السبت , 16 نوفمبر 2024

*”آلـ مشهور” .. كفى دماءً !!*

((الواقع الجديد)) الخميس 3 نوفمبر 2016م

بقلم / وهيب الحاجب

 

 

بالأمسِ كتبنا مقالاً نبهنا فيه بأن لا تنزلقَ قوات الحزام الأمني إلى مواجهاتٍ عسكرية مباشرة مع أي من القبيلتين المتحاربتين في تُلّب يافع ، وحذرنا من مغبة توسيع دائرة الصراع والفتنة في مناطق يافع بأي شكل من أشكال المواجهة ، وطرحنا رأينا ذلك  استشعاراً بالمسئولية نحو حقن الدم اليافعي آملين أن تُعطى مساراتُ السلم والحوار والصلح مساحةً أكبر وأوسع في خضم هذه الأحداث وهذه الفتنة اللعينة كي تُقام الحجة على “الباغي” وتُسد أمامه كل الذرائع والتبريرات .

طرحنا رأينا ذلك بكل صراحة حرصاً على بقاء بصيص من الأمل نحو الصلح ونافذة من نور نحو التسامح ولم الشمل وليس خوفاً على قبيلة أو مجاملة لأخرى أو تخاذلا أو قصورا في فهم حيثيات وجذور تلك الفتنة كما فهم منا بعض المندفعين والمتسرعين وفسره آخرون ، ففي حقيقة الأمر نحن لا نخاف على قبيلة بعينها أو عشيرة لذاتها بقدر ما نخاف ونتألم على الكيان اليافعي ككل .

وكما حذرنا أمس قواتِ الحزام الأمني من أي تسرّع أو  تهور غير مدروس والانزلاق في مستنقع المواجهة ها نحن اليوم نحذر قبائل بن حسن وآلـ مشهور تحديدا من أية حماقة تُرتكب ضد قوات الحزام الأمني ، فذاك إن حصل إنما هو آخر مسمار في نعش هذه القبيلة ، إذ أن أفراد وضباط ومنتسبي الحزام الأمني المرابطين في منطقة الصراع جلّهم -إن لم يكن كلهم- من أبناء يافع ، وبالتالي فإن الاعتداء عليهم أو الإضرار بحياة أي فرد منهم يعني كسب مزيد من الأعداء ومزيد المحاربين ضد قبائل بن حسن التي لا أعتقد أن بوسعها مجابهة قبائل يافع قاطبة فضلا عن مواجهة جهاز أمني محترف يمثل سلطة دولة إلى حد ما .

ومثلما رفضنا أمس -ولا نزال نرفض -استدعاء طائرات التحالف لضرب أهلنا ومناطقنا في يافع حقنا للدماء ها نحن اليوم نرفض تعنّد وتعنت آلـ مشور وندين بكل لغات العقل والمنطق بقاءهم داخل “محاجيهم” وتمترسهم في وجه الطرف الآخر الذي يمد يده للصلح والسلام وفي وجه جهود الأطراف المحايدة التي تسعى حثيثا لوأد الفتنة وإيقاف الحرب .

وعليه فإن لا خيار أمام آلـ حسن وفخيذة آل مشهور سوى الاتمتثال للسلام والصلح والانصياع لجهود الوساطة والأطراف المحايدة التي تقول إنها أوشكت على استنفاذ كل وسائل الحوار والسلم ؛ وهذا ما نخشى منه على إخوتنا وأهلنا من آلـ حسن .. والله وبالله وتالله إن الأمر لمقلق وإن الوضع جد خطير ومسؤوليتنا المهنية والأخلاقية والإنسانية والقبلية والشرعية تحتم علينا أن ندعو آلـ مشور بكل معاني الود والإخاء إلى أن يغادروا متاريس الحرب ويحيّدوا أسلحتهم الثقيلة جانبا فيمدوا أياديهم للسلم والصلح درءاً للفتنة وحفاظاً على مستقلبهم ومستقبل أولادهم ، فاستعداء الجميع ليس من الحكمة والعقل في شيء ، وتكليب الأعداء على أنفسهم ليس في صالحهم البتة !!

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.