((الواقع الجديد)) الأحد 30 أغسطس 2020م / متابعات
قال الصحفي اليمني جلال الشرعبي، إن الصراعات الداخلية الإقليمية والدولية تنتقل من العراق إلى اليمن والقرن الإفريقي، وأن باب المندب هدفاً لجميع المتصارعين.
وذكر الشرعبي أن تركيا قررت منذ العام 2011، ومع بداية الاحتجاجات في العديد من البلدان العربية، الانفتاح على إفريقيا، ورسمت ثلاثية الحضور: بناء القواعد العسكرية، تعميق العلاقات التجارية، الحضور الناعم دبلوماسياً وإنسانياً وإعلامياً.
وأشار إلى أن أنقرة افتتحت في مارس 2017، القاعدة العسكرية التركية في مقديشو، بمساحة 4 كم، وأصبحت الآن أهم قاعدة عسكرية لتركيا خارج أراضيها.
وتجارياً أصبح الصومال نافذة تركيا لكل إفريقيا، وأصبحت رحلات الطيران بين مقديشو وإسطنبول، بشكل يومي. كما برز التواجد التركي في جيبوتي بميناء “دوراليه”، أهم موانئ منطقة القرن الأفريقي.
وفي مجال القوة الناعمة -يقول الشرعبي- توسعت تركيا في 41 سفارة في إفريقيا، بعد أن كان لها 13 سفارة، وضاعفت عدد المنح الدراسية لمنطقة القرن الإفريقي، وفتحت عشرات المنصات الإعلامية باللغات الإفريقية وخصوصاً الصومالية والأمهرية، ودبلجت المسلسلات التركية لهذه اللغات، بهدف إعادة رسم الصورة الذهنية لشعوب إفريقيا عن الحكم العثماني.
وشدد أن تركيا تحمل طموحات وأحلام العودة لمنطقة القرن الإفريقي بشكل خاص، وتتحالف مع طهران والدوحة في العمل معاً للوصول إلى باب المندب.
وقال: “في أغسطس 2019، وقعت موانئ قطر اتفاقاً مع الحكومة الصومالية، لاستثمار ميناء “هوبيو” الهام بالصومال، الذي يبعد 963 كم عن باب المندب، وعلى بعد مئات الكيلومترات من الحدود البحرية مع اليمن”.
وتقول المعلومات إن قاعدة عسكرية قطرية ستقام في منطقة “هوبيو” في إقليم مدج بالصومال.
وبشأن إيران قال الشرعبي، إن تهديد أمن باب المندب كان إحدى أهم أوراق ضغطها (طهران) على خصومها في المنطقة، والرد على ضغوط المجتمع الدولي، وهذا يحتاج لوقفة خاصة.
واعتبر أن الانفتاح التركي على إفريقيا كان جزءاً من الاهتمام بالبحر الأحمر وباب المندب، بحكم الأهمية الجيواستراتيجية، وبحكم أن غالبية الدول المحيطة بالبحر الأحمر كانت مستعمرات عثمانية.
وقال إن تركيا سعت للتواجد في بحر العرب وخليج عدن، وعلى طول الساحل الصومالي، تحت عنوان مكافحة القرصنة.
وتابع: “إنه سباق محموم يعكس رغبة العديد من البلدان، بما فيها الدول الكبرى، للحضور في باب المندب”.
ونوه إلى أن تركيا تعود إلى اليمن من ذات الأبواب التي دخلت منها إلى إفريقيا، وتستخدم نفس المسارات، وضمن تحالف يضم إيران وتركيا وقطر، مضيفا: “الحلف الذي تناور سلطنة عمان للتماهي معه أو الرضا عن تحركاته، كان وما زال باب المندب هدفاً استراتيجياً له”.
ورأى الصحفي جلال الشرعبي أن الأشهر الباقية من عمر عام الكوارث 2020، هي الأخطر على منطقة القرن الإفريقي وباب المندب، لأن تركيا ترأست قيادة قوات المهام المشتركة “CTF-151” لمكافحة القرصنة في خليج عدن، وقبالة سواحل الصومال في المحيط الهندي.
وذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أنها تتولى قيادة المهام المشتركة، من 25 يونيو وحتى 10 ديسمبر 2020.
وقال الشرعبي، إن الأمر لم يأتِ اعتباطاً، بل ضمن مشروع مدروس يكشف أن التدخل التركي في اليمن اكتملت أركانه، وتوفرت بيئة عمله من بحر العرب وخليج عدن والقاعدة العسكرية في الصومال.
وأضاف: “من القاعدة التركية في مقديشو يتم إعداد الخطط، ومنها ستهب الرياح التركية على اليمن ومنطقة الخليج عموماً”.
وفيما لفت الشرعبي إلى أن خمسة ملايين برميل من النفط الخليجي تمر من باب المندب يوميا، تساءل قائلاً: “أين هي بلدان كالسعودية والإمارات، مما يجري من صراع على باب المندب؟