“الواقع الجديد” الاثنين 28 سبتمبر 2020 / مقال للكاتب د علي محمد جار الله
كثير ما نسمع هذه الأيام شعار “إستعادة الدولة”، و هناك من الخبثاء السياسيين يقصدون بها شيئا آخراً، و هو إستعادة نظام الدولة التي ذهبت للوحدة..!!
كثير من الناس و حتى من المثقفين يخلطون بين الدولة و النظام السياسي، فالدولة بناء عقلى يتحقق فى التاريخ. يقوم على حقوق الفرد و نظام الأسرة و التكوين الاجتماعى و الشعب، اما النظام السياسى هو الشكل الأخير فى بناء الدولة الذى يقوم على حقوق الإنسان أولاً.
و كثير من الناس لا يعرف الفرق بل و ما هو التعارض الجوهرى بين الدولة و النظام السياسى.
فالدولة باقية، اما النظام السياسى يعتمد على من يحكم البلاد. ويبقى النظام السياسى طالما كان متطابقا مع بناء الدولة، و ينهار إذا ما اختلف معه. لهذا علينا ان نعرف ان الدولة دائماً واحدة، أما انظمتها السياسية متعددة،
فالجنوب العربي هو الجنوب العربي لم ينتهي فقد توالت عليه دولة بني زياد، و الصليحيون، و الزريعيون، و الأيوبيون، و الرسوليون، و الطاهريون، و العثمانيون، و البريطانيون، و حُكم الجبهة القومية، و الحزب الإشتراكي بمختلف توجهاته.
فالدولة يبقى اسمها ثابت على مر التاريخ مثل العراق، مصر، سوريا، اليمن، تونس، المغرب، و هى الدول التاريخية. فى حين أن الأنظمة السياسية تتغير أسماؤها مثل في اليمن من المملكة المتوكلية الهاشمية الى المملكة المتوكلية اليمنية الى الجمهورية العربية اليمنية، الى الجمهورية اليمنية، و لا اعرف ماذا سيسموها قريباً إذا سيطر عليها الحوثي رسمياً.
لهذا علينا ان نعترف ان النظام السياسي يقوم على موازين القوى داخلياً و خارجياً، و قد يكون كما يقول احد المحللين نظام من فعل الشيطان إذا يضر بالناس و من فعل ملاك إذا يحقق مصالح الناس.
فهي حقيقة يجب على أهل الجنوب ان يعوها، فالشعب كله الدولة، و بعضهم هو النظام السياسي، لهذا نصل الى قناعة انه اذا كان الحكم يمثل الأغلبية فهو الديموقراطية، و اذا يمثل الأقلية فهة الإستبداد، و من هنا نصل الى ان الدولة ليست ديموقراطية و لا إستبدادية، فالنظام السياسي هو من يحدد نعومة الدولة من خشونتها، و هو من يحدد السياسات التي يتبعها.
الخلاصة:
ــــــــــــــــــ
سؤالي للجميع في الجنوب، و لمن ينادي بإستعادة الدولة، هل تقصدون إستعادة دولة الجنوب العربي بأي مسمى كان، أم إستعادة نظام الدولة التي ذهب للوحدة؟
د. علي محمد جارالله