((الواقع الجديد)) الأربعاء 15 إبريل 2020م / متابعات
دخلت المحادثات التي يجريها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث مع أطراف الصراع مرحلة جديدة من التقارب من شأنها أن تفتح نافذة للسلام إذا ما تمكن الجناح المعتدل في قيادة الميليشيا من الانتصار لموقفه المساند لخيار السلام في مواجهة الجناح المتطرف الذي يراهن على استمرار القتال، متجاوزاً مخاطر جائحة “كورونا” التي أطلت من شرق البلاد.
وخلافاً للتصريحات العدائية التي أظهرها الجناح المتطرف في قيادة ميليشيا الحوثي تجاه خطة السلام التي اقترحها المبعوث الأممي، أظهر الجناح المعتدل في الجماعة موقفاً إيجابياً من المقترحات محدثاً بذلك انفراجة قد تساعد على التوصل إلى اتفاق للسلام وتوحيد جميع اليمنيين لمواجهة جائحة “كورونا”.
الجناح المؤيد لاتفاق السلام والذي يتزعمه محمد علي الحوثي ذكر أنه تلقى رداً من المبعوث الدولي بخصوص رؤية الحل الشامل وأكد ضرورة إيقاف القتال واتخاذ تدابير اقتصادية وإنسانية لتحسين الأوضاع المعيشية للشعب اليمني، نافياً وجود اشتراطات خاصة في مقترحاته لإنهاء الحرب.
هذه التصريحات أتت بعد ساعات على تصعيد الجناح المتطرف داخل الجماعة والذي يعارض أي تهدئة ويسعى للتصعيد، حيث استمر هذا الجناح الذي يتحدث باسمه محمد عبد السلام والذي وضع جملة من الشروط للقبول بوقف إطلاق النار والذهاب إلى محادثات الحل السياسي الشامل، حيث قال إنه لا يمكن الذهاب إلى حوار إلا بعد رفع الرقابة على تهريب الأسلحة.
تقدم
ومع تأكيد مصادر سياسية أن النقاشات التي أجراها المبعوث الدولي ومساعدوه مع الشرعية وقيادة التحالف ومع ممثلي الميليشيا أحرزت تقدماً ملموساً في سبيل التوصل إلى اتفاق بشأن وقف القتال وتحسين الأوضاع المعيشية للسكان ومن ثم الذهاب لمحادثات سياسية شاملة، تضمن التوصل لحل شامل، فإن المواقف التي يظهرها الجناح المعتدل في الجماعة من شأنها أن تخلق رأياً عاماً في وجه الميليشيا لاستمرار القتال ومطالب بتوحيد جهود مكافحة جائحة “كورونا” التي تؤكد كل تقارير المنظمات الدولية أنها ستخلق كارثة غير مسبوقة في البلاد.
الأجهزة
ودخل التحالف والشرعية وهما مسنودان بإرادة دولية في سباق مع الزمن من أجل رفع كفاءة القطاع الصحي لمواجهة جائحة “كورونا” التي ظهرت في محافظة حضرموت شرق البلاد، وسارع التحالف ألي توفير الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة والمساعدة في تجهيز مراكز الحجر الطبي، وبالتزامن اتخذ قرار بوقف إطلاق النار من طرف واحد لكن الصراع وسط أجنحة الميليشيا حال دون تحقيق وقف فعلي للمعارك في معظم الجبهات حيث تواصل الميليشيا استهداف مواقع الجيش يومياً.
وتقدم التقارير الدولية صورة مرعبة للأوضاع في اليمن مع تسجيل أول إصابة بهذا الفيروس، حيث تؤكد أنه مع بدء موسم الأمطار المُتوقع في أبريل الجاري فإن من المُرجّح أن ترتفع حالة الإصابة بوباء الكوليرا مرة أخرى، عن المليون حالة في العام الحالي غير أن المواقف التي تظهرها بعض قيادات الميليشيا تعكس انعدام المسؤولية وسوء تقدير لخطورة الجائحة التي عجزت أمامها البلدان المتقدمة والاقتصاديات القوية.