الثلاثاء , 5 نوفمبر 2024
1598627292.jpeg

ترامب…وصراع البقاء على كرسي البيت الأبيض

“الواقع الجديد” الجمعه 28 اغسطس 2020 / خاص

أكدت مصادر في الولايات المتحدة ترشيح الحزب الجمهوري وبشكل رسمي الرئيس الحالي “دونالد ترامب” لإنتخابات الرئاسة الأميركية المزمع أجراؤها في الأشهر المقبلة، فيما ابدى 27 عضواً جمهورياً سابقاً في “الكونجرس” تأييدهم المطلق للمرشح الديموقراطي “جو بايدن” الذي يخوض هذه المعمعة والإستحقاق السياسي.  

وأشارت نفس المصادر الى انه ومع بداية إنعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري العام السنوي الذي رشح “ترامب” رسمياً لإنتخابات الرئاسة الأميركية، سدد هؤلاء الأعضاء الـ 27 في الكونجرس صفعة قوية لترامب بتأييدهم المرشح الديموقراطي “جو بايدن” المنافس لممثل حزبهم في هذه الإنتخابات الرئاسية. 

 وكان “733” مسؤولاً جمهورياً سابقاً في أجهزة الأمن القومي الأميركي قد ابدوا تأييدهم الكامل للمرشح الديمقراطي “بايدن”، وأصفين “ترامب” بالرجل الفاسد وغير اللائق للبقاء في هذا المنصب القيادي الرفيع، فيما قالت حملة “بايدن” ان هؤلاء الأعضاء قد أنضموا الى مبادرة “جمهوريون مع بايدن”، حيث يمثلون بمجموعهم أحدث حلقة من الجمهوريين التي تؤيد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية. 

 من جهتهم برر الأعضاء والمسئولون الجمهوريون سبب إنحيازهم الى جانب “بايدن”، لما أسموه بالفساد الذي ينتهجه “دونالد ترامب” وتفرغه التام لتدمير أسس ومداميك الديمقراطية وكذا لإستخفافه الشديد بالمشاعر والقيم الأخلاقية، كما ربطوا موقفهم المناوئ لسياسة ترامب بحاجتهم الملحة لإعادة البلاد الى مسارها الصحيح بعد مرحلة من التخبط والإنحراف وعدم الإتزان في السياسات الأميركية أزاء مجمل القضايا المحلية والدولية. 

 ويرى العديد من المحللين بان “ترامب” قد احرق غالبية أوراقه الرابحة التي كان ممسكاً بها في إنتخابات الرئاسة الأولى التي وصل عبرها الى “البيت الأبيض”، مشيرين الى ان من أبرز هذه الأوراق التي تبعثرت مؤخراً رفعه شعار (أميركا أولاً) وهو الشعار الذي طالما أفتخر وتباها به الرجل أمام الأخرين وتبين في ما بعد انه مجرد أكذوبة القصد منها كلمة هو جيب ترامب الشخصي ومملكته العقارية اولاً.  

وبحسب أراء عدد من المراقبين فان “دونالد ترامب” قد فشل فشلاً ذريعاً في حلحلة الكثير من الملفات الداخلية العالقة الى جانب فشله المتأصل في ايجاد الحلول والمعالجات للملفات الخارجية نظير جهله وعدم براعته في الشؤون السياسية وعدم إجادته لأي عمل سياسي ودبلوماسي سوى شفط الأموال والمتاجرة بالملفات والقضايا المهمة محلياً ودولياً وعدم إلمامه بالقوانين والأنظمة التي تسير العمل السياسي وجهله بطرق ووسائل ربط العلاقات الدبلوماسية على المستوى الخارجي. 

 وأشار المراقبون الى ان “ترامب” قد جر الولايات المتحدة الأميركية للغرق في ملفات أقتصادية وهو ما فاقم أزماتها واسقطها في منحدرات خطيرة، كما انه تصرفاته تسببت في أزدياد حدة الخناق والعزلة الشعبية عليه، حيث أدخل بلده في مرحلة من العجز في الميزانية الإتحادية جعلتها تقفز في شهر وأحد فقط وهو حزيران “يونيو” الفائت الى “864” مليار دولار، علاوة على فشله في رعاية حرية الصحافة والكلمة ومهاجمته الرأي العام بإصراره على خنق وسائل الإعلام والتضييق عليها وملاحقة الصحفيين واعتقالهم، ناهيك عن فشله الذريع في إدارة ملف كورونا والملف العنصري الذي حاولت الفيدرالية الأميركية إخفاء أنيابه المتعفنة منذ عدة عقود لكنها ما لبثت ان أشهرتها إثر مقتل المواطن الزنجي “جورج فلويد” الأميركي الجنسية ذو الأصول الأفريقية.  

على ذات الصعيد أتهمت تقارير رسمية الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” بإخفاء المستندات المطلوبة حول الملكيات العقارية التي تخص عائلته وما تبع ذلك من مبالغته الترويجية لمجموعته القابضة او ما تسمى بـ”منظمة ترامب”، والتي سعى من خلالها للتقليل من قيمة بعض عقاراته للحصول على قروض او تخفيضات ضريبية، وهو ما يشير الى ان أولويته في الحياة هو الإبتزاز بأساليب إنتهازية على حساب بلده الذي أتخذه شعاراً وورقة رأبحة يتاجر بها لجذب الأصوات الإنتخابية ولجلب الجماهير والمؤيدين والمناصرين. 

 وذكرت التقارير بانه بعد وصول “ترامب” الى كرسي الرئاسة تبين ان الشعارات التي كانت يطلقها لا تعدوا كونها مجرد فقاعات صابونية سرعان ما تلاشت في فضاء تعاملاته وتصرفاته، حيث لم يلمسها الأميركيين واقعاً فانكشفت بانها هراء لا قيمة له على الإطلاق في عرف رجل لا يفكر إلا بمصالحه الذاتية والآنية.  من جهة أخرى كشفت وسائل إعلام أميركية بان المدعية العامة لولاية نيويورك “ليتيسيا جيمس” طلبت من القضاء إرغام “إريك ترامب” نجل الرئيس دونالد ترامب الذي يتولى مع شقيقه الأكبر دونالد جونيور إدارة المجموعة القابضة “منظمة ترامب” منذ تسلم والدهما مفاتيح “البيت الأبيض” مطلع العام 2017م للإدلاء بشهادته تحت القسم في إطار تحقيق تجريه حول الملكيات العقارية للإمبراطورية العائلية “الترامبوية”.  

وقالت وسائل الإعلام بان المدعية العامة الديموقراطية أوضحت في بيان لها انه وبعدما وافق “إريك ترامب” في بداية الأمر على إجراء هذه المقابلة، فوجئنا برفضه المجيء دون معرفة الأسباب، منوهة بان وفي حال أبدت منظمة ترامب موافقة على التعاون في التحقيق فهي ترفض في الأساس تقديم المستندات المطلوبة متذرعه بمبررات وأهية.

  وبحسب العديد من المصادر طلبت “جيمس” رسمياً من قاض في ولاية “نيويورك” ان يأمر “إريك ترامب” بالإدلاء بشهادته تحت القسم وان يأمر أيضاً “منظمة ترامب” بتقديم المستندات المتعلقة بعدد من عقارات الشركة بما في ذلك مبنى يقع في (وول ستريت وفندق ترامب الدولي في شيكاغو) الى إفادة المحامي الشخصي السابق للرئيس دونالد ترامب “مايكل كوهين” وشهادته أمام الكونغرس والتي تفيد بان موكله السابق بالغ او قلل من قيمة بعض عقاراته للحصول على قروض وتخفيضات ضريبية. 

 وخرجت شهادة المحامي السابق لترامب من عقر دار (البيت الابيض) لكن هناك شهادات خرجت من منزل عائلته الشخصي سيما ذلك الذي صدر من قبل شقيقته “ماري ترامب” التي وصفته في كتابها المعنون (أكثر من اللازم..دون إكتفاء)، بالرجل النرجسي والمهرج والمنافق، بالإضافة الى جملة السلبيات التي كشفتها “ماري” وقامت بتعرية “دونالد” من خلالها ومنها غشه لدخول الجامعة وصولاً لعلاقته غير الطبيعية مع والده وإنتهاءاً بسجلاته الضريبية الفاضحة التي تعتبر سرقة للمال العام الفيدرالي الأميركي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.