الثلاثاء , 5 نوفمبر 2024
dd7ae750-095e-4d8b-8ca3-63460f87431a-1.jpeg

الدولة والنظام…..مقال للكاتب/ علي محمد جار الله

“الواقع الجديد” الاثنين 28 سبتمبر 2020 / مقال للكاتب د علي محمد جار الله

كثير ما نسمع هذه الأيام شعار “إستعادة الدولة”، و هناك من الخبثاء السياسيين يقصدون بها شيئا آخراً، و هو إستعادة نظام الدولة التي ذهبت للوحدة..!!
كثير من الناس و حتى من المثقفين يخلطون بين الدولة و النظام السياسي، فالدولة بناء عقلى يتحقق فى التاريخ. يقوم على حقوق الفرد و نظام الأسرة و التكوين الاجتماعى و الشعب، اما النظام السياسى هو الشكل الأخير فى بناء الدولة الذى يقوم على حقوق الإنسان أولاً.

و كثير من الناس لا يعرف الفرق بل و ما هو التعارض الجوهرى بين الدولة و النظام السياسى.
فالدولة باقية، اما النظام السياسى يعتمد على من يحكم البلاد. ويبقى النظام السياسى طالما كان متطابقا مع بناء الدولة، و ينهار إذا ما اختلف معه. لهذا علينا ان نعرف ان الدولة دائماً واحدة، أما انظمتها السياسية متعددة،
فالجنوب العربي هو الجنوب العربي لم ينتهي فقد توالت عليه دولة بني زياد، و الصليحيون، و الزريعيون، و الأيوبيون، و الرسوليون، و الطاهريون، و العثمانيون، و البريطانيون، و حُكم الجبهة القومية، و الحزب الإشتراكي بمختلف توجهاته.

فالدولة يبقى اسمها ثابت على مر التاريخ مثل العراق، مصر، سوريا، اليمن، تونس، المغرب، و هى الدول التاريخية. فى حين أن الأنظمة السياسية تتغير أسماؤها مثل في اليمن من المملكة المتوكلية الهاشمية الى المملكة المتوكلية اليمنية الى الجمهورية العربية اليمنية، الى الجمهورية اليمنية، و لا اعرف ماذا سيسموها قريباً إذا سيطر عليها الحوثي رسمياً.
لهذا علينا ان نعترف ان النظام السياسي يقوم على موازين القوى داخلياً و خارجياً، و قد يكون كما يقول احد المحللين نظام من فعل الشيطان إذا يضر بالناس و من فعل ملاك إذا يحقق مصالح الناس.
فهي حقيقة يجب على أهل الجنوب ان يعوها، فالشعب كله الدولة، و بعضهم هو النظام السياسي، لهذا نصل الى قناعة انه اذا كان الحكم يمثل الأغلبية فهو الديموقراطية، و اذا يمثل الأقلية فهة الإستبداد، و من هنا نصل الى ان الدولة ليست ديموقراطية و لا إستبدادية، فالنظام السياسي هو من يحدد نعومة الدولة من خشونتها، و هو من يحدد السياسات التي يتبعها.

الخلاصة:
ــــــــــــــــــ
سؤالي للجميع في الجنوب، و لمن ينادي بإستعادة الدولة، هل تقصدون إستعادة دولة الجنوب العربي بأي مسمى كان، أم إستعادة نظام الدولة التي ذهب للوحدة؟
د. علي محمد جارالله

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.