الإثنين , 23 ديسمبر 2024
1596977920.jpeg

هل سينجح مجلس الأمن في نزع فتيل التوتر القائم بين ” إثيوبيا و مصر و السودان” على سد النهضة

“الواقع الجديد” الأحد 9 اغسطس 2020 / متابعات / محمد عقابي

أثمرت المساعي الدبلوماسية التي بذلتها “الخرطوم” خلال الفترة الأخيرة في إعادة احياء المفاوضات الودية بين السودان ومصر وأثيوبيا ووقف التصعيد الإعلامي الذي يرافق الخلافات الدائرة بين البلدان الثلاثة بخصوص تداعيات إنشاء سد النهضة المائي.   

وبرز دور “السودان” بالدفع بالخلافات لقادة الدول الثلاث لتوفير الإرادة السياسية بدلاً عن الذهاب لمجلس الأمن او التمترس في تفاوض يدور في حلقة اظهرت تباين آراء الدول الثلاث بعد الإجتماع الأخير.  

 واعلنت كلاً من السودان ومصر بان زعمائها اتفقوا مع القادة الأثيوبيون على ألا تبدأ إثيوبيا في ملء سد النهضة في حال عدم التوصل لإتفاق بين الدول الثلاث خلال أسبوعين، في المقابل اعلنت الحكومة الإثيوبية عزمها المطلق بدء ملء سد النهضة في غضون أسبوعين.  

 وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” ان البلدان الثلاثة اتفقت على مواصلة الحوار والتوصل الى اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين.

   وأضاف البيان : من المقرر ان تبدأ “إثيوبيا” ملء السد في غضون الأسبوعين القادمين وأثناء ذلك ستستمر أعمال البناء والإنشاء المتبقية، مشيراً الى ان في هذه الفترة قد توصلت الدول الثلاث الى اتفاق نهائي بشأن بعض المسائل العالقة التي عرقلة مسار الحوار في السابق. 

  وأوضح البيان ان الإجتماع قد قرر أيضاً إخطار مجلس الأمن الدولي بأن الإتحاد الافريقي لديه الحق في النظر في المسألة.   من جانبه قال “موسى فكي” رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي في تغريدة له على “تويتر” ان زعماء الدول الثلاث المتنازعين على مياه سد النهضة اتفقوا على عملية يقودها الإتحاد الافريقي لحل القضايا العالقة والشائكة بينهم.   

في الأثناء قال رئيس الوزراء السوداني “عبد الله حمدوك” في بيان صحفي ان الزعماء الثلاثة قد اتفقوا على إستئناف المحادثات التي توقفت الأسبوع الماضي. 

  واشار البيان الى ان الإجتماع قد تمخض عنه الإتفاق على ان تبدأ المشاورات والمفاوضات على مستوى اللجان الفنية فوراً بغية الوصول إلى حل نهائي في غضون أسبوعين بحسب المقترح الأثيوبي، كما تم الإتفاق على ان يتم تاجيل ملء السد الى ما بعد التوقيع على هذا الإتفاق.  

 وقالت الرئاسة المصرية في بيان عقب القمة ان إثيوبيا لن تتخذ أية تدابير او إجراءات أحادية بشأن ملء خزان السد، ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” قوله : ان رؤية مصر في هذا الشأن تتمثل في أهمية العودة للتفاوض والعمل بجد حثيث من أجل التوصل في أقرب فرصة ممكنة إلى إتفاق حول سد النهضة مع العمل على تهيئة البيئة المواتية لنجاح هذه المفاوضات من خلال تعهد إثيوبيا بعدم الإقدام على أي خطوة أحادية الجانب.  

 وسعى وزير المياه الإثيوبي لتلطيف الأجواء المشحونة والمتوترة ليغرد عبر تويتر قائلاً : انه سيتم التوصل لإتفاق بين (إثيوبيا والسودان ومصر) يتعلق بملء سد النهضة في غضون أسبوعين الى ثلاثة أسابيع.   ولجأت “القاهرة” الى مجلس الأمن الدولي مع إصرار “إثيوبيا” على استغلال الأمطار الموسمية للبدء في الملء الأولي للسد الشهر المقبل بنحو 4.9 مليارات متر مكعب من المياه. 

  ويعقد مجلس الأمن جلسة يوم غد الأثنين لمناقشة طلب مصر المدعوم من الولايات المتحدة لاستصدار قرار يجبر إثيوبيا على الإنخراط في مفاوضات جادة حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة تنتهي باتفاق شامل وملزم مع “مصر والسودان” ومنعها من الملء الأول للسد إلا بعد التوصل الى إتفاق نهائي يتوافق عليه الجميع. 

  وتبذل جنوب افريقيا جهوداً كبيرة تحاول من خلالها إيجاد حلول جذرية لمشكلة مياه سد النهضة ولاحتوائها قارياً دون تدخل أطراف دولية أخرى وذلك بحسب ما دار في الإتصالين الهاتفيين اللذين أجراهما الرئيس الجنوب افريقي “رامافوزا بالسيسي” مع نظيره السوداني “حمدوك” اليومين الماضيين، فيما ترى مصر ان هذا الحراك يصب فقط في مصلحة إثيوبيا سيما وهو يسعى لإعاقة استصدار قرار بمنعها من ملء السد. 

  وكشفت مصادر مصرية لوسائل الإعلام ان “جنوب أفريقيا” تسعى حالياً ليكون الصوت الأفريقي موحداً في التصويت على مشروع القرار وكذلك في المناقشات يوم الإثنين بحيث يتجه الى تفعيل وساطة قارية وعدم فرض قرار بمنع الملء على إثيوبيا في محاولة للتأثير على العضوين الآخرين “النيجر وتونس”، كما تجري اتصالات بممثلي آسيا “أندونيسيا وفيتنام” للإنضمام الى الموقف الافريقي وتعزيزه. 

  وسعت “القاهرة” للعب دور متواز بين مجلس الأمن والإتحاد الإفريقي لتأمين مصالحها، وتقول “إثيوبيا” إن الإتفاق النهائي مع “السودان ومصر” بشأن القضايا العالقة يمكن ان تتم معالجتها خلال الأيام القادمة.   

وتظهر اللهجة الإثيوبية هذه تمسك “أديس أبابا” بموقفها في ملء السد الذي تبلغ قيمته 5 مليارات دولار، فيما ترى ان الإجتماع تحت رعاية الإتحاد الافريقي هو بمثابة إحياء للمفاوضات حتى يتم التوصل الى اتفاق في الوقت المناسب.  

 واكدت مصادر صحفية اثيوبية بانه لاصحة لما يتم الترويج له حول تأجيل ملء سد النهضة، وتضيف المصادر ذاتها : سيبدأ الملء في غضون اسبوعين دون تحديد موعد بعينه.   

وتستمر “إثيوبيا” في اكمال الجاهزية الفنية لبدء الملء على أمل التوصل الى إتفاق بحلول ذلك الوقت مع التلويح ببدأ الملء دون الإنتظار لمحطة التفاوض. 

  ويتوقع الإنتهاء من بناء المشروع الذي يبلغ إرتفاعه حوالي “147” متراً وطوله “1.8” كيلومتر ولا يفصله عن الحدود السودانية سوى “15” كلم بحلول العام 2023م.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.