((الواقع الجديد)) الاحد 6 نوفمبر 2016
بقلم / أحمد بوعابس
حدث في الثاني من نوفمبر سنة 2015
أستيقظت مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت على يوم مميز وحدث ينذر بكارثة ستضرب المدينة .
كان الحديث يتداول على ألسن الناس والتحذيرات تلوح من كل النواحي ..
بدأت الرياح تهب والبحر يرتفع على غير العادة.
في تلك الأثناء وفي ذاك التاريخ كانت مدينة المكلا تخلو من الحكومة والسلطة وشبة انعدام الخدمات ولكن لم يتركها أبناؤها من مشائخ وأعيان وعامة في أصعب الظروف كانت هناك أجتماعات على صعيد المربعات التي قسمت والاحياء والمناطق ، ورتبطت القلوب مع بعضها ، وساهمت الجمعيات والحركات المجتمعية والتجار ورجال الأعمال ، ورفعت الجاهزية من أبطال أبناء المكلا ، وتحركت تلك المجاميع الشبابية والملتقيات في توعية الناس وإخلاء المناطق والاحياء التي سوف تتضرر بسبب ارتفاع الامواج ..
بعد العصر .. توجه الناس لرص السواتر الترابية على المناطق التي سوف تدخلها المياة تم إخلاء المستشفيات التي قرب البحر ..
بدأت المستشفيات ترفع الجاهزية القصوى وكذلك تنشطت المنابر الاعلامية لتوعية الناس كيفية التعامل مع الحدث القادم ..
وبعد المغرب .. امتلأت المساجد بالمصلين ارتفعت الايدي تطلب الرحمة ، والشيوخ وكبار السن والأطفال والنساء في بيوتهم ترفع كلمة “يالله” وكان اليقين بالله في قلوب الناس ..
زادت الروابط الإجتماعية والكل يسأل عن أهالي الحي وكان مشهد غاية في الجمال من التعاون الإجتماعي بين الأهالي ..
بعد العشاء .. أشتدت العاصفة وكان الناس في بيوتهم يذكرون الله ويتداولون الحديث عن الاعصار وما سيخلفه !! ، أشتد الاعصار أكثر ازدادت الأمطار وموجة الرياح الشديدة وأصوات البحر المخيفة حتى ظلت القلوب بين الخوف واليقين والثقة بفرج الله .
انقطعت الكهرباء والإتصالات على مدن ساحل حضرموت كاملة ولكن لم تنقطع الروابط بالله ثم القلوب ببعضها البعض ..
وبقي الناس يفكرون كيف سيصبحون غدا !!
وبعد منتصف الليل في الثالث من نوفمبر .
ساد هدوء حذر وبروده حاده وكأنه ينذر بحدث رهيب قادم ..
فما هي لحظات حتى سالت السماء من الأمطار وهبت رياح شديدة تهاجم تلك البيوت القديمة في مدينة المكلا وأرتفع منسوب البحر أكثر والامواج تشير الى موعد مجهول ..
وكانت الساعة تذهب وتأتي ساعة أشد على الناس من هذا الاعصار ، وسيطر موقف الخوف والهلع على سكان المدينة لكن رحمه الله كانت قريبة .
بقي الحال يشتد ويزيد قوة حتى دخول عين الإعصار الشريط الساحلي من حضرموت ، هنا وفي هذه اللحظات كانت الرياح تهب بعنف وقوة وكانت لوائح الاعلانات والقوائم الارشادية وأعمدة المباني في الشوارع تتنافس على السقوط.
في ذاك الوقت فصلت مدن ساحل حضرموت إلى أجزاء مقطعة ومناطق متناثرة بسبب السيول الكبيرة التي سالت من الأودية والجبال ومتلأت الأرض بالمياة ، وانقطعت المناطق الغربية والشرقية عن مدينة المكلا.
في تلك الأثناء سطر أبناء المكلا أروع ملاحم التعاون المجتمعي والارتباطات الحضرمية الأصيلة في عملية الإخلاء والإنقاذ وتفقد الناس وحاجاتهم ، ساهم الكل وأدلوا بدلوهم في هذا التعاون .
بقي الحال مستمر حتى قبيل الفجر وكانت دعوات الناس وتضرعاتهم تلامس السماء وتطلب الرحمة من الخالق سبحانه وتعالى .
حتى شبة هدءت العاصفة مع طلوع الفجر ظهرت معالم الرحمة الربانية بأهل المدينة والتي خالفت توقعات الأرصاد الجوية .
هدءت العاصفة تدريجيا وبقيت الأمطار تهطل وخرج الجميع يجولون المناطق ليشاهدوا ما الآثار التي تركها إعصار تشابالا !
ظل الحديث يمر على ألسن الناس حول الاعصار ، والحمد والشكر والمنة لله تعالى الذي نجاهم في أحك الظروف الصعبة التي مرت على المدينة.
هذا الظرف العصيب الذي مر بالمكلا جعلني أقول (عذاب أريد “بضم الألف وكسر الراء” به رحمة ).