((الواقع الجديد)) الخميس 20 أغسطس 2020م / متابعات
كشف موقع أمريكي أن جماعة “الحوثي” الموالية للنظام الإيراني، تخطط لطرد اليهود المتبقين في اليمن وطالبتهم بمغادرة البلاد، وفقا لمصادر محلية.
ونقل موقع “ذا ميديا لاين”، المعني بتغطية الشرق الأوسط، عن علي قدير، وهو زعيم عشيرة في محافظة عمران شمال صنعاء، قوله، إن مليشيات الحوثي حاصرت قرية في منتصف يوليو/ تموز لاستجواب أسر يهودية تعيش هناك حول اتصالاتها بأشخاص في الخارج.
وأضاف قدير: “وصلت مجموعة من الآليات العسكرية إلى المنطقة، واتخذت مواقع عند مداخل القرية وأقامت نقاط تفتيش”.
وتابع: “دخل الجنود منزل عائلة يهودية في القرية واستجوبوا أفرادها حول مراسلاتهم، وممتلكاتهم في القرية ومناطق أخرى، وما إذا كانوا على اتصال بأقارب يقيمون في بلدان أخرى أم لا”.
وأشار قدير إلى أن بعض من تم استجوابهم نُقلوا إلى مكان مجهول واحتجزوا لمدة 48 ساعة، مضيفا: “خلال السنوات القليلة الماضية، حُرم اليهود من كثير من حقوقهم. لم يعد بإمكانهم السفر إلا بإذن مسبق من مشرف المنطقة المعين من قبل الحوثيين”.
رواية قدير للأحداث، أيدها شخص عرف نفسه باسم “سعيد أحمد”، وهو من سكان بلدة خارف القريبة، يقول إنه يتمتع بصداقات قوية مع العديد من اليهود في المنطقة.
وقال أحمد”، لموقع “ميديا لاين”: “في 12 يوليو / تموز، اعتقل الحوثيون 7 أفراد من الجالية اليهودية بعد استجوابهم وتفتيش بعض منازلهم”.
وأشار إلى الحوثيين، الذين سيطروا على معظم التجمعات السكانية الرئيسية في اليمن، أمروا هؤلاء اليهود بمغادرة البلاد، وفرضوا عليهم شروطًا معينة فيما يتعلق بممتلكاتهم، وأبرزها أنه لا يمكنهم بيعها إلا لسكان المنطقة، أو للدولة أي للحوثيين أنفسهم.
ولفت أحمد إلى أن سلطات الحوثيين ترتب الآن خروجهم (اليهود) من اليمن، وتمنحهم آلية محددة للسفر والتواصل وإجراء الأعمال.
وفي ضوء التطورات الأخيرة، أعرب مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية عن قلقه للموقع، وتحدث عن نظرة الحوثيين إلى اليهود.
وقال المصدر إن “الجماعة حكمت على اليهود بالإعدام بشعارها”، في إشارة إلى “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، لعنة على اليهود، نصر للإسلام”، وهي لازمة متكررة.
وتابع المصدر: “ثم بدأت في الواقع قتل وسجن وترحيل العديد من اليهود في محافظتي صعدة وعمران”، لافتا إلى حادثة رجل يهودي طعن حتى الموت بتهمة الشعوذة.
وأردف: “باقي اليهود في اليمن لا يتجاوز عددهم 22 أسرة معظمهم يعيشون في محافظة عمران. ويعيش آخرون في محافظتي صنعاء وصعدة”.
وأشار المصدر إلى تقارير حول يهود يقبعون في السجون منذ 3 سنوات، حيث يستخدمهم الحوثيون كورقة مساومة لترحيل الجالية دون إثارة غضب دولي.
وقال المصدر “ليس لدينا إحصائيات دقيقة عن عدد اليهود والحاخامات في اليمن، خاصة وأن قضية اليهود قد تغيرت من تركيبة ديموجرافية إلى أخرى أمنية، ما يعني أن البحث عنها سيوقع الشخص في مشكلة”.
وقال مصدر في وزارة الداخلية اليمنية إن “قرارات الترحيل أو التحقيق أو أي إجراء ضد اليهود تأتي من مسؤولي استخبارات تحت قيادة الحوثيين”، مضيفاً أن القوات الأمنية توجه بعد ذلك “لاتخاذ إجراءات معينة”.
ونوه المصدر ذاته بأن “عمليات ترحيل يهود من اليمن ربما تجري خلال الأشهر المقبلة”.
وتشير تقارير إلى أن الوزارة تلقت أوامر صدرت قبل 4 سنوات بمنع اليهود من السفر بين المحافظات والمدن الرئيسية، وقصر عملهم على التجارة والزراعة البسيطة، كما أنهم ممنوعون من أداء شعائرهم الدينية في الأماكن العامة.
وفي 8 أغسطس/ آب، لعبت الإمارات دوراً فعالاً في لم شمل عائلة يهودية، حيث نقلت الوالدين جواً من اليمن والآخرين من لندن.
وتشير التقديرات إلى أن الجالية اليهودية في اليمن كانت تبلغ 200 ألف شخص قبل أن يبدأ أعضاؤها في المغادرة في وقت مبكر من القرن الماضي، في حين بلغت الهجرة الجماعية ذروتها بين عامي 1949 و1950 بعد هجرة نحو 50 ألف يهودي إلى إسرائيل، ثم توالت الهجرة في 2013 و2016.
ومن المعلومات المتاحة وشهادات أفراد الجالية الذين غادروا بالفعل، ربما يكون العدد الحالي لليهود في اليمن 43 شخصًا في صنعاء، وأكثر من 60 في محافظة عمران.