الثلاثاء , 5 نوفمبر 2024
1597272469.jpeg

مسترزقوا الأوطان لا يستوون مع من وقر حب الوطن في قلوبهم..

“الواقع الجديد” الجمعه 21 اغسطس 2020 / محمد باوزير

باختصار ومن دون عواطف ومن غير مواربة ولنتحدث بالسياسة، فلو تسائلنا ماهو المشروع الجديد الذي يتبناه مكون الائتلاف الوطني “الجنوبي” الذي يرأسه تاجر النفط العيسي؟ والإجابة لمن لا يدري، إن مشروعه هو مشروع الدولة الاتحادية وفق مخرجات حوار موفنبيك، إذا مالجديد؟ أليس هذا أصلا ما تستميت “الشرعية” القائمة على تحقيقه؟؟ إذا ما الحاجة لإنشاء مكونات سياسية تتبنى خيارات ومشاريع الدولة والحكومة نفسها؟؟، وبما أن هذا الخيار يتفق عليه “الشرعيون” شمالا وجنوبا، إذا ما هو الهدف من إقامة مكونات مناطقية تتعارص حتى في تسميتها مع توجه الدولة التي يسعون لبنائها؟؟ ألا يفترض أن يتوسم هذا المكون “باليمني” بدلا عن” الجنوبي” ليمثل كل أبناء الوطن “الواحد”؟؟ وهل يمكن لتاجر ومتنفذ وهامور من هوامير الدولة وقائد لوبي مشهود لهم بالفساد والإفساد أن يسعى لتوفير مصالح وطنه وشعبه؟؟ الخلاصة.. إن ما يسمى “الائتلاف الوطني الجنوبي” ما هو إلا أداة استخدمته قوى الفيد في الشرعية وحشرته في المعادلة السياسية الجنوبية لهدف واحد فقط، هدفٌ ليس وطنياً ولا أخلاقياً وهو ضرب مشروع دولة الجنوب في مقتل، وهذا هدف واضح تتبناه دول إقليمية وتستخدم قيادات من الشرعية اليمنية المتهالكة من أجل بقاء نفوذهم وإدراكاً منهم أن مشروع دولة الجنوب مشروع التحرير والاستقلال قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه، وهذا كله فقط هو سقفهم المرتفع لتحقيق أهدافهم الدنيئة، والأكثر دنائة من كل ذلك هو أدواتهم التي يستخدمونها للإيهام أنهم أصحاب قوة ونفوذ وقاعدة جماهيرية عريضة في الجنوب، وماهم إلا محظ مدلسين ويعملوا بكل جهدهم من أجل تزوير الإرادة الجمعية الوطنية الجنوبية، وسألخص لكم باختصار بعض أدواتهم التي يعتمدون عليها للظهور مظهر القوي وهم أوهن من بيت العنكبوت : اعتمادهم على أموال مشبوهة يوفرها لهم المتنفذ تاجر النفط العيسي وهي أموال منهوبة من الشعب. 

اعتمادهم على دعم إقليمي من دول عدوة للتحالف العربي وللمشروع العربي الكبير وعدوة للمشروع الجنوبي. 

استغلال حاجة الناس وعوزهم وظروفهم القاسية، والذي هم أصلا سببا في وصول الناس لهذه المعاناة ومن ثم تحشيدهم من أجل مقابل مادي حقير. 

توحدت مع هذا المكون المستجد كل المكونات والأحزاب اليمنية والتي عمرها أكثر من ٣ عقود، لتتبنى مشروع الائتلاف حديث العهد بالسياسة، لهدف واحد فقط وهو ضرب مشروع الجنوب لا أكثر.

أما الورقة الرابحة لديهم، هو استخدام أبناء العربية اليمنية مدنيين وعسكريين المنتشرين بالآلاف في كل مناطق الجنوب وحشرهم في تلك الفعاليات، وقد رأينا قيادات عسكرية وقيادات دولة تلتف حولهم بشكل واضح وصريح. 

وبما أن كل هؤلاء لديهم قاسم مشترك وهدف استراتيجي خبيث يجمعهم رغم كل المفارقات السياسية والفكرية بينهم، إلا أنهم لا يبالون بكل ذلك، فالمجلس الانتقالي وكل مكونات الجنوب التحررية الصادقة كانت سبب وحدتهم وائتلاف قلوبهم من أجل وضع حد لمشروع الدولة الجنوبية المستقلة، لكن أنّى لهم ذلك وشعب الجنوب الحر ممسك على هدفه ومتوحد حول قيادته، فلن يرى أعداء شعبنا الصامد وقضيتنا العادلة إلا الذل والهوان، فأبناء شعبنا يستحضرون كل يوم تضحيات جسام ودماء وشهداء وجرحى من أجل ذلك الهدف النبيل فمنه يستمدون قوتهم ومن ذلك يستجمعون طاقتهم، ولن تستطيع قوة دنيوية مها عظمت أن تنتزع منا هدف الجنوب العظيم، أما غيرهم فبماذا يستقوون وبأي تضحيات يتفاخرون، فمسترزقوا الأوطان لا يستوون مع من وقر حب الوطن في قلوبهم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.