“الواقع الجديد” الثلاثاء 11 اغسطس 2020 / متابعات
يـسيطر إخوان اليمن على المؤسسة العسكرية التابعة لحكومة هادي منذ سنوات وينفذون عن طريقها مشروعهم بعيداً عن واجبات هذه القوات من دحر المليشيات الحوثي وتأمين المناطق المحررة أو الواقعة تحت سيطرتها.
لجأت جماعة الإخوان المسلمين في اليمن “حزب الإصلاح” إلى إنشاء معسكرات خارج إطار المؤسسة العسكرية رغم سيطرتها على هذه المؤسسة على الأقل في الوقت الحالي.
لجوء الجماعة الإخوانية إلى تشكيل هذه المعسكرات في محافظات واقعة تحت سيطرتها كـ(تعز ومارب وشبوة) يضع أسئلة عدة حول هدفها من هذه الخطة.
حشد تعز ومعسكر يفرس
بدأت المعسكرات الخارجة عن إطار وزارة الدفاع “الشرعية” في محافظة تعز وسط البلاد حين افتتحت قيادات إخوانية معسكرات بدعم من قبل دول خارج إطار التحالف العربي بل ومناهضة له وتعمل لأجل مشاريع أخرى متقاربة مع المشروع الإيراني في المنطقة.
بدعم قطري تركي افتتحت معسكرات ما سمي الحشد الشعبي، وهو اسم أطلقته جماعة الإخوان رسميا على قوات أُنشئت دون أي قرار لوزارة دفاع هادي، وتخرجت دفاعات حضرت تخرجها قيادات إخوانية ونشرت مواقعها الاخبارية عن ذلك التخرج لهذه القوات تحت مسمى الحشد الشعبي.
إلى ذلك افتتح القيادي الإخواني الذي يسكن في اسطنبول حمود المخلافي معسكرا مليشياويا تحت اسم معسكر “يفرس” في محافظة تعز منذ أكثر من عام دون أي صلة له بوازرة الدفاع اليمنية وحكومتها.
المخلافي استدعى لهذا المعسكر الجنود من أبناء تعز المرابطين في الجبهات وخاصة الحدود مع المملكة العربية السعودية، ودفع لهم أضعاف المرتبات التي كانوا يتسلمونها في محاولة لاستقطابهم وتسليم الحدود اليمنية السعودية لجماعة الحوثي.
يبسط الإخوان سيطرتهم على المناطق المحررة في تعز، ويقدمون أسوأ نموذج للدولة في تلك المناطق التي انتشرت فيها الجماعات الإرهابية وعمليات الاغتيالات واغتصاب الأطفال في ظل حكم الإخوان.
مارب.. ومعسكرات المخلافي
في محافظة مارب، حاضنة الإخوان ومصدرهم المالي في الوقت الحالي، تتخذ المليشيات معسكرات لها بعيدا عن الأضواء والإعلام لا يعلم الكثير من القادة تتبع من. هذه المعسكرات لم تدخل في معركة قط مع جماعة الحوثي التي تستهدف مجمع المدينة الحكومي بصورة يومية وتسيطر على مناطق واسعة في المحافظة.
معسكرات، بحسب مصادر خاصة، في مارب يشرف عليها ماليا القيادي الإخواني “حمود المخلافي” ويقوم بتدريبها قيادات إخوانية في معسكر النصر الواقع في مدينة مارب.
هذه المعسكرات رفدت منذ أسابيع قائد اللواء الرابع حماية رئاسية الإخواني مهران القباطي بجنود وعتاد وصل إلى مدينة شقرة للقتال في محافظة أبين.
المصادر أكدت وصول ما يقارب 200 جندي وعدد من الأطقم إلى مدينة شقرة والانضمام إلى قوات القباطي في جبهة الطرية، وهو ما أثار غضب قائد القوات المشتركة في شقرة العميد سند الرهوة الذي أبدى انزعاجه من هذه القوات التي لا تخضع لوزارة الدفاع وللقيادة في شقرة، لكن القباطي أدخلها إلى الجبهة.
وصول جنود المخلافي إلى شقرة أكده ناشر صحيفة “الامناء العدنية” الإعلامي عدنان الأعجم في تغريدة له منذ يومين، حيث قال إن كتيبتين من قوات المخلافي وصلتا إلى شقرة منذ أيام.
الأعجم ناشد التحالف العربي التدخل ووقف هذه القوات التي تخضع لأطراف خارجية معادية لليمن والتحالف.
شبوة.. مليشيات بأموال قطرية
في شبوة الواقعة تحت سلطة الإخوان افتتحت مؤخرا معسكرات تدريبية لا تخضع لوزارة دفاع هادي وحكومته، يقودها وزير مستقيل موال لقطر وتركيا.
منذ أكثر من شهرين نشر الإعلام السعودي عن خيانة وزراء في حكومة الشرعية لليمن والتحالف لأجل المشروع القطري التركي، وحدد الإعلام السعودي عبر قنواته وصحفه الرسمية وزير النقل صالح الجبواني كأحد هؤلاء الوزراء الذين خانوا بلادهم ووالوا المشروع القطري التركي، وفي الأثناء كان الجبواني يزور اسطنبول ويوقع اتفاقيات أعلنت حكومة هادي عبر وكالتها الرسمية “سبأ” بأنها لا تعترف بها ومن ثم أصدر رئيس الحكومة معين عبدالملك قرارا بإيقاف الجبواني عن العمل وتكليف سالم الخنبشي بديلا عنه في وزارة النقل.
أعلن الجبواني استقالته من الحكومة ودشن حملة استهدفت التحالف وتحديدا المملكة العربية السعودية.
عاد الجبواني عبر سلطنة عمان إلى محافظة شبوة وبدأ العمل الذي وكل به بإنشاء معسكرات خارج إطار “الشرعية”.
منذ شهر تخرجت أول دفعة تابعة لقوات “الجبواني”من مدرسة الأوائل في عتق بحضور أعضاء الهلال الأحمر التركي الذي ينشط في المحافظة في الأشهر الماضية، لكنه غاب الحضور الرسمي لسلطة ابن عديو وأجهزته الأمنية والعسكرية عن الحفل.
بحسب المصادر يواصل الجبواني عبر مندوبيه صرف مرتبات القوات في مدرسة الأوائل وهي التي لم تتخرج منها أي دفعة من قبل، حيث من المتعارف عليه في المحافظة تتخرج جميع الدفعات منذ سنوات وحتى الآن في محور عتق حيث تتواجد المعسكرات التدريبية.
ما وراء إنشاء مليشيات في الوقت الحالي؟
السؤال الذي يبادر إلى ذهن كل يمني، ماذا تريد جماعة الإخوان من إنشاء المعسكرات في الوقت الحالي خارج إطار المؤسسة العسكرية التي هي اصلا تقع تحت سيطرتها.
يرى مراقبون أن اتفاق الرياض واكتشاف التحالف وتحديدا السعودية أن جماعة الإخوان في اليمن تعمل لمصلحة المشروع التركي القطري في المنطقة والذي خرج للعن مؤخرا وبدأ بالتوسع جعل الجماعة تنشئ مليشيات خاصة بها، وهي التي ترى أن المؤسسة العسكرية قد تسحب منها في أي لحظة بأمر التحالف.
يرى الإخوان أن لا مستقبل رسمي لهم في اليمن “فكرت” الجماعة أصبح محروقا شعبيا ولا قبول لها إقليميا، ومن خلال ذلك لجأت إلى إنشاء هذه المعسكرات والجماعات وتحالفت مع التنظيمات الإرهابية.
ودعا ناشطون التحالف العربي إلى اتخاذ أشد الإجراءات ضد القيادات التي تقوم بتشكيل قوات تابعة لدول وأطراف خارجية لا تريد الخير للبلاد وتسعى بكل قوة إلى إفشال التحالف والشرعية واستعادة البلاد من حلفاء طهران.