“الواقع الجديد “الثلاثاء 3 مارس 2020م/خاص
لقد بحت أصوات أبناء هذا الوادي وتبخرت مناشداتهم ومطالباتهم المستمرة للجهات المسؤلة الإدارية والأمنية والعسكرية في الوادي والساحل وعلى رأسهم المحافظ، ولقوات التحالف العربي، لوضع حد لجرائم الإغتيالات والقتل التي يشهدها وادي حضرموت بين فترة وأخرى منذ فترة طويلة ، لكن للأسف الشديد ليس هناك مِنْ مَُجِيْبٍ، فرق الموت المحمولة على الدراجات النارية والسيارات، تعاود نشاطها في وادي حضرموت بعد توقف لعدة شهور، منذ مقتل قائد التحالف السعودي ( أبو نواف ) في عرشان مديرية شبام ورفاقه في العبر في عملية غادرة في التاسع عشر من سبتمبر 2019 م. الخميس السابع والعشرين من فبراير 2020 م، كان يوما داميا بحق وحقيقة ويوم نُحْسٍ في هذا الوادي المنكوب بجرثومة الإرهاب ، وبسلطة فاشلة عسكريا وأمنيا ، حيث خيّمَ الحزن والغضب والاستنكار بين صفوف مواطني هذا الوادي، في يوم واحد تحدث ثلاثُ جرائم قتل ، الأولى في قلب مدينة سيؤن وبداخل صيدلية ، يتم إغتيال المرافق الشخصي لقائد أمن مديرية سيؤن وأخذ سلاحه الشخصي ، بنفس الطريقة السابقة التي تعامل معها الإرهابيون مع ضحاياهم من منتسبي كتيبة الحضارم وقوات النخبة الحضرمية ، والتحرك إلى جهة غير معروفة من دون ملاحقة من أية جهة أمنية أو عسكرية كانت، علما بأن ظاهرة استهداف منتسبي المؤسسات الأمنية والعسكرية في الوادي، قد توقفت لعدة شهور بعد الحملات الأمنية التي أعقبت مقتل قائد التحالف السعودي في سبتمبر من العام الماضي ، عودتها في هذه الظروف التي تتزامن مع توترات عسكرية في شبوة وأبين والمهرة ، وفشل اتفاق الرياض ، يجعل المرء يستنتج أن هناك أيادي خبيثة تقف وراء هذا الإرهاب وتغذيه، لتحقيق أجندات سياسية وعسكرية معينة على حساب أرواح ودماء العشرات من الأبرياء الذين لاناقة لهم ولاجمل في هذا الصراع . جريمة القتل الثانية تمت في الخط السريع الرابط بين مديريتي سيؤن وشبام ، حيث قام مسلح مجهول بإطلاق وابل من الرصاص على خمسة طلاب من طلبة المعهد الصحي بتريس واقفين في الخط العام في انتظار سيارة تنقلهم إلى مناطقهم بعد عناء يوم دراسي، لقضاء إجازة الأسبوع مع ذويهم، يسقط في هذه الجريمة قتيلان ، والبقية يقال إنهم مصابون إصابات مختلفة ، لكن السؤال هنا ، ماهي دوافع هذه الجريمة وخلفياتها ؟ هل وصلت الأمور في هذا الوادي المنكوب إلى هذه المستوى من الفوضى والإنحطاط باستهداف الطلبة، والكل يتفرج على هذا المشهد المؤلم، محافظ وسلطات محلية إدارية، وقوات عسكرية وأمنية وعلى كثافتها في هذا الوادي تقف عاجزة عن القضاء على هذا الإرهابي الذي لايملك صاروخا ولا دبابة، بقدر مايملك دراجة نارية وسلاحا، وهما أداتا الجريمة، لكن الحقيقة المرة التي يجب قولها، وهي غياب الإرادة والنية الصادقة لإقتلاع هذه الآفة ووجود الخطط والبرامج المستمرة لمحاربتها، بدلا عن الحملات المؤقتة التي تأتي عقب أية حادثة إغتيال، كما هو الحال في مديريات ساحل حضرموت التي تنعم بالأمن والأمان التي يتولى حمايتها أبناء حضرموت البواسل من قوات النخبة الحضرمية، وقوات المنطقة العسكرية الثانية. الجريمة الثالثة حصلت في نفس اليوم في مدينة القطن، مواطن يُقْتَلُ بدم بارد وهو يمارس عمله اليومي في محله التجاري على يد مسلح مجهول ويفر الجاني إلى جهة مجهولة، ودوافع الجريمة مجهول . إنَّ استمرار نزيف الدم في هذا الوادي وسقوط العشرات من الضحايا من دون رادع في ظل الكم الهائل من القوات العسكرية والأمنية المرابطة بكل تشكيلاتها والتي عجزت عن توفير الأمن والأمان للعسكري ناهيك للمواطن، وبعيدة عن جبهات الحرب مع الحوثيين، يجدد مطالباتنا بترحيل كل القوات القتالية المرابطة في الوادي إلى جبهات الحرب مع الإنقلابيين الحوثيين الذين بات خطرهم يهدد مأرب وحضرموت بعد الإنهيارات المتتالية المسموع عنها في جبهات الشرعية في الجوف وتقدم الحوثيين نحو مأرب ، وتسليم الملف الأمني والعسكري لقوات النخبة الحضرمية التي أثبتت قدرتها وجدارتها في ضبط الأمن والحد من الجريمة في مديريات الشريط الساحلي . إنَّ القوات العسكرية المنتشرة في هذا الوادي التي عجزت عن تأمينه من الإرهاب، لن تكون قادرة على حمايته من الخطر الحوثي في أية تطورات عسكرية قادمة، بل ستعلن ولاءها ورفع الراية البيضاء وتسلم وادي حضرموت من دون مقاومة تذكر