((الواقع الجديد)) الأحد 6 سبتمبر 2020م / متابعات
اقترب الحوثيون الموالون لإيران من مدينة مأرب، المركز الرئيس لتنظيم إخوان اليمن الموالي لقطر، فيما الأخير بدأ التمهيد للانسحاب صوب محافظتي حضرموت وشبوة في الجنوب، لتعزيز السيطرة على المحافظتين الغنيتين بالثروات النفطية والمعدنية، وسط مؤشر على موجة أخرى نهائية من حرب تقاسم النفوذ بين الاذرع اليمنية التي تحظى بتمويل كبير من تحالف إيران وقطر وتركيا، من المتوقع ان يكون الشرق الجنوبي ساحة لها.
حرب التقاسم لم تكن وليدة اللحظة بل بدأت منذ وقت مبكر، وقد توجت العلاقة الإيرانية القطرية، في مطلع العام 2016م، بوصول الزعيم العسكري للإخوان علي محسن الأحمر إلى الرئاسة اليمنية كنائب للرئيس، وصاحب القرار الأول للسلطات السياسية والعسكرية، وهو ما أثر على سير المعارك ضد الحوثيين، الذين تمكنوا على إثرها من استعادة مناطق يمنية كانوا قد خسروها لمصلحة قوات التحالف العربي، التي تدخلت على الأرض في مأرب لتحريرها من الوجود الحوثي، في العام الأول لعاصفة الحزم.
غير ان قوات التحالف تعرضت لضربة صاروخية، في أواخر العام 2015م، اشارت العديد من التقارير إلى تورط حلفاء الدوحة في مأرب برسم الاحداثيات لمنظومة الصواريخ الحوثية والتي يشرف عليها خبراء من حزب الله اللبناني.
على الرغم من الادعاء بأن الأحمر يمتلك قدرة حسم الحرب لمصلحة حلفاء الرياض، الا انه حصل العكس من ذلك تماماً، وهو ما دفع السعودية الى اتخاذ إجراءات كانت تعتقد انها كفيلة بوقف الدعم المالي والعسكري للحوثيين، وضرب التحالف الإيراني القطري من البداية.
لكن كان لصاحب القرار الأول في الرئاسة اليمنية كلمةً أعلى فهو المتحكم بكل شيء، استطاع تجيير الحرب صوب الجنوب والمضي في تطبيق مشروع “التقاسم القطري الإيراني”، ان يذهب اليمن الشمالي لإيران والجنوب لقطر وحليفتها تركيا.
وعلى ما يبدو ان حرب التقاسم في مرحلتها النهائية، فالحوثيون بدأوا مرحلة السيطرة على مأرب، فيما يخوض الإخوان معارك الاستحواذ على ساحل حضرموت، واستكمال بناء موانئ للتهريب في سواحل شبوة، استعدادا لمعركة أخرى للسيطرة على خليج عدن وباب المندب.
هذه الحرب تمضي بوتيرة سريعة، فيما الإقليم يبدو منشغلا بقضايا أخرى، وهو ما يشير الى مخاوف ان يكون الجنوب ساحة صراع إقليمية طويلة المدى.