السبت , 23 نوفمبر 2024
1-1382770.jpeg

سفن حربية مصرية قرب تركيا.. رسائل من البحر الأسود

“الواقع الجديد” الاحد 11 أكتوبر 2020 / متابعات

ستخترق القطع الحربية المصرية نهاية العام مياه مضيق البوسفور للمشاركة في مناورات “جسر الصداقة 2020” مع البحرية الروسية في البحر الأسود، للمرة الأولى، وهو حدث اعتبره خبراء عسكريون وسياسيون محملا برسائل استراتيجية سيلتقطها الأتراك في إسطنبول عندما يشاهدون عبور السفن المصرية.

وتجري القوات البحرية المصرية والروسية تدريبات مشتركة في البحر الأسود حتى نهاية العام الجاري، بحسب بيان للمكتب الصحفي لأسطول البحر الأسود الروسي.

ونقلت وكالة تاس الحكومية، عن المكتب الصحفي، قوله إنه “في نوفوروسيسك عقد وفدا البحرية الروسية والبحرية المصرية مؤتمرا لمدة ثلاثة أيام حول إعداد وعقد تمرين جسر الصداقة المشترك -2020”.

وأضاف البيان أن البلدين سيضعان “خطة التدريبات التي ستجرى في البحر الأسود للمرة الأولى”.

وخلال المناورات، ستتدرب السفن الحربية التابعة لأسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية والبحرية المصرية، بدعم من الطائرات، للدفاع عن الممرات البحرية ضد التهديدات المختلفة.

توازن استراتيجي

ورأى الخبير العسكري المصري اللواء بحري محمود متولي، أن التدريبات الروسية المصرية المشتركة في البحر الأسود تأتي في إطار “إظهار العلم المصري وإظهار الوجود بمنطقة العمليات في الشمال”.

وأضاف في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية أن وجود البحرية المصرية في البحر الأسود ضمن تدريبات مع البحرية الروسية يعطي “البحرية المصرية دورا سياسيا في إحداث توازن في منطقة العمليات”.

واعتبر الخبير العسكري أن هذا الحضور “يوجه رسالة سياسية من البحرية المصرية بأنها مستعدة للدفاع عن مصالح مصر في منطقة العمليات، وأن القوات البحرية قادرة على حماية مصالح البلاد”.

وأشار إلى أن البحرية المصرية تربطها علاقات قوية مع نظيرتها الروسية منذ خمسينيات القرن الماضي، وأن التدريب المشترك بينهما في البحر الأسود يأتي في إطار تبادل الخبراء وتعزيز الإمكانات لدى الطرفين.

من جانبه، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أيمن سلامة إنها ستكون المرة الأولى في تاريخ البحرية المصرية التي تشارك في مناورات عسكرية بالبحر الأسود.

واعتبر سلامة في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية أن هناك بواعث سياسية في المقام الأول أن تقوم البحرية المصرية بالمشاركة في تدريبات بالبحر الأسود على التخوم التركية في ظل التوترات بالبحر المتوسط.

وأوضح أن مصر تحقق مزايا استراتيجية في هذا الصدد وفي هذا التوقيت المهم الذي نشهد فيه توترا في البحر المتوسط بسبب المساعي التركية للسيطرة على موارد الطاقة.

ويرى سلامة أن تعزيز العلاقات الاستراتيجية المصرية الروسية يشكل مصدر قلق وتوتر لدى أنقرة التي تراجعت علاقتها بموسكو بسبب التدخلات التركية في ليبيا والصراع بين أرمينيا وأذربيجان.

واعتبر مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة هاني سليمان لموقع سكاي نيوز عربية أن مرور السفن المصرية من مضيق البسفور، علاوة على وجود مثل تلك المناورات على الحدود البحرية التركية، “يشكل هزة كبيرة لتركيا، ويمثل دلالة لانتصار سياسي استراتيجي كبير محرج ومقلق لتركيا”.

وبحسب سليمان، تأتي المناورات الروسية المصرية “جسر الصداقة” ٢٠٢٠ تأتي لتدل على ملاحظات شديدة الأهمية، أولها، عمق العلاقات المصرية الروسية؛ حيث تأتي تلك المناورات كامتداد وتأكيد على العلاقات العسكرية والتدريبات المشتركة التي بدأت في عام 2019 بالتدريبات المشتركة لقوات الدفاع الجوي الروسية ومصر ، “سهم الصداقة 2019”، وهي تعبر عن توافقات مشتركة بين الجانبين ودورهما كقوى إقليمية فاعلة في عدد من الملفات وبخاصة الملف الليبي.

كما تمثل تلك المناورات حالة خاصة، بحسب سليمان، ليس فقط لاعتبارات السياق الزمني، ولكن بشكل أهم، المحدد المكاني، لتشكل وتبعث رسالة واضحة ومباشرة للعالم وبعض القوى الإقليمية، مثل تركيا، بمساحات المصالح المشتركة والجبهة القوية المصرية الروسية، وهو ما يعيد رسم موازين القوى، وخطط بسط النفوذ والتمدد في الاقليم، ما سيجعل بعض القوى تفكر مليا وتعيد حساباتها.

دور مصري عابر للحدود

ورأى سليمان أن تلك المناورات تعكس دور مصر العالمي والإقليمي المعتبر، كأحد أهم القوى العسكرية خاصة بعد صفقات التسلح والتطوير خلال السنوات الأخيرة، وكونها أحد القوى الرئيسة التي تمتلك خبرات قوية في التدريبات والمناورات العسكرية الجادة.

وقال سليمان:” قوة مصر العسكرية تلك مبعثها أنها نابعة عن مؤسسة عسكرية رشيدة وذكية، تستخدم القوة كأداة للسلام والتعاون والتواصل، بعكس غيرها التي تهدد أمن واستقرار الاقليم مدفوعة بأهداف إيديولوجية توسعية”.

وأكد سليمان على أن “هناك حالة تعظيم فرص ومساحات دور مصر في الفترة الأخيرة، وإعادة رسم وهندسة الأهداف والمصالح المصرية، بحيث أصبحت مكانة عابرة للبحار والحدود، وهي حالة يوازيها حالة تمدد تركي لكنه متآكل ومتشرذم في ارتداداته، وهذه الحالة أعتقد أن على النظام التركي الحالي أن يقلق كثيرا بشأنها ويعيد حساباته”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.