلسة واحدة، فمن الأفضل تقسيم النشاط البدني إلى عدة جلسات تتراوح كل منها بين 10 إلى 15 دقيقة، وستحظى بالفوائد الصحية للقلب ذاتها.
حتى بعض الأبحاث أثبتت أن القليل من التمارين المكثفة للغاية، مثل الركض لفترة قصيرة في منتصف السير على الأقدام، قد يكون وسيلة فعالة لزيادة التمثيل الغذائي، وهذا قد يساعد في الحفاظ على وزنك، مما يساعد بدوره في الحفاظ على صحة القلب.
كما توجد تغييرات صغيرة أخرى يمكن تنفيذها لزيادة النشاط البدني على مدار اليوم، يمكنك صعود درج السلالم بدلاً من المصعد، والمشي أو ركوب الدراجة للتنقل أو ممارسة بعض تمارين البطن أو الضغط أثناء مشاهدة التلفزيون.
* ما الوزن الصحي للجسم؟
يختلف الوزن الصحي من شخص لآخر، لكن وجود مؤشر طبيعي لكتلة الجسم (BMI) هو أمر مفيد، هذا الحساب يساعدك على معرفة ما إذا كان لديك نسبة صحية أو غير صحية من الدهون في الجسم، ومؤشر كتلة الجسم البالغ 25 أو أعلى يمكن أن يمثل زيادة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب.
يعتبر محيط الخصر أيضًا أداة مفيدة لقياس ما إذا كان الفرد بدينًا أم لا، وتعتبر النساء تعاني من فرط الوزن إذا كان مقياس خصرهن أكبر من 35 بوصة (89 سنتم).
فقدان الوزن ولو بمقدار بسيط يمكن أن يساعد في تخفيض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بداء السكري – وكلاهما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
* هل علاج أمراض القلب لدى النساء يختلف عن الرجال؟
علاج أمراض القلب لدى النساء والرجال متشابه عمومًا، ويعتبر رأب الوعاء وتركيب دعامة من طرق العلاج الفعالة الشائع استخدامها لعلاج الأزمات القلبية للرجال والنساء، ومع ذلك، تقل إمكانية استفادة النساء اللواتي لم يصبن بألم الصدر المعتاد من هذا الخيارات التي تنقذ الحياة.
وإذا كانت أعراض القلب لدى المرأة ناجمة بصورة رئيسية من مرض الأوعية الدقيقة التاجية، فإن رأب الوعاء وتركيب دعامة قد لا يكون خيار العلاج الأكثر فعالية.
* تناول الأسبرين للوقاية من أمراض القلب لدى النساء
تشجع المبادئ التوجيهية الواردة من جمعية القلب الأميركية (AHA) النساء على أن يكن أكثر مرعاة لتقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لديهن، وبالنسبة لبعض النساء، هذا يشمل تناول الأسبرين يوميًا، ولكن بالنسبة للنساء المعرضات لخطورة منخفضة للإصابة بأمراض القلب ممن تقل أعمارهم عن 65 عامًا، لا ينصح بالاستخدام الروتيني للأسبرين يوميًا.
وتوصي المبادئ التوجيهية الواردة من جمعية القلب الأميركية بتناول النساء في أي عمر لجرعة تتراوح بين 75 و325 ملليغرامًا من الأسبرين يوميًا في حالة إصابتهن بداء السكري أو في حالة الإصابة بالفعل بمرض في القلب، كما توصي جمعية القلب الأميركية أيضًا بأنه يمكن النساء اللاتي تجاوزن 65 عامًا الاستفادة من تناول الأسبرين يوميًا بجرعة مقدارها 81 ملليغراما إذا تم ضبط ضغط الدم وكان خطر النزيف الهضمي منخفضًا. ويمكن أيضًا إعطاء الأسبرين للنساء العرضة للخطر الأصغر سنا من 65 عامًا للوقاية من السكتة الدماغية.
ولكن، لا تتناولي الأسبرين للوقاية من أمراض القلب من تلقاء نفسك، بل يلزم استشارة الطبيب حول مخاطر وفوائد تناول الأسبرين وفقًا لعامل الخطورة الفردي.