“الواقع الجديد” الخميس 13 اغسطس 2020م / متابعات
قال نيستور أوموهانجي ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، إن اليمنيين يعانون أدنى مستويات المناعة وأعلى مستويات الضعف الحاد في العالم، وأن 10 ملايين شخص باتوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وأضاف أوموهانجي، في مقابلة مع الأناضول: “بعد خمس سنوات من الصراع يعاني الناس في جميع أنحاء البلاد من أدنى مستويات المناعة وأعلى مستويات الضعف الحاد في العالم، حيث يعتمد 80 % من سكان (24 مليون نسمة) على مساعدات إنسانية للبقاء أحياء، بينما ربع السكان يعانون من سوء التغذية، والكثير منهم يعانون من سوء تغذية حاد”.
وأفاد أوموهانجي بأن الإجراءات الوقائية الأساسية -كغسل اليدين- ليست خياراً للعديد من اليمنيين، فأكثر من 17 مليون شخص يحتاجون إلى الدعم لتلبية احتياجاتهم الأساسية من المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، محذراً من انهيار وشيك للنظام الصحي، حيث تعمل نصف المرافق الصحية فقط بشكل جزئي.وأشار إلى أن عدد من يصابون بعدوى فيروس كورونا في اليمن من المحتمل أن يصابوا بها بشكل أكبر وأكثر من أي مكان آخر في العالم”.
وحول تأثيرات كورونا على الأمهات أجاب أوموهانجي: “من المعروف عامة أن النساء الحوامل يخضعن لتغيرات جسدية يمكن أن تجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الخطيرة، لذلك تجب معالجتهن بأولوية قصوى”.
وأفاد بأن 20 % من النظام الصحي يقدمون خدمات لصحة الأم والطفل، وتعاني أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية، وتحتاج 9.1 مليون امرأة وفتاة إلى الدعم لتلبية احتياجاتهن الأساسية من المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
وقال أوموهانجي: “اضطر الصندوق إلى تعليق تقديم خدمات الصحة الإنجابية في 140 من 180 مرفقاً صحياً مدعوماً منذ بداية العام بسبب كورونا، ونقص التمويل”.
وأضاف: “في بداية 2020 وضعنا خطة استجابة شاملة لليمن من أجل الوصول إلى4.1 مليون امرأة وفتاة بخدمات منقذة للحياة، ومناشدة للحصول على 100.5 ملايين دولار، وحتى الآن تم الحصول على 52 % من التمويل المطلوب.
يحتاج الصندوق إلى 43 مليون دولار لاستمرار الوصول إلى النساء والفتيات، مع مبلغ إضافي هو 20 مليون دولار إلى الاستجابة لكورونا الذي أربك النظام الصحي”.
وأشار بالقول إلى أن نقص خدمات الصحة الإنجابية سيزيد من هشاشة النساء والفتيات الفئة الأكثر ضعفاً في الصراع.
واستطرد: “حياة مليوني امرأة وفتاة في سن الإنجاب ستكون في خطر، لأنهن سيفقدن إمكانية الحصول على خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة”، مشيراً إلى أن من المحتمل أن تموت 48 ألف امرأة من مضاعفات الحمل والولادة، كما أن نقص التمويل يعني أيضاً أن العاملين في وحدات الصحة الإنجابية وأجنحة الولادة لن تكون لديهم المعدات واللوازم الوقائية الشخصية من العدوى بما فيها كورونا، مما يزيد من تعرضهم للخطر وتعرض الأمهات للعدوى.
وأوضح أوموهانجي أن الصندوق في 2019م دعم (235) من المرافق الصحية، و(3,800) من العاملين بمجال الصحة الإنجابية، ووصلت خدمات الصحة الإنجابية إلى أكثر من 1.5 ملايين امرأة وفتاة، مؤكداً أن “الصندوق هو المستجيب الأول لأزمة كورونا في اليمن.
ونحن نوفر بشكل عاجل المعدات الطبية والوقائية المنقذة للحياة لمساعدة العاملين الصحيين بالخطوط الأمامية في إنقاذ الأمهات والأطفال”.
وشدد أوموهانجي على أن “المساعدات الإنسانية ليست الحل لأية أزمة إنسانية في أنحاء العالم، فعملية السلام هي وحدها التي ستوقف معاناة الملايين من الأبرياء، ولا سيما النساء والفتيات”.
وختم قائلاً: “في صندوق الأمم المتحدة للسكان ما زلنا ملتزمين بحماية النساء والفتيات في اليمن، والحفاظ على سلامتهن وصحتهن ليعشن برفهٍ وكرامة، وسنواصل العمل مع جميع الشركاء لضمان استجابة إنسانية قوية للشعب اليمني، وخاصة النساء والفتيات”.