((الواقع الجديد)) الأربعاء 1 يوليو 2020م / متابعات
بقلم – د. أمين القعيطي
القصاص لدم الشهيد النبيل نبيل القعيطي والانتصار لقضيته مطلبنا وهدفنا الرئيس، ولن نحيد أو نميل عن هذا الهدف والمطلب قيد أنملة، نثمن كل الجهود التي بذلت وما زالت تبذل من أجل ذلك، ونريد من قياداتنا السياسية المزيد، نطلب منها حث الأجهزة الأمنية للقيام بدورها على أكمل وجه وتوحيد صفوفها، فدم الشهيد أمانة في أعناقهم، فخيوط الجريمة وملابساتها كثيرة، وما تم التوصل إليه من قبل بعض الشرط والأجهزة الأمنية المهتمة كثيراً بالقضية مهم جداً، وعليهم دعم هذا الاتجاه، وكسر يد الطول لمن يريد تمييع القضية، فخلال متابعتنا وجدنا أشياء لا تسر، ولن نكشف إلا ما نراه مهماً يساعدنا في توجهنا، فهناك من المشتبهين من تم الإفراج عنهم بضمانة وتوسطات قيادات عسكرية كبيرة كانت إلى الأمس القريب تتبع الشرعية، وهذا يدل على خطر كبير قادم إذا لم نتكاتف ونوحد صفوفنا وأجهزتنا الأمنية، فمثل هذا العمل يضع علامات استفهام كثيرة، فينبغي الوقوف حيالها بحزم، خاصة أن من تم الإفراج عنهم هم المسلحون الوحيدون في مسرح الجريمة، يطلون مباشرة على منزل الشهيد ولديهم تصاريح حمل سلاح حديثة، وبحوزتهم مبالغ مالية تصل إلى أكثر من ٣٠٠ ألف ريال سعودي، وبطائق وجوازات جاهزة للتنفيذ والانطلاق، فإن لم يكونوا المخططين والداعمين فمن يكونوا إذن، وبأي حق يتم الإفراج عنهم وتحت أي مسوغ قانوني يتم الإفراج ولم يرجع أحد إلى أولياء الدم أو أسرة الشهيد أو لجنة المتابعة؟!
وعليه نطلب ثانية اللقاء بقياداتنا السياسية، خاصة اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الإدارة الذاتية للجنوب، والأخ أوسان العنشلي لمعرفة ما يدور، واطلاعنا إلى ما توصلوا إليه، وكذا اطلاعهم على ما توصلنا إليه كلجنة متابعات مع بعض أجهزة الأمن النزيهة والجادة بعملها، لتوحيد كل الجهود للقبض على القتلة والكشف عن من وراءهم، وعدم السماح لقوى الشر وقيادات المكر من اختراق صفوفنا وتمييع القضية، فدم الشهيد نبيل رحمة الله عليه يهمنا جميعاً، والانتصار لقضيته انتصار للقضية الجنوبية العادلة ولدم الشهداء الذين اغتيلوا بدم بارد وبنفس الأيادي الآثمة التي تسرح وتمرح بتصاريح معروفة الهوية ومعروف من يقف وراءها، وهذا هو مطلبنا قبل أي فعالية تأبينية أو غيرها وإن كنا نعمل لأجل هذا مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تبنى الأمر، كمسؤولية أخرى ملقاة على عاتقنا، وعملنا هذا لا يعني التخلي ولا يمكن أن يكون على حساب هدفنا ومطلبنا الرئيس، إنما ثقة منا منحناها قيادتنا السياسية ليقينا أنها جديرة بالوصول إلى القتلة والقبض عليهم قبل التأبين الذي لم نحدده بزمن إلا زمن القبض على القتلة؛ لأن قضية الشهيد نبيل القعيطي رحمة الله عليه واضحة المعالم، وخيوط الجريمة كذلك واضحة واستدلالاتها كثيرة، وما توصلنا إليه كلجنة متابعات مهم بل مهم جداً، كما أسلفنا، ولكن نحتاج إلى دعم شعبي وإعلامي وحراك سياسي وسياج أمني قوي لتحرك مجريات القضية باتجاهها الصحيح، وكما أسلفنا أيضاً ينبغي قطع دابر الكائدين وهم كثر للأسف الشديد وجلهم قيادات عسكرية تقوم بدور الوسيط وتلعب بالحبلين لا يهمها سوى تمييع هذه القضية كما ميعت جميع القضايا السابقة، وأقولها بكل صراحة أن عملهم وتنظيمهم أكبر أثراً من عملنا وتنظيمنا، والدليل أنهم استطاعوا بمكر أن يستخرجوا من النيابة أمر إفراج عن أبرز المشتبهين بهم بضمانة ووساطة قائد عسكري كبير، فهؤلاء يقفون دائماً صداً منيعاً لإضعاف أي جهاز أمني يريد التحرك بجدية في أي قضية.
لا يهمنا ذلك كثيراً بقدر ما يهمنا الآن أن هناك معلومات وخيوطاً كثيرة تمكن أجهزة الأمن للوصول إلى القتلة إذا ما تم توحيد عملهم ودعموا ووجهوا التوجيه الصحيح، وبهذا الجهد ستتلاشى أدوار كل الأياد الخبيثة التي تحاول إخفاء وطمس الحقيقة وإن كانت كثيرة، فهم كفص ملح سرعان ما يذوب إن وجد المذيب، أو كزبد البحر يضر ولا ينفع ثم يتلاشى مع ضربات موج البحر القوية، فنطالب باللقاء والتحرك السريع للضغط على توحيد عمل كل الأجهزة الأمنية، والتحقيق الجاد فأكاد أجزم أن القتلة ومن يقف وراءهم معروفون بالاسم لدى أكثر الشرط والأجهزة الأمنية، باقي القرار الحاسم والصارم والشجاع، القرار السياسي أولاً لدعم توجهات هذه الأجهزة الأمنية التي تعمل بصمت وبمسؤولية، ثم حث النيابة لإخراج أمر قبض قهري وفتح ملف القضية للتحقيق الجاد، وستتساقط كل الأوراق، وتقدم للعدالة كل الأيادي الآثمة، كما نطالب بالتضامن الشعبي والإعلامي والحقوقي، فهذا التضامن مهم جداً في هذا الوقت.
هنا نستطيع القول إنا انتصرنا لقضيتنا الجنوبية العادلة أولاً، ثم لدم الشهيد النبيل نبيل القعيطي ثانياً، كما انتصرنا لدماء كل شهداء الجنوب، وإلا فمسلسل الاغتيالات سيستمر، وقد اغتيل بعد نبيل وبنفس المكان أكثر من واحد، والله أعلم على من يكون الدور القادم، أرجو أن تكون رسالتي واضحة للجميع ولا لبس فيها، فما يهمني كممثل رسمي وإعلامي لأسرة الشهيد، وكعضو في لجنة المتابعات سوى دم شهيدنا والقصاص لابننا الذي أزهقت روحه في عز النهار وأمام منزله، وهذا الفعل الإجرامي ليسى خفياً على أجهزة الأمن بل موثق بالصوت والصورة وشهود الإثبات لديهم كثر، فمتى ننتصر لدم الشهيد وقضيته إن لم ننتصر الآن، أما نحن كأولياء دم وأسرة شهيد ولجنة متابعة فلا نحيل أو نميل عن مطلبنا وجهودنا متواصلة ليل نهار ومع كل الأطراف والمصادر للوصول إلى القتلة، وقد جعل الله لنا سلطاناً ومنهاجاً نسير به وعليه، وإنه لناصرنا، ونحن على ثقة تامة بنصرة الله وسلطته القوية المتينة وإن خذلتنا كل السلطات، ومع ذلك لاتزال ثقتنا عالية بنصرة قيادتنا السياسية الجنوبية، ووقوفها المطلق إلى جانبنا وإنها لن تخذلنا أبدا…
د أمين القعيطي
المتحدث الرسمي عن أسرة الشهيد نبيل القعيطي، والممثل الإعلامي للجنة المتابعة عن قضيته والاقتصاص لدمه.
١/ ٧/ ٢٠٢٠م.