الأربعاء , 6 نوفمبر 2024
suriyeli-cocuk.jpg

مقتل طفل سوري في تركيا بالسكاكين.. وتساؤلات عن دور السلطات

“الواقع الجديد” الجمعة 23  أكتوبر 2020 / خاص

أثار مقتل طفل سوري يبلغ من العمر 14 عاما في تركيا موجة من ردود الفعل الغاضبة بشأن تصاعد الاعتداءات على النازحين السوريين في البلاد، في وقت لم تحرك السلطات المحلية ساكنا.

وقتل مجموعة من الفتية الطفل وائل منصور طعنا بالسكاكين في مدينة قونيا التركية قبل يومين، بينما كان في طريقه للعمل رفقه أخيه الذي يكبره بسنتين، وتعرض للطعن أيضا.

وتكررت حالات الاعتداء على النازحين السورين في تركيا في الآونة الأخيرة، ووثقها فيديوهات تداولها رواد منصات التواصل الاجتماعي في الشهور الماضية، وشملت الاعتداء اللفظي والطرد من المنازل، لتصل إلى الضرب المبرح، ثم القتل علنا.

ووقع الطفل منصور ضحية مجموعة من الشبان يقدر عددهم بنحو 20 شخصا، انهالوا عليه بالضرب المبرح نتيجة شجار بينه وبين المجموعة، لينتهي بطعن الطفل اللاجئ ثلاث طعنات أدت لوفاته.

وذكر شهود عيان أنّ جدلا دار بين الطفل والشبان تحول إلى قتال، وأن الضحية سار بضع خطوات إلى أن سقط أمام بقالة مجاورة في نفس المنطقة، قبل أن ينقل إلى مستشفى قريب بعد إبلاغ الأهالي عن الحادثة، في حين فر الشبان من المكان.

وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق أن تكررت هذه الجرائم ضد السوريين تحديدا في شهر يوليو وأغسطس الماضيين، مما دفع المتابعين إلى صرف النظر عن الأسباب والتساؤل عن الاجراءات التي تقوم بها، أو لم تقم بها السلطات التركية للحد من هذه الجرائم.

أخبار ذات صلة
يوجد في تركيا حوالي 4 ملايين لاجئ سوري.
أردوغان يدعو لتوطين مليون لاجئ شمالي سوريا
لاجئون سوريون عبروا الحدود إلى تركيا خلال الأزمة السورية
تركيا تسعى لتوطين مليون لاجئ في شمال سوريا
وتفاعل مغردون كثر عبر تويتر مع الحادثة التي وثقتها كاميرات المراقبة. إذا انتقدت دارين العبد الله عدم وجود منظمات حقوقية قادرة على تغطية هذا الجانب من الجرائم بحق السوريين.

#وائل_منصور
تصاعدت مؤخراً وبشكل كبير أعداد الاعتداءات العنصرية ضد السوريين في #تركيا، لتصل للقتل والاغتصاب،مع إنعدام تام لوجود منظمات وهيئات حقوقية رسمية قادرة على تغطية هذا الجانب بشكل فعلي الى متى سيستمر هذا الاجرام بحق السوريين؟؟
وكيف يمكن للسوريين تحصيل حقوقهم القانونية ؟؟ pic.twitter.com/kCQ9mdULEc

— دارين العبدالله (@Darin_ALabdalla) October 21, 2020

بدروه قال أحمد الشامي في حسابه على تويتر إن “الإعلام والأحزاب المعارضة لهم الدور الأكبر في تغذية العنصرية وخطاب الكراهية في البلاد”.

#وائل_منصور ضحية سورية جديدة تضاف لضحايا العنصرية في #تركيا
الإعلام والأحزاب المعارضة لهم الدور الأكبر في تغذية العنصرية وخطاب الكراهية في البلاد..
هم يصورون واقع السوريين في تركيا على انهم يعيشون عيشة 10 نجوم ..وعلى نفقة الدولة.. pic.twitter.com/lzKRjZHLSp

— Ahmad Alshame ⚪ (@ahmadal_shame) October 21, 2020

أما عبد الله الحريري فغرد على تويتر قائلا: “المسؤول الأول عن كل اعتداء بحق إنسان سواء على الحدود التركية السورية أو داخل المناطق المحتلة أو داخل تركيا هو الحزب الحاكم”.

#وائل_منصور طفل ينتمي إلى جنس تعداده يفوق 8 مليار لكن كونه ولد في #سوريا و يتكلم العربية فالسلطات التركية لن تأخذ حقه و لن تحاسب المجرم
المسؤول الأول عن كل اعتداء بحق إنسان سواء على الحدود التركية السورية او داخل المناطق المحتلة او داخل #تركيا هو الحزب الحاكم https://t.co/xihNiAfGrc

— #FSG Abdullah Alhariri (@abedalla87) October 21, 2020

من جانبه، قال الخبير في الشؤون التركية خورشيد دلي، لسكاي نيوز عربية، من بيروت، إنه “بعد مقتل الطفل وائل منصور في مدينة قونيا، سمعنا عن مقتل شابين سوريين آخرين في مدينة غازي عنتاب، أحدهم بإطلاق الرصاص عليه مباشرة بسبب خلاف على موقف للسيارات، والآخر قتل بطعنات سكاكين”.

وأضاف دلي إن هذه الحوادث “إن دلت على شيء إنما تدل على استشراء الحملات العنصرية ضد النازحين السوريين، والتي انتقلت من الفردية لتصبح نزعة مجتمعية تغذيها أفكار عنصرية تقوم على التفوق وغياب القوانين الرادعة لمرتكبي مثل هذه الجرائم”.

وتابع: “لم نجد أي شرطة تركية تقوم بردع هؤلاء، لم نشاهد أي مشاركة على المستوى الشعبي لمنع هؤلاء من ارتكاب مثل هذه الاعتداءات، بل إن الإعلام التركي يغذي مثل هذه التصرفات عندما يقدم صور نمطية عن الناحين السوريين”.

وألقى دلي باللائمة على حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان، الذي “انتقل من سياسة الترحيب إلى سياسية التضييق” على النازحين السوريين على حد تعبيره.

ووصف الجانب القانوني الذي يتمتع به السوريون في تركيا بأن “كارثي”، مشيرا إلى أن أنقرة “لا تعتبرهم لاجئين بل نازحين”، الأمر الذي يضع حقوقهم في مهب الريح على الدوام.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.