السبت , 23 نوفمبر 2024
1-1266878.jpg

“إس-400″ و”باتريوت”.. تنافس روسي- أميركي على المنظومة الأقوى

“الواقع الجديد” الخميس 8  أكتوبر 2020 / متابعات

أشعل تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ” مفاده أن تركيا تخطط لإجراء اختبار شامل لمنظومة “إس-400” الدفاعية الروسية الأسبوع القادم، غضب الولايات المتحدة الأميركية التي تتعالى فيها الأصوات المطالبة بإقرار عقوبات رادعة في حق أنقرة لإصرارها على تبني السلاح الروسي الذي يمثل تهديدا لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وبحسب ما نقلت “بلومبيرغ” عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، فإن الاختبار التركي سيشمل المعدات وجاهزية الجنود الأتراك في مدينة سينوب على البحر الأسود، ولن يتم تشغيل بطارية المنظومة الروسية.

وتثير صفقة “إس-400” قلق أعضاء “الناتو”، الذين يخشون أن تقوم موسكو بجمع معلومات استخبارية حول قدرات الحلف، وتحديدا الطائرة المقاتلة “إف-35” التي صنعتها شركة “لوكهيد مارتن”.

وشدد رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي آدم شيف، الأربعاء، على ضرورة لجوء الولايات المتحدة للتعامل بحزم مع أنقرة، متسائلا في تغريدة له على توتير عما إذا كان ممكنا اعتبار تركيا حليفة فعلية للولايات المتحدة، وداعيا إلى التعامل معها من الآن فصاعدا بحزم أكثر.

من ناحية ثانية تقدم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ باقتراح لإدارة الرئيس ترامب مطالبين إياه بفرض عقوبات على أنقرة نتيجة سياساتها، خصوصا عزمها إجراء تجارب على منظومة “إس-400”.

ودعا عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطي كريس فان هولن والجمهوري جيمس لانكفورد وزير الخارجية مايك بومبيو، إلى فرض عقوبات على تركيا وفقا للقوانين الأميركية في حال مضت أنقرة في تنفيذ اختبار هذه المنظومة الصاروخية.

وتعيش تركيا منذ الإعلان عن شرائها لمنظومة “إس-400” في 2017، بين نارين، فهي بصفقتها هذه أغضبت الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي “الناتو” من جهة، كما أنها تخشى غضب “الدب الروسي” إن فكرت بإفشاء أسرار هذا السلاح المتطور أو إعادة بيعه لجهات لا تود موسكو أن تحصل عليها.

ووجدت تركيا نفسها مؤخرا في أزمة مصدرها المنظومة الصاروخية الروسية، حيث نسبت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء في يوليو إلى ماريا فوروبيوفا، المتحدثة باسم الهيئة الاتحادية الروسية للتعاون العسكري التقني قولها، إنه لا يمكن لأنقرة إعادة تصدير منظومة الدفاع الصاروخي الروسية”إس-400″ بدون إذن موسكو.

وفي الجانب الآخر، تقول الولايات المتحدة إن تركيا تعرّض نفسها لخطر الوقوع تحت طائلة عقوبات أميركية إذا نشرت المنظومة الروسية، وذلك لأنها تضع المقاتلات الأميركية في خطر، فضلا عن أنها تتعارض مع أنظمة الدفاع التابعة للناتو.

وتثير “إس-400” انقساما في أميركا التي حذرت تركيا مرارا من المضي قدما في تشغيل المنظومة في حال كانت راغبة في الحصول على منظومة “باتريوت” الأميركية.

ويدفع الكونغرس الأميركي باتجاه فرض عقوبات على تركيا، بسبب المنظومة، لكن الرئيس الأميركي، يرفض هذا المسعى، ويقول إنه سيؤدي إلى مزيد من التقارب بين أنقرة وموسكو.

وفي يونيو الماضي، بدا ترامب وكأنه يلتمس الأعذار لإقدام تركيا على شراء منظومة الدفاع الروسية، قائلا إن الأتراك ما كان لهم أن يلجؤوا إلى روسيا، لو أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لم ترفض بيع بطاريات “باتريوت”.

وامتنع ترامب حتى الآن عن استخدام قانون مكافحة خصوم الولايات المتحدة المعروف بـ”كاتسا” وهو تشريع أميركي يتيح معاقبة من يتعامل مع أعداء واشنطن.

وفي المقابل، وافقت لجنة في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون، على قرار قد يضيّق الخناق على تركيا، من خلال تجميد أصول أنقرة في الولايات المتحدة، فضلا عن فرض قيود على التأشيرات والقروض.

وكانت الولايات المتحدة قد لجأت إلى سلاح العقوبات ضد أنقرة، حين قامت تركيا باعتقال القس الأميركي، أندرو برونسون، إثر اتهامات مرتبطة بالإرهاب، واضطرت تركيا إلى إطلاق سراحه في نهاية المطاف، لأجل تفادي التبعات، لاسيما أن إجراءات واشنطن ألحقت خسائر فادحة بالعملة المحلية الليرة.

تعد كل من “باتريوت” الأميركية و”إس 400″ الروسية المخصصتين للتصدي للأهداف الجوية من صواريخ باليستية وطائرات حربية ومسيّرة، من أبرز منظومات الدفاع الجوية.

وفيما يخص نظم الرادار والاستطلاع التي تستخدم لأغراض الإنذار المبكر، ولتتبع الأهداف وتوجيه الصواريخ نحوها، تتميز المنظومة الروسية بأن رادارها يغطي دائرة قطرها 600 كيلومتر، فيما يغطي رادار الباتريوت دائرة قطرها 150 كيلومترا.

ونتيجة لاختلاف مساحة تغطية الرادارين، تستطيع منظومة إس 400 رصد 300 هدف في آن واحد، فيما تتمكن الباتريوت من رصد 125 هدفا فقط.

ومن بين هذه الأهداف المرصودة، تكون إس 400 قادرة على ضرب 36 منها في آن، فيما تدمر الباتريوت 9 أهداف فقط في آن.

وفي الحروب، يكون العسكريون في سباق مع الزمن، فأي صاروخ قد يودي بحياتهم أو يضر ببلدهم، وهنا تظهر أهمية السرعة في إعداد المنظومة الجوية للإطلاق، هذه المنظومة في إس 400 تحتاج لــ5 دقائق للإعداد فقط، بينما تحتاج الباتريوت إلى 25 دقيقة.

هذا بالنسبة للإعداد، أما في ما يخص سرعة إطلاق الصاروخ باتجاه الهدف المعادي بعد جهوزية المنظومة، فهنا تتميز منظومة إس 400 التي تكون صواريخها جاهزة للإطلاق خلال 10 ثوان فقط، بفارق 5 ثوان عن المنظومة الأميركية.

المرونة عامل مهم أيضا في منظومات الدفاع الجوي، بسبب تنوع الأجسام المعادية، وهذا ما يميز المنظومة الروسية التي يمكنها إطلاق الصواريخ بزاوية 90 درجة، أمام باتريوت فلا تتجاوز زاوية الإطلاق فيها 38 درجة.

وبالنسبة لأعداد الصواريخ التي يمكن تحميلها في المنظومتين، فإن إس 400 تحمل 32 صاروخا، أي ضعف العدد الذي تحمله الباتريوت وهو 16 صاروخا.

وفيما يتصل بالارتفاع، تتمكن إس 400 من ضرب الأهداف على ارتفاع يتراوح بين 10 أمتار إلى 27 كيلومترا، مقابل 60 مترا إلى 24 كيلومترا للباتريوت.

وقد يكون هذا السبب، الذي يجعل واشنطن تعارض من شراء تركيا لإس 400، فهي تخشى من إمكانية اكتشاف المنظومة الروسية لطائرات “إف 35” والتأثير على منظومات الناتو.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.