((الواقع الجديد)) السبت 17 أكتوبر 2020م / متابعات
لشهداء الإمارات في عدن وكل الجنوب، قصص بطولية مختلفة وبصمات عطاء لا تنسى، تبرز تضحية شهيد الإنسانية البطل هادف الشامسي، الذي ارتقت روحه أثناء تأدية واجبه في إنقاذ المتضررين من الحرب في عدن، عقب أسابيع من هزيمة الانقلاب الحوثي.
وكان الشامسي (30 عاماً) أحد جنود الإنسانية الذين ساندوا فرق الهلال الأحمر الإماراتي -الذراع الإنسانية لدولة الإمارات- في أداء فروض الواجب الأخوي تجاه شعبنا وإغاثة الأبرياء من النساء والأطفال بعد اتخاذ المليشيات الإرهابية سياسة عقاب جماعي ضد السكان.
واستشهد هادف الشامسي في أكتوبر/تشرين الأول 2015، تزامناً مع معركة مكافحة القوات الإماراتية لخلايا التنظيمات الإرهابية، التي حاولت أن توجد لها موطئ قدم مستغلة الفراغ الأمني وانشغال الجميع بالمعارك ضد مليشيا الحوثي الإرهابية بعد توسعها في محافظات أبين ولحج وباب المندب.
وتسببت حادثة استشهاد الشامسي في مديرية المنصورة وسط مدينة عدن في حالة من الصدمة لمن عرف إنسانيته وبطولته وأخلاقه.
وفي الذكرى الخامسة لرحيله تعيد عدن تايم تصريحا سابقا للاعلام كان قد اورده الشهيد والمصور الحربي الجنوبي نبيل القعيطي حول مشاعره عند سماعه لنبأ استشهاد الشامسي .
ويروي القعيطي، أن نبأ استشهاد “هادف” كان صادماً عند وروده أثناء اجتماع موسع برئاسة محافظ عدن السابق الشهيد اللواء ركن جعفر محمد سعد لمناقشة الأوضاع الإنسانية بعد التحرير.
وقال “حوّل خبر استشهاد (هادف) الاجتماع إلى مخيم حزن، وتعرض بعض الحاضرين لحالة من الإحباط”.
وأضاف: “الخبر هز كل الناس، ودبّ الرعب في قلوب السكان من إجرام تحالف الشر من التنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية، وتصور البعض أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ستوقف العمل الإنساني إثر استهداف طاقمها”.
وأوضح القعيطي: “كانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تتدخل فور التحرير وأطلقت جسر استجابة طارئة موازية للمعركة العسكرية، وتحولت إلى مصدر للحصول على الغذاء والدواء بعد تعمد مليشيا الحوثي الإرهابية تعطيل خدمات محافظة عدن كلياً”.
وذكر أن ما حدث كان مخالفاً لمخاوف الناس، إذ لم توقف الهيئة أنشطتها، بل واصلت وبقوة ووسعت من أعمالها، الأمر الذي لعب دوراً بارزاً في انتشال حالة التدهور المعيشي وإعادة الحياة إلى شوارع عدن بشكل تدريجي.
ولفت القعيطي إلى أن المشاريع امتدت إلى تأهيل المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية ودعمها بالمستلزمات الطبية والعلاجات وإعادة مخافر الشرطة لملاحقة الخلايا الإرهابية.
وأوضح أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خصصت برامج لتنشيط دورة الحياة بعدن تمثلت في حزمة أنشطة تربوية وفعاليات مجتمعية.
وأشار بحسب تصريحاته لشبكة العين قبل اشهر من مقتله , إلى أن عدن لم تتحول إلى عاصمة مؤقتة ومركز لانطلاق العمليات ضد مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية إلا بعد أن بذل المقاتل الإماراتي المال والسلاح والغذاء والدواء والمساعدات والدم والنفس.