“الواقع الجديد” السبت 8 اغسطس 2020م / متابعات
قدرت مصادر يمنية رسمية ومحلية ارتفاع عدد ضحايا السيول والأمطار إلى نحو 100 شخص خلال أسبوع في محافظات مأرب وصنعاء وريمة وإب وعمران والحديدة، في وقت تسعى فيه الحكومة الشرعية إلى تكثيف عمليات الإغاثة والإيواء بالتزامن مع تجاهل الميليشيات الحوثية لحجم الكارثة في مناطق سيطرتها.
وأفادت مصادر محلية في محافظة ريمة لـ«الشرق الأوسط» بأن الأمطار المتواصلة والسيول أدت إلى تهدم منزلين في مديريتي الجبين والجعفرية ما أدى إلى وفاة 11 شخصا جلهم من النساء والأطفال في ظل عجز الأهالي عن عمليات الإنقاذ.
وقالت المصادر إن السيول التي تدفقت في أنحاء المحافظة ذات التركيبة الجبلية والمنحدرة تسببت في تجريف مساحات زراعية واسعة، وسط مخاوف من أن تؤدي السيول المستمرة إلى كارثة إنسانية، بسبب انهيار الطرقات وعجز السكان عن التنقل للحصول على حاجياتهم من المؤن الغذائية. وفي العاصمة صنعاء الخاضعة لحكم الميليشيات الحوثية أفادت مصادر محلية بأن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم غرقا بسبب السيول التي غمرت حارة السد في منطقة نقم شرق المدينة.
وبينما أكدت المصادر التابعة للجماعة الحوثية استمرار تهدم المنازل الأثرية في المدينة التاريخية (صنعاء القديمة) لقي تجاهل الحوثيين للمأساة سخطا واسعا بين أوساط السكان والناشطين.
وبث الناشطون بمن فيهم الموالون للجماعة الحوثية صورا أظهرت حجم الدمار التي تسببت به السيول في الشوارع الرئيسية والأحياء، في الوقت الذي تواصل فيه الجماعة الاستعداد لحشد السكان اليوم (السبت) في تظاهرات بأنحاء متفرقة من العاصمة لإحياء ما تسميه «يوم الولاية».
وفي حين قدرت المصادر الحكومية والأهلية وفاة أكثر من 100 شخص خلال أسبوع فقط من السيول والأمطار في مختلف المحافظات، قدرت منظمات دولية تضرر أكثر من 30 ألف أسرة بسبب السيول التي ضربت مخيمات النزوح والأكواخ المبنية من القش بخاصة في محافظتي الحديدة وحجة. وعلى وقع هذه الخسائر في الأرواح والممتلكات، قال برنامج الغذاء الدولي في بيان على «فيسبوك» إن «آلاف الأسر في مناطق عديدة من اليمن تضررت نظراً للأمطار الغزيرة والسيول المتدفقة التي دمرت العديد من المنازل، وسُبل المعيشة».
وأشار البرنامج إلى أن «العديد من الأسر النازحة بسبب الصراع والتي تعيش في مأوى مؤقت، اضطرت للنزوح مجدداً بسبب السيول». مؤكدا أنه «يعمل بالتنسيق الوثيق مع المجتمع الإنساني لضمان سرعة حصول الأسر المتضررة على الدعم الذي تحتاج إليه».
وأوضح أنه «قام بتوزيع الحصص الغذائية للاستجابة الفورية للأسر في مأرب وسيتم الوصول لمناطق إضافية في الأيام المقبلة، ويتم إعطاء الأولوية في توزيع المساعدات الغذائية للمناطق الأكثر تضرراً من السيول».
وأبدى البرنامج الأممي «استعداده للاستجابة الطارئة ومتابعة الوضع عن كثب، خصوصاً في ظل توقع هطول المزيد من الإمطار».
وكانت مصادر حكومية في محافظة مأرب أكدت ارتفاع الضحايا جراء السيول إلى 21 شخصا، إلى جانب تضرر 17 ألف أسرة منها أكثر من 3666 عائلة باتت في العراء.
وأكدت الإحصائية الحكومية أن السيول جرفت ستة كيلومترات من الإسفلت و8 كيلومترات أخرى من الطرق المعبدة، فضلا عن تدميرها 43 بئرا وثلاثة محولات كهرباء والإضرار بشبكة الصرف الصحي وتدمير العشرات من المزارع وعزل المديريات عن بعضها.
في غضون ذلك أكد وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، حرص الحكومة على تسخير كافة الجهود والإمكانيات المتاحة والتنسيق مع المانحين والمنظمات من أجل تقديم الدعم الإنساني العاجل للمتضررين من السيول في كافة المحافظات.
وأوضح في تصريحات رسمية أنه «بناء على التنسيق المستمر بين الحكومة ممثلة باللجنة العليا للإغاثة ومنسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بهدف التدخل الإنساني العاجل في المحافظات التي تعرضت لآثار السيول والأمطار، في عدد من المحافظات قامت إحدى الوكالات الأممية في محافظة مأرب ببناء جدار بطول كيلومترين في موقع «جفينة» للتخفيف من مخاطر الفيضانات التي تهدد 3500 شخص، إضافة إلى تقييم الأوضاع في مديريتي صرواح والوادي وتوزيع المواد الإيوائية والغذائية للمتضررين في مديرية رغوان بمأرب.
وأشار إلى أنه تم في محافظة أبين (شرق عدن) توزيع مواد الإيواء والمواد غير الغذائية للمتضررين، وتقديم المساعدات الغذائية لـ60 أسرة وأنه سيتم استكمال التوزيع لعدد 780 أسرة متضررة إضافة إلى إعادة إصلاح الخيم المدمرة في محافظة الضالع.
وفي محافظة الحديدة، أكد الوزير اليمني توزيع مخيمات الإيواء والمواد غير الغذائية لعدد 822 أسرة نازحة في مديريتي الزهرة والقناوص، كما وعد بتوزيع مخيمات إيواء ومواد غير غذائية لعدد 1012 أسرة متضررة في القناوص والمنيرة، إضافة إلى توزيع المساعدات الغذائية لعدد 122 أسرة نازحة في الزهرة واستكمال توزيع المساعدات للمديريات المتضررة في المحافظة نفسها.
وشملت المساعدات المقدمة من قبل الوكالات الأممية توزيع مواد إيوائية ومواد غير غذائية لعدد 53 أسرة نازحة ومتضررة من مديرية بني قيس في محافظة حجة بالتزامن مع بدء في التدخل الإنساني لتغطية الاحتياجات في مديرية عبس والمواقع المتضررة في مديرية أسلم، وبين فتح أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بادر منذ اليوم الأول للآثار الناتجة عن الأمطار والسيول في عدد من المحافظات بتوزيع المساعدات الإنسانية العاجلة في محافظات مأرب وحجة والحديدة، وتم التنسيق بين المركز ومنظمات الأمم المتحدة لتقديم الدعم العاجل للمتضررين في محافظات (الحديدة وعمران ومأرب وأبين والضالع وحجة والمحويت).
في السياق نفسه كان رئيس الحكومة المكلف معين عبد الملك وجه بإعطاء جهود الإنقاذ والإغاثة للمواطنين والنازحين المتضررين من سيول الأمطار الأولوية القصوى، وتوفير البدائل اللازمة لهم في المناطق الأكثر تضررا، وتنفيذ التدابير العاجلة لتصريف مياه السيول، وتحشيد كل الإمكانات والوسائل المتوافرة لذلك.
وذكرت المصادر الرسمية أن عبد الملك هاتف محافظ حجة عبد الكريم السنيني، واطلع منه على حجم الأضرار التي حدثت للمواطنين والنازحين والممتلكات العامة والخاصة جراء سيول الأمطار، في عدد من مديريات المحافظة، والتقييم الأولي للأضرار بناء على الزيارات الميدانية لهذه المديريات.
وشدد رئيس الوزراء اليمني – بحسب ما نقلته وكالة «سبأ» – على ضرورة تكثيف الجهود الميدانية ومعالجة الاحتياجات العاجلة أولا بأول وفي مقدمها الأضرار البشرية، وتوفير مأوى للنازحين ومن تضررت منازلهم، وفتح الطرقات الرئيسية والفرعية وتصريف مياه الأمطار، ورفع المخلفات.