الثلاثاء , 5 نوفمبر 2024
47e0d9d5cd.jpeg

اللواء بن بريك: لدينا أوراق نستطيع أن نؤلم بها الجهات المستهترة بقضية الجنوب

“الواقع الجديد” السبت 29 اغسطس 2020 / متابعات

سوء إدارة ملف اتفاق الرياض شجع الشرعية على التمرد وعدم التزاماتها بالتنفيذ
سنواجه الشرعية والإرهاب بمرحلة أعمق وأصعب من الإدارة الذاتية

كشف رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي عن توجهات داخل المجلس ومع قوى أخرى لتشكيل حكومة جنوبية لتصريف الأعمال بسبب تعثر تنفيذ اتفاق الرياض الذي كان نص على تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب.

وقال بن بريك في حوار مع وكالة سبوتنيك الروسية إن لدى الجنوب أورقا حساسة للضغط على من وصفهم بـ “المستهترين” بقضية الجنوب ومعاناة الشعب الجنوبي، مشيرا إلى أن ملف القضية الجنوبية -وفقا لاتفاق الرياض- بات تحت تصرف شخص بعينه نتيجة لانشغال السعودية بقضايا سياسية في الشرق الأوسط.

ما الأسباب التي دفعتكم لتجميد مشاركتكم في مشاورات اتفاق الرياض، بعد ما تم الإعلان عنه من توافقات؟
– بصفتي رئيس الجمعية الوطنية وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، أعبر عن امتعاضي الشديد على سوء إدارة ملف اتفاق الرياض من قبل جهات بعينها معروفة لدى المملكة العربية السعودية وقيادتها، ونتيجة لسوء الإدارة وتوزيع التصريحات هنا وهناك ما عرقل تسريع إنجاز الملف، للأسف الشديد نحن نواجه يوميا وأمام مرأى ومسمع فريق مراقبة وقف إطلاق النار المشكل من قبل السعودية ما يزيد عن خمس خروقات يومية تؤدي إلى مقتل وإصابة الكثير من عناصرنا في مسرح العمليات في شبوة وأبين، ونحن نسجل تلك الخروق، بل ونراقب فرق مراقبة وقف إطلاق النار، فوجدنا أنه لا توجد أي ضغوط على الطرف الآخر ولا وقف لتلك الأعمال “وكأنهم يقولون تعالوا نصحح لكم المدفعية والقذائف على قوات الانتقالي”، وهذا لا يخدم القضية ولا وقف إطلاق النار ولا المبادرة التي تحملتها المملكة العربية السعودية؟

وصلتم إلى مرحلة من التوافق بشأن الحكومة وتنفيذ بقية البنود في ظل تلك الخروق… فلماذا تراجعتم الآن؟
– الجديد الذي دعانا للتراجع، أنني استقبلت في عدن فريق وقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق الرياض، المسؤول السعودي عن الفريق اللواء ركن محمد الربيعي، وشرعنا إلى التنفيذ الفعلي وتسهيل أعمال الفريق، وقمنا مع الفريق السعودي باستطلاع معسكراتنا القائمة في محافظات عدن وأبين، في الوقت ذاته الطرف الثاني يرفض وصول نفس الفريق إلى معسكراتهم لاستطلاع ومشاهدة الوضع على الأرض، وللأسف هذا الرفض لم يحرك ساكنا لأحد، إذا هذه الأعمال حددت لنا ما يجري على الأرض من التعامل بمعيارين مختلفين، ناهيك عما يحدث مع وفدنا الموجود في المملكة العربية السعودية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي في الوقت الذي جاءت فيه إجازة عيد الأضحى، عاد بعدها الفريق لمباشرة العمل والتشاور لتنفيذ الفقرة الأولى من مشاورات الرياض التي تتعلق بحكومة المناصفة، وجدنا الرئيس الموقر عبدربه منصور هادي يغادر المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في إجازة “استجمام” صيفية، وفي نفس الوقت رأينا سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد بن جابر وهو الحامل لملف مفاوضات الرياض يغادر أيضا في إجازة صيفية، وهو ما أوجد لدينا شعور ملموس بنوع من الاستهتار تجاه القضية من جراء تلك التصرفات، نحن شعب في مستوى السيادة ونحترم من يحترمنا ونعرف كيف نرد في الوقت المناسب مع أننا لا نملك الـ “10 أو 12 مليون برميل نفط يوميا”.

وماذا عن كل الإجراءات التي تم الإعلان عنها خلال الأسابيع الماضية؟ هل كان هذا إعلاميا فقط؟
– لدينا مأساة وحرب تقودها تركيا وقطر على الجنوب وشعب الجنوب من خلال دعمهم المفرط لمرتزقة الجنوب وتجار الحروب من أجل استمرار القتال، وهم يدفعون هنا وهناك ولا نجد سوى قضايا إعلامية كاذبة، والنتيجة فقط هي قتل شبابنا ورجالنا داخل مسرح العمليات في عدة أماكن بالجنوب، وبالتالي نحن نواجه حرب داخلية أيضا فلا مرتبات ولا خدمات للمواطن الذي يعيش في الجنوب، بل يتم بكل استهتار يتم تحويل مبالغ هائلة للمقيمين في مصر وتركيا وماليزيا وغيرها من البلدان على رجال الحكومة وعصابات المافيا من الإخوان المسلمين والإصلاح والذين يقضون هذه الأيام السياحة الصيفية، نحن نواجه كل تلك المآسي على مرأى من قيادة التحالف والمملكة العربية السعودية، ولا أقصد القيادة السعودية التي هي بريئة من هذا الكلام، لكنني أقصد أن الملف بيد شخص بعينه مكلف من قبل القيادة السعودية نتيجة انشغال قيادة المملكة بعدة مسائل سياسية في الشرق الأوسط والعالم، لكن هذا الشخص المكلف بالملف يمارس الاستهتار و”الضحك على الذقون”، ولذا نحن لم نقبل هذه الأشياء، وكان من البديهي جدا أن تتخذ قيادتنا إجراء فعليا وعمليا بتعليق اتفاق الرياض حتى نلفت انتباه القيادة السياسية، هناك ضغوط عالمية من الدول الأربع الراعية لاتفاق الرياض وهي أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات على الحكومة “الفاسدة” بقيادتها الحالية لوقف الحرب اليمنية أولا ثم الشروع للمفاوضات في ظل حلول ميدانية وعملية للتسوية اليمنية الشاملة، فلا توجد حرب استمرت ست سنوات سوى الحرب اليمنية التي تجري هنا وهنا ويموت شعبها يوميا، فلا توجد حرب كونية استمرت أربع سنوات سوى تلك الحرب، نحن ندين الحرب وحكومة الشرعية ومن يتحمل مسؤولية عقاب هذا الشعب ولن نقبل ولن نتحمل، نحن شعب حر يملك أن يتخذ قراراته.

وماذا لديكم من الأوراق في هذا الوقت؟
– لدينا العديد من الأوراق التي نستطيع أن نؤلم بها الجهات المعنية، لكننا نرى في تضامن السعودية وقيادتها متمثلة في الملك سلمان وولي عهدها والأمير خالد، نرى في أعينهم المشروع العربي الغائب من أجل بقاء الدول العربية متماسكة تحت قيادة المملكة، بينما يوجد من يلعب بهذا الملف يمينا ويسارا تحت طائلة الحزبية المتمثلة في الإخوان المسلمين.

هل اكتشفتم هذا التلاعب في نهاية التفاوض؟ وهل ترى أن اتفاق الرياض ما زال قادرا على حل الخلافات مع الشرعية؟
– من يتحمل قيادة هذا الملف بصفته الشخصية “قيادة عقيمة” فيما يتعلق بالحرب في اليمن ومشكلة ملف اتفاق الرياض، حيث إن القيادة المشرفة قيادة عقيمة، لذا ستظل تلك الملفات مفتوحة إذا ما بقيت تلك القيادة، نحن نعبر بشكل راقي حتى الآن عن موقفنا ورفضا لهذا التعامل، ومع هذا لدينا خيارات عدّة وكثيرة جدا، وأنبه من انفجار الشعب الجنوبي الذي سيظهر آثارا سلبية، فلسنا ممن يمارس عليه الضغط بحرب الخدمات وقطع الرواتب في الوقت الذي تذهب فيه متحصلات النفط إلى جيوب غير معروفة لدينا، لذا نحمل مجلس الأمن المسؤولية إن لم يتم وقف تلك الجهات عند حدودها، ولازلنا إلى الآن باتفاق الرياض رغم التنازلات التي قدمناها، والفرق الشاسع في التعامل. فمن هو الأفضل “نحن أم الحوثيين” بالنسبة للمملكة العربية السعودية والذي يدافع عن أرضها وعرضها داخل أرض المعركة، وأنا أعبر بتلك الكلمات عن وقوفي مع الشعب، لا يهمني العقوبات والتعسف الذي يمكن أن يتخذ ضدي، سأظل هنا أنا وقيادتي متمثلة في الرئيس العيدروس وسنعيش حتى ولو على كسرة خبز.

هل تم تنفيذ أي من بنود اتفاق الرياض على الأرض؟
– كل الضغوط التي مورست علينا من قبل من يحمل هذا الملف في قيادة المملكة قمنا بتنفيذها رغبة في رفع المعاناة عن شعبنا ولن نتخلى عن تعهداتنا تجاهه، بل قبلنا تلك الضغوط إرضاء للمملكة العربية السعودية رغم ما يمارس علينا من مخابرات دول بحالها، نحن الآن في عدن نشاهد “العصابات التركية والإيرانية” وعيون المملكة مفتوحة على المجلس الانتقالي فقط، ونقولها بشكل صريح وواضح أننا لن نقبل بهذه الأشياء ولدينا شعب حر من المهرة وسقطرى وعدن وحضرموت وأبين ولحج والضالع انتفض وسيظل ينتفض في وجه كل أعداء الجنوب.

ما مصير إدارتكم الذاتية الآن؟
– جمدنا الإدارة الذاتية تلبية لرغبة الأشقاء من أجل إعطاء الإخوان المسلمين ماء الحياة، فقد كانت نهايتهم الأكيدة اقتربت، وطلب منا أن نفديهم بقطرات ماء الحياة التي تمثلت في تجميد الإدارة الذاتية، نحن الآن سننتقل إلى موقف أصعب وأعمق من الإدارة الذاتية في وجه الحكومة وقيادتها الفاسدة وفي وجه الإرهاب من داعش والقاعدة والذين نواجهه يوميا.

ما هي تلك الإجراءات؟
– لا تستبعد أن نشكل حكومة تسيير أعمال من طرف واحد من المجلس الانتقالي وشرفاء الجنوب.

موقف الجبهة الداخلية متعددة التوجهات في الجنوب من تلك الخطوات.
– من يريدون زعزعة الجنوب هم أصوات “نشاز” يتم تحريكها بالريالات القطرية ودولارات تركيا والنزعة الحوثية، نحن الجنوبيين في المجلس الانتقالي وغير المجلس الانتقالي متفاهمون ومتفقون بأن هدفنا الرئيسي وقبل كل شيء، إعادة الاعتبار للشعب الجنوبي الصامد والذي عانى ثلاثين عاما من قهر واستبداد حزب الإصلاح ومكوناته الإرهابية من داعش والقاعدة وايضا من التدخلات الأجنبية، وأنا أعلم أن كلامي مزعج من أقرب الناس لي، لكنني أقول الحقيقة بكل صراحة لأبناء الجنوب، إننا سنقاوم مهما كانت طبيعة معاناتنا ولن تثنينا الأصوات النشاذ التي تنطلق هنا وهناك وهم أقزام في نظر شعبنا.

هل تعودون إلى اتفاق الرياض مجددا؟
– سنظل نناضل لانتزاع حقنا ولو استمر الأمر لعقود، وستظل أجيالنا تحت هذا العمل لقيادة الجنوب، وسنحسم أمرنا ضد الذين يتظاهرون من خارج ساحات المعركة.

بحسابات المكسب والخسارة ما الذي حققتموه من عملية التفاوض؟
– كسبنا عطف شعبنا وخسرنا الأعداء، كسبنا الشرعية على الأرض وهو ما يزعج الإصلاحيين وقوى الإرهاب والقوى المناهضة للمشروع العربي، نحن نشكر مصر قيادة وشعبا على وقوفهم بجوارنا ودعمهم المعنوي، وأيضا دول التحالف وموقفها الواضح من قضية الجنوب، وكل الدول التي رعت وأيدت اتفاقية الرياض واعترفت بشرعية الانتقالي وشعب الجنوب وقضيته.

هل هناك دعوات جديدة للتظاهرات تأييدا لموقفكم؟
– بعد تجميد مشاركتنا في اتفاق الرياض، نريد إيضاحات من حكومة المملكة العربية السعودية تجاه التعسف من جانب من يحمل ملفنا “القضية الجنوبية واتفاق الرياض” حتى تتخذ القرار الصائب بمعالجته ومحاسبة كل الجهات التي تتعاطف مع الإخوان المسلمين داخل أرض المعركة والجنوب، نحن الآن نحمي المملكة العربية السعودية ومن يمثلها على الأرض من غضب الشعب الجنوبي، لا نريد أن نؤجج ذلك إعلاميا، لكن إذا دعت الضرورة لذلك فسوف ندعو كل شعب الجنوب للخروج في جميع المحافظات والانتفاضة على كل عوامل الضغط التي تمارس على وفدنا وعلينا هنا، وأؤكد أن لدينا أوراقا لم نظهرها حتى الآن، وسوف نخرجها لإظهار التفوق في اللحظات الحاسمة.

المصدر: صحيفة الأيام

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.