الثلاثاء , 24 ديسمبر 2024
image-89.jpg

ليبيا توافق بين الجيش والوفاق على نزع السلاح من سرت

“الواقع الجديد” السبت 26 سبتمبر 2020 / خاص

بات من المؤكد أن مدينة سرت ستتحول إلى عاصمة مؤقتة لليبيا، حيث ستحتضن المجلس الرئاسي المنتظر تشكيله قبل نهاية الشهر المقبل، وحكومة الوحدة الوطنية، وعدداً من مؤسسات السلطة التنفيذية، حيث توصل الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق، لتوافق مبدئي على جعل سرت مدينة منزوعة السلاح، وتحويلها إلى مقر مؤقت للسلطة الجديدة، التي يجري التداول بشأنها.

وقالت مصادر مطلعة لـ«البيان»: إن سرت الواقعة إلى الشرق من طرابلس بمسافة 450 كلم، ستصبح العاصمة الإدارية والسياسية المؤقتة لليبيا إلى حين الانتخابات وتشكيل المشهد النهائي للحل السياسي، وأضافت أن الاتفاق حصل بالفعل حول جعل سرت منطقة منزوعة السلاح، على أن تتولى عناصر الشرطة من الأقاليم الثلاثة تأمينها، تحت إشراف الأمم المتحدة.

وتابعت أن المسار الأمني والعسكري في الحوار الليبي الليبي (5+5) ستنظر بداية من الأسبوع المقبل في تشكيل قوة أمنية مشتركة من الأقاليم الثلاثة (طرابلس، برقة، فزان) للإشراف على تأمين مدينة سرت وخط سرت الجفرة.

انسحاب

وأوضحت المصادر أن الأطراف المتصارعة ستنسحب من محيط المدينة بعيداً عن خطوط التماس، إضافة إلى إعلان هدنة دائمة بين الجيش وقوات الوفاق.

وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن توافق ليبي في مصر على إنشاء قوة عسكرية مشتركة، تضم الجيش والشرطة وقوات خاصة متعددة لحماية سرت والجفرة ولتأمين المواقع النفطية بشكل كامل، هذا بالإضافة إلى الاتفاق على أن تتولى لجنة ليبية مراجعة كل الاتفاقيات التركية، التي وقعت مع حكومة الوفاق، والاتفاق على تجميد العمل بالاتفاقيات، التي وقعت بين حكومة الوفاق وتركيا بعد الوصول إلى اتفاق بتشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة جديدة.

وأكد الجيش الليبي تمسكه بإلغاء الاتفاقيات العسكرية والتعاون الأمني مع تركيا، بالإضافة إلى اتفاق البرلمان والجيش على أن أي معاهدات ستبرمُ مستقبلاً لن تتضمن أي قواعد أو قوات أجنبية على الأراضي الليبية، وأن ينص الدستور الجديد على ذلك، وألا يتم إبرام أي اتفاقيات عسكرية إلا بعد موافقة الجيش الليبي. يأتي ذلك فيما أكد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح أن اللقاء، الذي تم في القاهرة مع قائد الجيش خليفة حفتر، جاء لدعم الحل السياسي، وتوحيد المؤسسات الليبية.

وشدد صالح على أن «إعلان القاهرة» هو الأقرب لحل الأزمة الليبية، كما أكد صالح أنه وبمجرد تكوين السلطة ستندمج القوات المسلحة الليبية، وسيتم طرد المرتزقة من البلاد.

وأكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي، حميد الصافي أنه سيتم البدء في تشكيل لجنة تضع ترتيبات أمنية للسلطة الجديدة في سرت خلال أيام، وذلك بعد الزيارة، التي أداها كل من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والقائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر إلى القاهرة الأربعاء الماضي

انتصار للجيش

وترى القوى المحسوبة على الإسلام السياسي أن نقل العاصمة إلى سرت وإخراج المؤسسات التنفيذية من تحت هيمنة الميليشيات يمثل هزيمة لمشروعها المتمثل في مزيد التغلغل في مفاصل الدولة.

واعتبر عضو مجلس الدولة الاستشاري عبد الرحمن الشاطر أن «العاصمة ستنتزع إلى سرت، وبذلك يحقق (القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر) انتصاراً من خلال التوصل حل لتحقيق استقرار دولة ليبيا، وإعادة أعمارها، حيث إن احتمالات السلام والاستقرار والوحدة في ليبيا، وتعتبر سرت الواقعة في شمال وسط البلاد، وتبعد 450 كلم إلى الشرق من طرابلس، نقطة الوصل بين المنطقتين الغربية والشرقية، وتحتوي على بنية تحتية مهمة تم إنجازها في العهد السابق، عندما سعى الزعيم الرحيل معمر القذافي إلى أن يجعل منها عاصمة ثانية، كما كانت مركزاً لقمم أفريقية وعربية.

اقتتال داخلي

إلى ذلك، اندلعت معركة مسلحة، منذ فجر أمس، في منطقة تاجوراء بالعاصمة طرابلس بين «ميليشيات الضمان» و«ميليشيات أسود تاجوراء»، وكلتاهما تتبعان لحكومة الوفاق، كشفت عن حجم التوترات بين هذه الميليشيات، وعودة الانشقاقات بين قوات الوفاق، فيما تواردت الأنباء بأن وزير الدفاع بحكومة الوفاق أصدر قراراً بحل الكتيبتين بعد اندلاع الاشتباكات بينهما.

وقالت مصادر محلية إن اشتباكات مسلحة وتبادلاً لإطلاق النار بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وحتى بالدبابات، هزّت منطقة آهلة بالسكان بمنطقة بئر الأسطى بمدينة تاجوراء الواقعة شرق العاصمة طرابلس، ما تسبّب في إغلاق الشوارع الرئيسية، وذلك على خلفية مقتل أحد عناصر «ميليشيات الضمان» بعد الرماية عليه من قبل مجموعة تابعة لميليشيات «أسود تاجوراء».

وتحدّثت وسائل إعلام محلية عن سقوط 4 قتلى، خلال هذه المعارك العنيفة التي لا تزال متواصلة إلى حد الآن، من بينهم قيادي في ميليشيات «أسود تاجوراء»، وسط توقعات باستمرارها وتوسعها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.