الأحد , 29 ديسمبر 2024
13-05-20-50315827

الفجر الجديد.. رقصة إخوانية في الجنوب على إيقاع الحوثي

((الواقع الجديد)) الأربعاء 13 مايو 2020م / متابعات

 

يستميت حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، في حرف بوصلة الحرب، باتجاه مناطق الجنوب المحررة، وافتعال صدامات مع مكونات مناهضة للمشروع الحوثي، خدمة لأجندة الأخير.

ففي حين تداعت قبائل يافع التي تعد كبرى القبائل على مستوى الجنوب، لتلبية دعوة “النكف القبلي” لنصرة البيضاء، عقب قيام مليشيا الحوثي المسيطرة على المحافظة بقتل امرأة داخل منزلها في مديرية “الطفة”، حشد الإخوان مجاميعهم المسلحة من محافظتي مأرب وشبوة في محاولة لاجتياح أبين وعدن.

وفجر الاثنين اندلعت اشتباكات بين ميليشيات الإخوان، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بمديرية شُقرة جنوب محافظة أبين، عقب محاولة مسلحي الإخوان تحقيق مكاسب ميدانية على الأرض والتقدم نحو زنجبار.

وشنت مليشيا الإخوان التي تتحرك تحت غطاء “الشرعية”، والتي تتمركز في مدينة شقرة، هجوما واسعا عند صباح الاثنين، للسيطرة على منطقة الشيخ سالم وتطويق منطقة “قرن الكلاسي” الواقعتين في نطاق سيطرة القوات الجنوبية.

ولاحقا وصلت تعزيزات عسكرية من محافظتي مأرب وشبوة لمساندة المليشيا الإخوانية بعد انكسارها على الأرض، بينما دفعت القوات الجنوبية بتعزيزات كبيرة من محافظة عدن بدأت بعضها المشاركة في المواجهات.

وجاء الهجوم العسكري المفاجئ، بعد ساعات من إعلان عدن مدينة موبوءة بـ”كورونا”، ودعوة وزارة الصحة إلى تصحيح الوضع السياسي والإداري لمساعدة السلطات الصحية في مواجهة الفيروس وأوبئة الحميات والأمراض التي تفتك بالعشرات من سكان المدينة.

وقد تمكنت القوات الجنوبية من صد الهجوم وتدمير العربات المدرعة التي اقتحم بها مسلحو الإخوان المنطقة بغرض إيجاد موطئ قدم يسهل لهم التحرك نحو مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، والواقعة على بعد قرابة 15 كلم عن “الشيخ سالم”.

تناغم حوثي إخواني

ومقابل ما يبدو حماساً إخوانياً لتفجير الوضع عسكرياً في أبين وعدن، يسهل حزب الإصلاح تمدّد الحوثيين في شمال البلاد، على حساب تآكل نفوذ الشرعية، ناهيك عن ضلوع شبكة ضباط وزعماء قبليين مرتبطين بالجنرال علي محسن في عمليات تهريب شحنات أسلحة وذخائر للجماعة المدعومة من إيران.

وبدا واضحاً من التحرُّكات الأخيرة شرقي عدن، أن سيطرة تنظيم الإخوان على الشرعية وقواتها تضع الأخيرة في الجانب الآخر من الحرب التي يقودها التحالف، في اليمن، ضد المسلحين الحوثيين، كما أنها تترك شكوكاً حول دور اللاعب القطري.

ورغم الضغط العسكري الكبير من جانب مسلحي الحوثيين على مدينة مأرب، التي يتخذ منها إخوان اليمن حالياً معقلاً رئيساً، لم يتوقف تدفق القوات العسكرية الموالية للتنظيم نحو محافظة أبين، في مسعى لتفجير مواجهة مهلكة، مفتوحة على إملاءات قطر، مع قوات المجلس الجنوبي، تثلج صدور الحوثيين.

وعد التصعيد الذي تقوم به جماعة الإخوان المسلمين في بلدة “شقرة”، واستماتتها في تفجير الوضع العسكري، مؤشرا على تنامي رغبة الجماعة المدعومة من قطر وتركيا في حرف بوصلة الحرب نحو مكونات مناهضة للمشروع الحوثي وللتغول القطري والتركي في اليمن.

ويكشف لجوء حزب الإصلاح إلى تأزيم الوضع في الجنوب عسكريا عن مخطط لتسليم محافظات جنوب اليمن لجماعة الإخوان، بالتزامن مع اجتياح الحوثيين لمحافظة الجوف وتضييق الخناق على مأرب.

ويعتقد مراقبون أن رهان التيار الموالي لقطر داخل الشرعية بات منحصرا في تعويض خسارة حزب الإصلاح في جنوب اليمن، من خلال حشد المليشيا في منطقة شقرة لتكرار محاولة اجتياح عدن، بالتوازي مع تحركات عسكرية مشابهة في تعز شمال عدن.

ويأتي التصعيد الأخير على مشارف عدن في الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون التوسع في المناطق المحررة في شمال اليمن تأكيداً على حالة الاختراق القطري لمعسكر الشرعية، وتقويض مهمة التحالف العربي بقيادة السعودية من داخل حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي.

وقد أفصح عن هذا التوجه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، في خطاب بثه، الاثنين، التلفزيون الناطق باسم المجلس، حيث لفت إلى أن “الجنوب يتعرض لحملات تحشيد عسكرية غاشمة من قبل الحوثيين وميليشيات الحشد الإخواني، تاركة صنعاء ومأرب خلفها وموجهة قوتها وعتادها نحو الجنوب، رافعة شعارات جوفاء لتحرير المحرر ومن ثم تسليمه للحوثي وإيران كما حدث في الجوف ومأرب أو لقطر وتركيا كما حدث ويحدث في شبوة وتعز والمهرة”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.