الثلاثاء , 5 نوفمبر 2024
image-39.jpg

الإمارات: الإرهاب يشكّل خطراً على السلم والأمن الدوليين

“*الواقع الجديد*” الاثنين 7 سبتمبر 2020 / خاص

أكدت دولة الإمارات مجدداً أن الإرهاب يشكل خطراً كبيراً على السلم والأمن الدوليين، مشددة أن الأفعال الإرهابية كثيراً ما تبدأ بالن‍زوع إلى التشدد وتأييد الأفكار المتطرفة وتقبل العنف كوسيلة للتغيير. جاء ذلك في كلمة المستشارة مريم خليفة الكعبي القائم بأعمال سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية، خلال ندوة مكافحة الإرهاب والتطرف في العالم العربي «نموذجا مصر والإمارات العربية المتحدة» والتي نظمتها صحيفة «البوابة نيوز المصرية».

توافق عالمي

وقالت الكعبي في هذا الصدد: «نعلم أنه ليس هناك تعريف للإرهاب متفق عليه دولياً، بل هناك توافق عالمي على عد عدد من الأفعال أفعالاً إرهابية، غير أن بدايات القرن الحادي والعشرين أخذت تتسم بتركيز أشد على الإرهاب والتطرف، وازدياد الوعي بشأن الأفعال والجماعات الإرهابية، ولذا فإن مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله لا تقتصر على الآليات الداخلية فقط، وإنما يتطلب ذلك أيضاً التعاون الدولي».

وأضافت الكعبي: «إن قيم الاندماج الاجتماعي والاحترام المتبادل متأصلة لدى الدولة وشعبها منذ تأسيس دولة الإمارات في عام 1971، وهي ماضية على هذه القيم، حيث يعيش فيها الآن أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام».

وأكدت حرص دولة الإمارات على دعم الإسلام المعتدل، ومواجهة التفسيرات المتطرفة للعقيدة، حيث تقود الدولة الجهود الرامية إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي ومكافحة مسببات التطرف ونبذ الرسائل التي تقود إلى التعصب.

وأشارت الكعبي إلى أن دولة الإمارات استحدثت أول مرة منصب وزير التسامح في عام 2016 وفي العام ذاته أعلن عن البرنامج الوطني للتسامح بهدف تعزيز السياسات الرامية إلى إعلاء قيم التعايش السلمي، والاعتدال وتقبل الآخر، ونبذ كافة مظاهر التمييز والكراهية.

قوانين

وقالت الكعبي: «إن دولة الإمارات تدعو إلى مكافحة التطرف من خلال تطبيق قوانين ولوائح مكافحة تمويل الإرهاب المنصوص عليها في المواثيق الدولية، ومواجهة تجنيد المقاتلين الأجانب، ومنع استغلال المتطرفين للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتصدي لاستخدام المراكز الدينية في نشر الكراهية والعنف».

وأضافت: « نظمت الإمارات العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية منها (المؤتمر الدولي لتجريم الإرهاب الإلكتروني) عام 2017، و(مؤتمر التسامح والوسطية والحوار في مواجهة التطرف) عام 2018، و(المؤتمر الإقليمي لتمكين الشباب وتعزيز التسامح ومكافحة التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب) عام 2019، و(مؤتمر الأخوة الإنسانية) عام 2019، والذي يهدف إلى تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين مختلف الأديان والثقافات وسبل تعزيز هذه القيم عالميا، والتصدي للتطرف وسلبياته، وتعزيز العلاقات الإنسانية ».

مكافحة الإرهاب

وبينت أنه في هذا الإطار وتحقيقاً لرؤية دولة الإمارات وبجانب آلياتها الداخلية، فقد لجأت الدولة إلى اتباع سياسة دولية نشطة اتخذت عدداً من المسارات لتحقيق رؤيتها تجاه مواجهة الإرهاب، ومنها على سبيل المثال لا الحصر انضمام دولة الإمارات إلى المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي تتمثل مهمته الرئيسة في الحد من تعرض الأفراد في كافة أنحاء العالم للإرهاب، وذلك من خلال منع الأعمال الإرهابية ومكافحتها وملاحقتها قضائياً، ومكافحة التحريض على الإرهاب والتجنيد له.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات تولت بالشراكة مع المملكة المتحدة رئاسة فريق العمل المعني بمكافحة التطرف العنيف التابع للمنتدى في الفترة من 2011 إلى 2017، كما أن دولة الإمارات ساهمت بشكل كبير في إطلاق مراكز دولية معنية بمكافحة الإرهاب والتطرف، فقد تم إطلاق المركز الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف «مركز هداية» في أبوظبي، والذي يقدم أبحاثاً وتصورات قائمة على الأدلة، وبرامج فاعلة بشأن مكافحة التطرف العنيف. ونوهت إلى أنه في هذا الصدد أيضاً تم إطلاق مركز صواب عام 2015 في أبوظبي، كمبادرة مشتركة بين الإمارات والولايات المتحدة، ويهدف إلى التصدي لدعاية المتطرفين.

وتابعت: إن الانخراط الإماراتي القوي في العمل الدولي في مواجهة الإرهاب والتطرف ينطلق من المبادئ التي تستند إليها الدولة في سياستها على المستويين الداخلي والخارجي، وهي مبادئ تؤكد الاهتمام بتعميق أركان السلم العالمي، وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة، وتنظر إلى الإرهاب أنه أكبر تهديد لاستقرار العالم وأمنه والعلاقات بين دوله وشعوبه، وتؤمن بأن التنمية الحقيقية والمستدامة لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل جو من الاستقرار والأمن.

ترسيخ التسامح

أوضحت المستشارة مريم خليفة الكعبي، القائم بأعمال سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية، أن ترسيخ التسامح قيمة أساسية في بناء المجتمعات واستقرار الدول وسعادة الشعوب، لذا اتجهت القيادة الحكيمة لدولة الإمارات إلى تأسيس المعهد الدولي للتسامح، الذي أصبح المنظمة العربية الوحيدة التي -ؤمن بمأسسة قيم التعايش والأخوة الإنسانية، ويناط بها مهام عدة منها تنظيم سلسلة من البرامج الهادفة إلى تعميق وعي الشباب تجاه قضايا التسامح لتحويل أفكارهم الإنسانية إلى واقع ملموس.

وأضافت أنه لدعم هذا التوجه في الداخل، فقد أصدرت دولة الإمارات العديد من القوانين والتشريعات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والتطرف، ومنها: القانون الاتحادي رقم (7) لسنة 2014 في شأن مكافحة الجرائم الإرهابية، ومرسوم بقانون اتحادي رقم (2) لسنة 2015 في شأن مكافحة التمييز والكراهية، وقرار مجلس الوزراء رقم (20) لسنة 2019 بشأن قوائم الإرهاب وتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمنع وقمع الإرهاب وتمويله، ووقف انتشار التسلح وتمويله.

ونوهت بمشاركة دولة الإمارات مع الدول الأخرى في مواجهة الجماعات الإرهابية، سواء من خلال المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا، أو في إطار سعيها نحو التصدي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.