“الواقع الجديد ” الخميس 28 مايو 2020 م/خاص
بعد تفوقها عالمياتبدأ دولة الإمارات العربية المتحدة الأحد المقبل مرحلة جديدة من التعايش مع جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، حيث يبدأ العمل في جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات الاتحادية بنسبة 30%، وذلك في إطار الخطط التدريجية للعودة الكاملة للعمل. وجاءت هذه الخطوة ضمن حزمة من السياسات والإجراءات الرامية إلى تعزيز استمرارية العمل الحكومي والعودة التدريجية للموظفين وتقديم الخدمات الحكومية وبالتوازي مع تطبيق نظام العمل عن بعد لعدد من الفئات التي تم استثناؤها من القرار. وفي الوقت الراهن بات التعايش الوسيلة الأمثل مع الفيروس الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية عن عدم توفر لقاح ضد الفيروس حتى الآن مما يستدعي التعايش معه بشكل طبيعي، بعد أن بدأ عدد المصابين في العالم يقترب من الـ6 ملايين، وبدأت الكثير من الدول فعليا ومنذ أسابيع في العودة الطبيعية للحياة مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية. وتعد الإمارات من بين أفضل الدول في مواجهة جائحة فيروس كوفيد-19 حيث احتلت المركز الأول عربيا و18 عالميا في كفاءة وفاعلية العلاج خلال الجائحة وفقا لاحد مراكز الابحاث البريطانية. وأبدت الإمارات منذ بداية الأزمة استعدادها الكامل لمواجهة الجائحة وكرست إمكانياتها كافة وخصصتها لتقليل الخسائر البشرية بالدرجة الأولى، مما يؤكد للعالم أجمع أن دولة التسامح والإنسانية لا تمنح الأمل فقط لمواطنيها ومقيمها بل امتدت أياديها البيضاء لتكتسح العالم في ظروف قاسية وقاهرة تمر بها أعتى اقتصاديات القوى العظمى . وأظهرت القطاعات الحكومية المختلفة جاهزية عالية مكنتها من مواصلة عملها بفاعلية حيث كانت المرونة في مقدمة الإجراءات التي تم اتخذها ودعم القطاعات المتخصصة، فقد تم تفعيل منظومة التعليم الافتراضي لحوالي مليون و200 ألف طالب وطالبة من مختلف المدارس والجامعات. وتم تفعيل قطاع العمل من خلال تطبيق نظام العمل عن بعد في معظم الجهات الحكومية، كما أتاحت أغلب الجهات الحكومية للمواطنين والمقيمين إنهاء معاملاتهم الرسمية كافة عبر المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية. وقال البرفيسور هادي التيجاني رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للجودة في تصريح لوكالة أنباء الإمارات، إن قدرة الإمارات على إدارة أزمة (كوفيد-19) ومرونتها الكافية للتعامل مع هذه الجائحة غير المسبوقة عالميا مكنتها من تجاوز الأزمة نظراً لما تتحلى به قيادتنا الرشيدة من الحكمة والرؤية الثاقبة التي مكنتها من تصدر دول العالم في السيطرة على تداعيات الجائحة وعودة الحياة لطبيعتها وبشكل تدريجي ووفقا لخطط مدروسة. وتوقع البرفيسور هادي التيجاني أن نتجاوز الأزمة على المدى القصير خلال الشهر المقبل بنسبة 100% وهذه أيضا غير مسبوقة وتحسب للإمارات بعد أن وضعت الأسس والضوابط الراسخة لتعود الحياة لطبيعتها من جديد. وأشار إلى أن قيادة الإمارات كانت حريصة كل الحرص على دعم القطاعات الأهم وفي مقدمتها القطاع الصحي وتقديم الرعاية الصحية لجميع المواطنين والمقيمين مما ساعد وبشكل كبير بفضل الإجراءات الاحترازية وفرض التباعد الاجتماعي مما انعكس إيجابيا من خلال زيادة عدد المتعافين. وتابع: “نجد أن القطاعات الاقتصادية والصناعية الأخرى بدأت تعود لممارسة نشاطاتها تدريجيا وكل هذه الإجراءات تؤكد لنا مدى العقلانية والطريقة العملية التي أدارت بها القيادة الرشيدة للإمارات مما يعطي الناس الحماس الكافي للعودة لنشاطتها الطبيعية”. وبدوره، قال الدكتور أحمد الشريف نائب مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي: “بعد إعلان حكومة الإمارات عن عودة العمل في جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات الاتحادية بنسبة 30% اعتباراً من يوم الأحد 31 مايو/أيار الجاري، وبعد انقطاع لأكثر من شهرين ونصف، لأسباب وقائية، كان مردودها إيجابياً وواضحاً في دور حكومتنا الرشيدة في قيادة الأزمة بكل كفاءة واقتدار”. وشدد على ضرورة الالتزام بجميع التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة وكذلك المؤسسات الحكومية، إلى أن ينحسر فيروس “كورونا” كغيره من الفيروسات والأمراض التي تفشت في العالم على مر العصور وذهبت. وأكد أن الأنظمة الصحية الآن أصبحت أكثر استعدادا للتعامل مع الأوبئة العالمية، وسيظل هذا هو المعتاد بعد الأزمة.. قائلا: “والآن لابد أن نتعلم ونعي بأن كل فرد بالمجتمع مهم”. وأضاف الدكتور الشريف في هذا السياق: “يجب على الجميع تحمل المسؤولية فنحن في مجتمع واحد ويجب أن نحافظ عليه وإذا تحمل كل منا المسؤولية فذلك سيساعدنا على النهوض، وأن نعبر إلى بر الأمان.