((الواقع الجديد)) 8 نوفمبر 2016 / الولايات المتحدة – فرانس24
اختتم المرشحان للبيت الأبيض، دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، الإثنين حملة انتخابية شهدت منافسة ضارية، مع تنظيم تسعة مهرجانات انتخابية آخرها قبيل منتصف الليل تماما. وذلك في ظل تقلص الفارق بينهما في استطلاعات الرأي، بالرغم من تقدم طفيف للمرشحة الديمقراطية على منافسها الجمهوري.
استطلاعات الرأي متقاربة بين المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئيسية هيلاري كلينتون وخصمها الجمهوري دونالد ترامب حتى وإن أظهرت تقدما طفيفا لكلينتون، فبحسب آخر معدل لاستطلاعات الرأي أعلنه معهد “ريل كلير بوليتيكس” فإن كلينتون تتقدم بفارق 2,2% على خصمها.
لكن فوزا غير متوقع لترامب يظل ممكنا. ويختتم المرشحان حملة سباق للبيت الأبيض شهدت منافسة حادة وأحدثت انقساما في البلاد، فينظمان في اليوم الأخير من حملتهما الانتخابية التاريخية تجمعات في عدد من الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تقرر هوية الرئيس المقبل.
كلينتون تعد عشية الانتخابات بتوحيد أمريكا المنقسمة
تعقد كلينتون (69 عاما)، التي تأمل أن تصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة بعد 44 رئيسا، تجمعين انتخابيين الإثنين في بنسيلفانيا وثالثا في ميشيغان، ورابعا وأخيرا في شمال كارولاينا قبيل منتصف الليل. وفي بنسيلفانيا، ينضم إليها زوجها بيل كلينتون وابنتهما تشيلسي، وكذلك الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشال. ومن المتوقع أيضا أن يظهر معها المغنيان بروس سبيرنغستين وجون بون جوفي.
و تعهدت كلينتون الإثنين أن تكون “رئيسة للجميع” للذين صوتوا لها أو ضدها وذلك عشية الانتخابات التي أحدثت انقساما في البلاد وأثارت استغرابا في العالم بسبب حدة الحملة وتجاوزاتها. فأكدت “المهمة أمامي هي لم شمل البلاد” متهمة منافسها الجمهوري دونالد ترامب بأنه “عمق” عبر خطابه “الانقسامات” في صفوف الأمريكيين.
وتابعت “لدي عمل يقوم على لم شمل البلاد، وأريد فعلا أن أكون رئيسة للجميع، للأشخاص الذين صوتوا لي والأشخاص الذين صوتوا ضدي”.
وتعزز موقف المرشحة التي تقول إن خطها في الرئاسة ، في حال فوزها ، سيكون استمرارية لعهد أوباما، مع زوال مخاطر ملاحقتها في قضية بريدها الإلكتروني، إذ أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” جيمس كومي الأحد التمسك بقراره السابق الصادر في تموز/يوليو والقاضي بعدم وجود مبررات لمقاضاة كلينتون على استخدامها خادما خاصا لبريدها الإلكتروني حين كانت وزيرة للخارجية.
وكان كومي فجر قنبلة حقيقية في الحملة الانتخابية عندما أبلغ الكونغرس في 28 تشرين الأول/أكتوبر بتطور جديد في القضية مع العثور على آلاف الرسائل الإلكترونية الجديدة المتعلقة بكلينتون يتحتم التحقيق فيها، وقد تعرض لانتقادات حادة على هذا الإعلان قبل أيام من 8 تشرين الثاني/نوفمبر.
وأشاع الإعلان عن إغلاق المسألة مجددا ارتياحا في فريق حملة كلينتون، ولو أنه جاء متأخرا، قبل يومين فقط من الانتخابات.
وبعد إعلان مدير الـ”إف بي آي”، علق ترامب مؤكدا “إنها تحظى بحماية من نظام مغشوش”. وقال رغم كل شيء “هيلاري كلينتون مذنبة، هي تعرف ذلك، الإف بي آي يعرف ذلك، الناس يعرفون ذلك، والآن، يعود للشعب الأمريكي أن يصدر حكمه في صناديق الاقتراع”.
ترامب يعلن أن فوزه سيكون مؤشرا على نهاية “مؤسسة واشنطن السياسية الفاسدة”
من جهته يتوقف دونالد ترامب (70 عاما) من جهته في محطات الإثنين في فلوريدا وشمال كارولاينا وبنسيلفانيا ونيوهامبشير وميشيغان حيث يختتم حملته بمهرجان مقرر قرابة الساعة 23,00. وهدف كلا المرشحين واحد، وهو جمع كل صوت يمكن أن يرجح لصالحه كفة الولايات الأساسية التي ستحسم نتيجة الانتخابات.
وأعلن ترامب الإثنين أن فوزه سيعني نهاية “مؤسسة واشنطن السياسية الفاسدة”، وذلك خلال تجمع انتخابي في ساراسوتا بولاية فلوريدا.
وقال المرشح الجمهوري “عقدي مع الناخب الأمريكي يبدأ بخطة لوضع حد لفساد الحكومة وانتزاع بلادنا، وبسرعة، من مجموعات الضغط هذه التي أعرفها جيدا”، مؤكدا أن منافسته هيلاري كلينتون “يحميها نظام فاسد تماما”.
وتابع أمام أنصاره “أريد أن تسمع كل المؤسسة السياسية في واشنطن الكلمات التي سنقولها جميعا حين نفوز غدا: سنجفف المستنقع”. وكرر أنصاره من بعده “سنجفف المستنقع”.
وأضاف ترامب في إشارة إلى كلينتون “لا افهم لماذا لا يأتي أحد إلى تجمعاتها”، مجددا هجومه الشخصي عليها.
كذلك، اتهم المغنيين جاي زي وبيونسي اللذين دعما حملة كلينتون مساء الجمعة في أوهايو عبر حفل موسيقي ضخم، باستخدام تعابير “نابية”، وقال “ألا ترون إنه من غير المعقول أن يستخدم جاي زي وبيونسي عبارات نابية في الأغنية، كلمات إذا تفوهت بها يوما ستكلفني (الجلوس) على الكرسي الكهربائي؟”.
وسيعقد ترامب أربعة تجمعات أخرى الإثنين في كارولاينا الشمالية وبنسيلفانيا ونيو هامشر وميشيغان مع بدء العد العسكري لليوم الانتخابي الثلاثاء.
نوايا التصويت
أما الأمريكيون الذين أعرب 82% منهم عن اشمئزازهم في استطلاع للرأي أجري مؤخرا، فهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية هذه الحملة الطويلة بين مرشحين غير شعبيين بنسب تاريخية (50% لا يحبون كلينتون و62% لا يحبون ترامب)، حملة شهدت الكثير من الشتائم والفضائح والبذاءة.
وتحظى كلينتون بـ44,9% من نوايا الأصوات على المستوى الوطني مقابل 42,7% لترامب، بحسب متوسط لاستطلاعات الرأي الأخيرة أورده موقع “ريل كلير بوليتيكس”.
وفي فلوريدا، الولاية الأساسية التي يتحتم على دونالد ترامب الفوز بها للاحتفاظ بحظوظه الرئاسية، تتوزع نوايا الأصوات بين 47% لكلينتون مقابل 46% لترامب. ويتقدم ترامب على كلينتون في أوهايو بـ46,3% مقابل 43,5%، وفي شمال كارولاينا بـ47,3% مقابل 45,8%.
وكان فوز كلينتون يبدو محتوما، وهي تتمتع بخبرة طويلة في السياسة، حيث كانت سيدة أولى وسيناتورة ووزيرة خارجية. غير أن العديد من الأمريكيين لا يحبونها ويشككون في نزاهتها.
وكانت المعركة أصعب مما كان متوقعا في مواجهة ترامب، الشعبوي الذي لا يتمتع بأي خبرة سياسية غير أنه يحظى بدعم شعبي لا يضعف، وهو يقدم نفسه على أنه دخيل على السياسة ومعارض لهيئات السلطة.
واستغل ترامب مشاعر الغضب والخيبة التي تحرك شريحة من الأمريكيين في مواجهة العولمة والتغيرات الديمغرافية. ووعد بحلول بسيطة لجميع المشكلات المعقدة. لم يتردد في التفوه بأكاذيب وإهانة النساء والمكسيكيين والسود والمسلمين، وهاجم منافسته بدون توقف، ونعتها بأبشع النعوت.
ولا يكترث أنصار ترامب إن كان بطلهم الملياردير تجنب دفع ضرائب فدرالية على ما يبدو منذ سنوات، وتحرش بنساء. فهم ظلوا أوفياء لقطب العقارات الذي اشتهر بثروته وبتقديمه برنامجا ناجحا من تلفزيون الواقع عنوانه “ذي آبرينتيس”.