الثلاثاء , 5 نوفمبر 2024
900x450_uploads202008e206ad8e58

باحثة أمريكية: لا يمكن الوثوق بحزب الاصلاح وليسوا جادين في محاربة الحوثي

“الواقع الجديد” السبت 8 اغسطس 2020م / متابعات

يعتبر الفيديو المسرب للقيادي في الجناح العسكري لحزب الإصلاح، ذراع الإخوان في اليمن، تكتيكاً إخوانياً لزرع الشك في كل الشركاء المناهضين لجماعة الحوثي ومشروعها في اليمن، بعد ما وصل حزب الإصلاح ليقين بتسببه بضرر كافٍ يمنع إعادة توحيد جميع الجماعات ضد الحوثيين.

هذا ما ذهبت إليه الخبيرة والباحثة الأمريكية، إيرينا تسوكرمان، وهي محامية لحقوق الإنسان والأمن القومي ومختصة بالشأن اليمني والتركي والجماعات الراديكالية، والتي أكدت أن التسريب يكشف كذلك أنه لا يمكن الوثوق بالإصلاح، وأنهم ليسوا جادين في محاربة الحوثيين فحسب، بل إنهم يستخدمون الصراع لمصلحتهم الخاصة منذ البداية، إذ إنهم كانوا مع الحوثيين طوال الوقت وانضموا إلى التحالف بهدف تقويضه والتسبب في مشاكل.

تقول تسوكرمان، في تصريح خاص لوكالة خبر، إن إخوان اليمن يحاولون مرة أخرى من خلال هذا الإجراء المتمثل في استعادة المبادرة وتعطيل التقدم المحرز، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة وحاسمة، تظهر أن التحالف جاد للغاية بشأن أهدافه ولن يسمح لهذه العناصر بتخريب أي عملية ضد مليشيا الحوثي.

التسريب يثبت كذلك -والكلام للباحثة الأمريكية- أن هناك خلافات حقيقية داخل صفوف حزب الإصلاح، ولذا لا يوجد سبب يمنع التحالف من استغلال هذه الخلافات ومفاقمتها.

وتستدرك بقولها، إنه مهما كانت الإجراءات التي يتخذها التحالف فلا ينبغي أن تبدو كرد فعل عاطفي على حادثة، بل كخطوة محسوبة لتطهير صفوفها من الخونة والمتلاعبين، وفرض الانضباط في وقت الحرب.

كما لا ينبغي الانخراط في عقوبات جماعية ضد جميع أعضاء الإصلاح على أساس عدم الثقة أو نتيجة لهذا التسرب، بحسب الباحثة تسوكرمان، والتي حثت أن تكون هذه الخطوات ضد إخوان اليمن بطريقة من شأنها تشويه سمعتهم وإحراجهم أمام أنصارهم.

والأهم من ذلك، يجب أن يعي الجميع أن الإصلاح حليف غير موثوق، وفق استنتاجات الباحثة الأمريكية من التسريب المصور، لذا فإنها تشدد على ضرورة اتخاذ تدابير في الواقع للاقتراب أكثر من القوات الجديرة بالثقة المناهضة للحوثيين واستغلال الوقت للمساعدة في جمع قادة كل هذه الجماعات اليمنية معاً حتى لو لم ينسجموا جميعاً بشكل طبيعي، ومنحهم جميعاً إحساساً بالمشاركة في أهداف مشتركة، وهي أنهم لا يقاتلون فقط ضد الحوثيين وتركيا وقطر، بل أيضاً يقاتلون من أجل مصلحة مستقبل البلاد.

وقالت يجب أن يتم تكليفها (القوات المناهضة للحوثيين من غير الإخوان) بمسؤوليات محددة تتعلق بالجهود الحربية التي هم الأفضل في أدائها ويمكن أن تساعدهم في تشكيل استجابة متماسكة وذكية لأي تهديدات ناشئة وكذلك منع ظهور أي تهديدات جديدة.

من المهم أن يعي جميع الأطراف المناهضة للحوثيين بأنه ليس الوقت المناسب للجدل حول المزيد من القضايا طويلة المدى حتى لا يستغلها الإصلاح وتركيا وقطر وآخرون لإحداث مشاكل، وفق توصيات الباحثة الأمريكية والتي قالت إنه بدون وجود حكومة شرعية على الأرض، يستطيع الإصلاح الادعاء بأنه الحكومة. لأن الخطوة التالية بعد هذا الاستفزاز بالنسبة للإصلاح هي استخدام أي عذر للانقلاب على الحكومة علناً وإحداث شرخ كبير وتشويه سمعتها تمامًا لدرجة أن المجتمع الدولي يضطر إلى الاعتراف بالحوثيين و / أو التحالف بين الإصلاح والحوثيين كسلطة شرعية، فهذا ما تعمل كل من تركيا وقطر وإيران من أجله.

وتؤكد الباحثة الأمريكية والخبيرة في الشأن اليمني، أن إخراج نفوذ تركيا وقطر هو مشروع طويل الأمد يجب القيام به بذكاء ودون التسبب في إشعال المواجهات التي تترك الحكومة والسعوديين في موقف ضعيف ومعزول سياسياً وعلى الأرض بفضل الجهود الدعائية التي يقوم بها كل هؤلاء المتطرفين.

وأشارت إلى أن هناك مخاوف مشروعة بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين حزب الإصلاح والحوثيين. ولهذا السبب، يجب على التحالف اتخاذ تدابير لحصر معلوماتهم بعناية شديدة وزيادة الأمن حتى يحين الوقت الذي يصبح فيه من الممكن التعامل مع قضية الإصلاح بطريقة سياسية مباشرة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.