الخميس , 26 ديسمبر 2024
1466897519.jpeg

اطارات الشرعية..

“الواقع الجديد” السبت 22 اغسطس 2020 / جمال لقم

كنت ممن تابع منشورات لبعض الإعلاميين و بالذات الموالين للشرعية و التي حوت في مضامنيها ان هناك إخفاق و خسارة لحقت بالمجلس الإنتقالي في سياساته و خطواته الأخيرة وخصوصا فيما يخص اتفاق الرياض و كذلك حين اعلن الإدارة الذاتية… وكان من بين السجالات التي يتم نشرها انه حتى بعد الإدارة الذاتية و حتى بعد التوقيع على الآلية المسرعة لتنفيذ إتفاق فقد خسر المجلس الإنتقالي و سيعاود مجددا التظاهرات و حرق الإطارات ( التايرات) في الشوارع .. لكن من الملاحظ و يمكن لأي مراقب متابعته انه حدث العكس و باتت الشرعية هي التي تسابق الزمن للقيام بالجمهرة و التظاهرات.. و صحيح ان الائتلاف الوطني من ينظمها و يقودها ، لكن من الواضح ان الشرعية او اطراف فيها هي من تتبناها و تدعمها ماليا و إعلاميا ..

يبدو واضحا انه من خلال التظاهرات التي تقيمها الشرعية، و ما يصاحبها من حملات إعلامية منظمة و ممنهجة ان الشرعية قد خسرت بعض الشئ سياسيا على المستويين الداخلي و الخارجي و تحاول من خلال ذلك إستعادة ما خسرته على طاولة مفاوضات الرياض..

المشهد القادم يسير ضمنيا نحو ما يشبه بلعبة الكراسي او تبادل الأدوار ، فجزء فاعل في منظومة الشرعية يسير نحو الإنسلاخ منها و لعب دور المعارضة لحكومة المناصفة القادمة ، و واضح انه سيتقمص الدور الذي كان يقوم به المجلس الإنتقالي و بحذافيره ، و وبالتالي فإن لم تظهر أنفراجات او تسويات سياسية قادمة فالطريق يسير نحو أطالة أمد الحرب..

خلال فترة الصراع الماضية لم يستطع اي من طرفي الصراع ( إنتقالي و شرعية) تحقيق اي اختراق سياسي او عسكري تجاه بعضهما ، لذا كان إتفاق الرياض هو الحل المتاح في مناطق الجنوب ان لم يكن على مستوى مناطق الشمال ايضا .. كما ان كل من الشرعية و المجلس الإنتقالي فشلا فيما يخص الجانب الخدمي تجاه المواطن ، والنجاح الذي يحسب لهما هو زيادة معاناة المواطن و زيادة أعداد الشهداء وكميات الدم التي تنزف كلما أشتد الصراع و طال أمده..

خلال فترة الصراع الماضية و حتى اليوم وصلت معاناة المواطن حد لا يطاق.. غلاء و بلاء و إنعدام للخدمات فلا ماء و لا كهرباء و لا مقومات لدولة موجودة ، لذا فالمواطن البسيط ينظر إلى إتفاق الرياض من زاوية معاناته لا بحسابات المكاسب السياسية ، فهو يرى فيها وحدة للجيش و الأمن و واحدية للدولة ونهاية للصراع ، الأمر الذي سينعكس إيجابا تجاه معاناته..

طوال فترة الصراع الماضية ، كانت النخب السياسية ، قيادات و مكونات تعمل على إطالة الصراع وامد الحرب لتحقيق مكاسب لها … واليوم حان الوقت لتلك النخب و المكونات ان تتخلى عن مطالبها و تعمل على تحقيق مطالب المواطن و إنهاء الصراع لا بإطالة أمده .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.